< محكَمة ! -1- >
by
, 06-04-2011 at 10:11 PM (1922 قراءة)
ستائرٌ مُتطايِرة تُنذر بالرّياحِ العاصفَة .. ونقاطٌ سوادء لوّثت بياضَ أوراقِ المكتبْ
كَ بقعِ دم عَلى موقعِ الجريمة ! أنين متقطّع .. مُتعبٌ هو من الاستنجاد والنّداء !
لكن لا فائدَة ! فقلوب داميَة يابسَة كَ " أشجارِ الخَريف " ! تقبعُ داخِل [ أجسادهم ] ~
و حكاياَ " الأشْواقْ " .. أضحتْ جُثّة هامِدَة بداخِل أقفاصِ أبدانِهمْ !
يُقادُ المُجرم .. تُكَبّل اليدينْ .. تَعالَ هُنا يا ظالمَ !
الناسُ متجمهرُون .. يرقبون أشلاءً حُملت لسيّارة الإسعاف!
علّها بصفيِرها وأطبّائها تنقِذ الجسَد من القَلب المنزوع !
لمَ قَتلتهْ ؟ لم لوّثت بياضَ الأوراق ؟ لمَ سرقت قلوباً بل قلباً مزّقتَ بهِ الأضلاعَ لإجتثاثه !
لم تلكَ النظرَة المصبُوغَة بِ " سَوادِ " كَ القهَوة ! مرّة داكِنَة ! لمَ حرمتَ تلكَ القهوَة من لذّة الإرتشاف !
حِقدٌ وكراهيَة؟ أم غلّ وعدوانيّة أجب فلا حُكم يُكتبُ
لحياتكَ نهايَة سوى " الإعدام " ولا مفر !
يحاوِل المتهم الكسير الإجابَة .. هو محضُ صدفَة ! لم أقصد!
لا مجال للتبرير ! فقد داهمت بغفلة ذلكَ الضّرير .. ليظلّ
مطروحاً ويكُون الموتُ لهُ [ سرير ] !
صوتُ عكّازٍ قاسّي دكَ ذلكَ الرّخام الأبيضَ دكاً ! الرّجاء إيقافُ الحديثِ والحكمِ الآن !
كلّ الأعينِ تفتّحت فزعَة ! محامي دفاع للمجرمِ قد " أطل " .. وارتفعت الأعين ..
للتتشبّث في وجه المحاميّ المشرئبّ بالغضب ! إنّه الضحيّة ! إنّه القتيل !
أوسعُوا لهُ كرسيّاً للدفاعْ .. وأحضِروا لهُ تلكَ الأوراقِ وتلكَ الأحكام ! لابدّ أن يعملَ عملهْ ! إنّه
[ المحامي ] ~
يبدأ : سأقف معَه في قفصِ الإتهامْ .. لأصرخَ في وجهِ كلّ أولئكَ الظلمَة !
مَنْ جعلوا العَدل قناعاً يُواري سواءتهم .. ،
ليس بمجرمٍ كأنتمْ ! بل إنّه سرقَ قلبي فحسب ! ليهديني قلباً
آخر .. حلواً .. أبيضَ .. يطوي صفحاتِ الماضي الأليم ..
عذراً !
فهو ليسَ بمذنب ! إنّما المذنب من جَعل من حكايا الأشواقِ جثّة هامِدة ترقدُ بلا حراكِ في جسده ..
أنتم .. أنتم أيّها المجرمون !
توقّف !
صرخَ ذلكَ القابعُ بِ " باروكَتهِ " البيضاء .. !
تُوقف الجلسَة الآن لسوءِ الحالة الصحيّة للمحامِي القتيل ..
< انتظرونِي في الجلسَة الثانية >