عندي مشكلة!



هناك أمرٌ ما يشغلُ تفكيري!



أشغلتني الهموم و أنهكتني المتاعب، فماذا أفعل؟!



إلى من ألجأ؟!



لجأتُ إلى النّاس فلم أجد الحلّ عندهم!



طرقتُ أبواباً، فلم تُـفـتَـح لي!



ماذا أفعل؟!



الأرقُ يـقـتُـلُـني، و القلقُ يغرسُ أنيابَهُ في لحمِ سكينتي و اطمئناني!



أهربُ من همٍّ، فأجدُ همّـاً أعظم منه!



لقد تعبت!



تعبت!



أين الحلّ؟



أين الحلّ؟



هـل تستطيع مساعدتي؟!



ويحكَ يا هذا!



أَتطرُق كلّ الأبواب و تنسى أهمّ الأبواب؟!





باب السّماءِ مفتوحٌ يا هذا، فلماذا أوصدتَّـهُ دونَـك؟!



لماذا تـلجأُ إليَّ و إلى غيري من المخلوقين الضّعفاء، و تنسى الخالِقَ العظيم؟



أَتَـلجَـأُ إلى المُحتاجين و تنسى من بيدِهِ مقاليد السماوات و الأرض؟!



ما الذي أتعبَـك؟



مصيبة؟!



هل جرّبتَ أن تقولَ:



"إنّـا للهِ و إنّـا إليهِ راجعون"



و



"لا حولَ و لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم"



و



"اللهمّ أجـرني في مصيبتي و أخلف لي خيراً منها" ؟



هل تعاني من الهمّ و الغمّ؟



هل جرّبتَ أن تدعوَ بالدّعاء التّالي بصِدقٍ و حضورِ قلب:



"اللهمّ إنّي عبدُك، و ابن عبدِكَ، و ابن أَمَـتِـك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمُـك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألكَ بكلّ اسمٍ هو لك، سمّيتَ بهِ نفسكَ، أو أنزَلتَهُ في كتابك، أو علّمتهُ أحداً من خلقكَ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعل القرآن ربيعَ قلبي، و نور صدري، و جلاء حُزني، و ذهاب همّي" ؟



هل أعيَـتكَ السُّـبُـل، و طال عليك الطّريق؟



لماذا لا تلجأ إلى ملك الملوك (سبحانه)؟


كيف ألجأُ إليه و أدعوه (سبحانه) و حِـفـظي ضعيف، و عربـيّـتي ركيكة؟!





لا عليك!





لا عليك!


ادعُ الله بأيّة لغةٍ أو لهجةٍ شِئت!



المهمّ أن يكونَ دعاؤكَ صادقاً ، و قلـبُـكَ حاضراً، و يقينُـك قويّاً، فاللهُ لا تُعجِزُهُ اللغات و لا اللهجات!


إنّهُ خالق الألسنِ (سبحانه)، و الأعلم بما تقول!



ادعُـهُ مباشرةً في أيّ وقت!



نعم، مباشرةً!



لن تحتاج واسطة للوصول إليه!



ارفعَ كَـفّـيكَ، و استحضر قلبك، فهو قريبٌ!



نعم، قريب!



بل هو أقربُ ممّـا تتصوّر!



"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"

(البقرة : 186 )