يا هذا أسمعت بالموت ؟؟!!

أشممت رائحته ؟

أتجرعت علقمه ؟

أشعرت بهوله ؟

أأحسست بقهره ؟

أرأيت سطوة ألمه .. وفاجعة وقعه ؟

أهالك يوما انقضاض الموت على الآمال .. وبعثرته للأحلام ؟

ليس لدي في الحديث عن الموت جديد ..

لكني رأيت هوله .. قبل أمس ..

رأيت هوله .. عندما ركع ذاك المسن ( خالي ) يجهش بالبكاء..

ينادي : يارب كيف يمكنني أن أعيده ؟؟

يارب ، حبيبي ( ..... ) كيف يمكنني أن أعيده ؟؟

شاب في زهرة الشباب ( 21 عاما )

تملؤه الحياة .. ويملؤها تفوقا وطموحا ..

تناول إفطاره مع والده ووالدته .. ثم توجه إلى معهده ..

نصف ساعة ويصل لوالده استدعاء من المعهد الذي يدرس فيه ..

- هل أنت والد ( ..... ) ؟

- نعم .

- أحضر حالا .. من فضلك .

- هل هو بخير ؟؟!!

- إن شاء الله .

يروي الفاجعة بنفسه .. يقول :

في طريقي إلى المعهد رأيت سيارته بجانب الطريق ..

توقفت .. وترجلت من سيارتي ..

وعندما اقتربت من مكان الحادث ..

تأكدت من سيارته .. كانت بحالة جيدة جدا .. لا تفصح عن خبر أليم ..

لكن رجال الشرطة منعوني من الاقتراب ، قلت لهم : إنه ابني .

أصروا أكثر على عدم وصولي إليه .

صرخت بهم : أنا مؤمن بالله ..

ولو كان قدري ما استطعت أن أدفعه عن نفسي .. فسمحوا لي ..

أقبلت على ذاك المسجى..

كشفت وجهه ..

عرفته .. إنه هو......

سجدت بجانبه ..

ألهج بصوتي : اللهم لك الحمد ..

اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها .

رأيته يوم الوفاة ( خالي )

يضع كلتا يديه على وجهه ويبكي كطفلٍ صغير ..

يقول - أعانه الله - : قُصم ظهري .

فيارب أعنه وزوجته وأبنائه وذويه وارزقهم الصبر ..

وأخلفهم من مصابهم خيرا ..

وارحم اللهم ميتهم وأسكنه فسيح جناتك .. آآآمين

وقفة ..

لم يقهر الإنسان شيء أقوى من الموت ..

ولم يذله شيء مثل الفقر والمرض

**********

وزاد الألم آلاما .. لما يحصل في غزة ..

احترقت قلوبنا مع احتراق غزة ..

أشعر أن الحزن هواء نستنشقه ..

نعوذ بالله من قلة الحيلة ..

اللهم فرج الهم .. ونفس الكرب ..

وعجل بالنصر والفرج والسلامة ..

اللهم اجعل دعواتنا سهاما تقض مضاجع الظالمين ..

نبرأ إليك من حولنا وقوتنا ونلجأ إلى حولك وقوتك ..

أنت حسبنا ونعم الوكيل .


محرم 1430 هـ