بسم الله الرحمن الرحيم
:
:
لازالت أتذكره نعم ذلك اليوم وكيف لا أتذكره وهو يوم التختيمه في الحرم النبوي من شهر رمضان قبل تقريبا سنتين عندما ختم القرآن الشيخ الحذيفي ودعاء بعده يالله من أروع لحظات الخشوع والرجوع والإنابة وخصوصا أذا كانت في الحرم النبوي الشريف راحة عجيبة وطمأنينة
:
:
وعندما أنتهينا أتفقنا أنا وعمي وأختي على موعد اللقاء بعد الصلاه عند محل هذا كان دائما موعد اللقاء اذا ذهبنا مع عمي
:
خرجنا وجدنا عمي ينتظرنا ذلك الشاب الذي لايتجاوز عمره عشرين سنه شاب يظهرة عليه الألتزام من وجهه الذي يزهو بنور الأيمان ولحيته الخفيفه التى تزين وجه السمح وثوبه المقصر وابتسامه الشفافة رحمة الله عليه وغفر له
خرجنا ومررنا بجانب البقيع وقال لنا رددوا دعاء السلام على الأموات فأنهم سوف يردون عليكم
لتفت الى عمي قلت له حقاً يعلمون أنا نسلم عليهم يعني جدتي سوف تعلم بسلامنا هذا قال نعم وسوف يردون السلام ولكن نحن لانسمعهم قلت سبحان الله
:
سلامنا أنا وصلت عند كلمة أنتم السابقون ونحن اللحقون
قلت لحقون نعم لحقون
:
:
متى ؟؟أين ؟؟كيف ؟؟لاأدري
أفكر في داخلي أفكار عندها أنتهت بطلب من عمي أن يجعلني أصعد على الدرجة وأطل على البقيع لأنه معروف في الشرع زيارة القبور ودخولها للنساء محرم
صعدت ونظرت
يالله
منظر تقشعر منه الأبدان
منظر يوقظ الغافل من غفلته
منظر يجعلك تكرهـ الدنيا وملذاتها
منظر يذكرك بالذين ماتوا من قبل من أقارب وأصدقاء وأهله
منظر يذكرك بالأخرهـ
منظر يذكرك بمنزلك غداً أذا وضعوك في القبر
منظر يجعلك تبكي وتبكي
منظر يجعلك تعمل له
منظر
موحش جدا جدا
منظر ومنظر و منظر
وقفنا دقايق على السور حق البقيع ثم جلس عمي يتكلم
ويقول سبحان الله اليوم نحن نشاهد الأموات و
غدا يأتون ناس يشاهدونا من خلف سور البقيع أذا متنا أنا قلت مسرعا بعد عمر طويل أن شاء الله ياعمي
:
وبعدها قلت عمي تأمل أنظر من أمامك وشاهد البشر
منهم من يتبضع ومنهم من يمشي ذاهباً الى سيارة
أنظر تلك الطفلة أنها تبكي لأن أخوها ضربها وأخذ حلوتها
وحركه سيارات
وأصوات وحياة بشريه كامله بل نساء بكامل زينتهم يمشون ويتبخترون في مشيهم وكأنه ليس رمضان وكأنهم
في سوق ليس أمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمي الله يهديهم أدعيلهم قلت الله يهديهم
:
لكن ياعمي أنظر خلفك وشاهد القبور ظلام دامس
هدوء يعم المكان لأحركه ولا صوت ولا ناس يتحركون ولو حركه واحده بل والله يتمنون أن يقول فقط سبحان الله أستغفر ولكن هيهات هيهات أنتهى زمن المهلة
:
يالله
مكان موحش جدا ولا أنيس به الأ العمل الصالح
قال عمي صدقتي
وبعدها قال عمي الله يثبتنا ويحسن خاتمتنا آآمين وانطلقنا أنا وعمي وأختي الى السيارة وركبنا وذهبنا المنزل
:
لكن الى الآن لم تنتهي القصه
:
:
بعد سنتين تقريبا وبعد وفاة عمي مررت أنا
بجانب البقيع
وسلمت على الأموات قلت في نفسي معقوله راح يرد علي عمي السلام نزلت وقفت في نفس المكان الذي وقفت فيه قبل سنتين مع عمي الراحل
:
يالله مررنا من هنا ووقفنا هناك وتكلمنا وتحدثنا في هذا الأمر
والأن مررت أنا وحدي وعمي في داخل البقيع
:
نعم مررت بجانب أحبتي ولم أستطيع أن أكلمهم
وكيف أكلمهم وهم في عداد الأموات وأنا في عداد الأحياء
:
نظرت سألتهم أين مكان قبر عمي في أي جهة من جهات البقيع أشار بيده هناك يقصد على يمين البقيع
نظرت في الجهة الذي دفن فيها عمي
يا لله عمي هناك
يا ترى كيف هو الآن
؟؟؟
كيف جسمه حقاً أن الدود يأكل الجسم كله
حقاً أني سلمت على عمي ورد علي السلام
كيف يعيش في حياة البرزخ
كيف وكيف وكيف؟؟؟
أسئلة كثيرة سألتها في نفسي ولا جواب لها
يا لله بيني وبينه أمتار قليله ولكن لا أستطيع
أن أكلمهم أجلس معه أضحك معهم كما في السابق
هل يأتي يوما ويكون أحد من أحبتي في نفس موقفي ويتكلم عني ويقول
كانت تفعل وتفعل
يا لله حقاً ما أحقرها دنيا
تذهب في أوقات قصيرة جداً
وتتغير في ثواني معدودات
سبحان الله سبحان الله
حقا دنيا زائفة زائلة لا تدوم على حال بل هي متقلبة بين الأحزان والأفراح
والحمد لله على كل حال
أخي القارئ
أختي القارئ
أنا كتبت هذا الكلام بالطريقة هذي لكي لا تجلب لك الممل عندما تقرأ
وكنها قصه واحده
وأنا كتبتها لكي تستفيدوا منها لأنها تحمل الكثير من العبر والفوائد
فهي ليست مجرد أحاديث بيني وبين عمي لا
أنا كتبتها ونزلتها
لكي تستفيدوا منها
وتدعوا لعمي بالرحمة والمغفرة
والملتقى الجنة بأذن الله تعالى
وكل من يشاهد هذا الكلام
الروابط المفضلة