السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام

بعد تجولي هنا وهناك في هذا الركن من النافذة
انفطر قلبي وأمطر حزني وأظنى فؤادي مما تعانيه أخواتي,
هذه مع زوجها, وتلك مع حماتها, والأخرى مع أهلها .....
تمنيت لو باليد حيلة لأزيل هم هذه وكربة تلك وأجعل حياتهن أجمل بكثير مما يعشنها
حياة سعيدة رغيدة طيبة تصل منها الى حياة دائمة مطمئنة في جنات النعيم

ولكن والعياذ بالله من أكون أنا اذا بالخالق سبحانه ذو العزة عما يصفون ابتلاني واياكم بما ابتلانا ليرى صبرنا واصرارنا وشكرنا على ما أصابنا


له الحمد وله الشكر حتى يرضى وبعد الرضى


لذا!!!!
لما لا نعزي أنفسنا بأهل البلاء
ونتذكر كم من المصائب؟ وكم من الصابرين؟
وأن مصابك اخية بالنسبة لغيرك قليل ونقبل الحياة كما هي,
ونتذكر أنه لم ولن تجد ولدا أو زوجا أو صديقا أو نبيلا ولا مسكنا ولا وظيفة الا وفيه ما يكدر وعنده ما يسوء أحيانا






فلنقلب هذه الصفحة من الأحزان ونغير ثيابنا السوداء ونرتدي أزياء كلها أناقة تسطع منها ابتسامة عريضة تشع حياة ونبض وسرور لنعم الله الكثيرة


لما لا نفكر ونشكر ونذكر ما انعم الله به علينا
ونتذكر قوله سبحانه
"وان تعدوا نعم الله لا تحصوها"
"واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة "

لما لا ننسى جميعنا ما مضى وفات مما يقتل الارادة, ويبدد الحياة الحاضرة, ويمزق الجهد, وينسف الساعة الراهنة
ونتذكر قوله عز وجل
"تلك أمة قد خلت"

لما لا نناشد يومي يومي لا الأمس الذي ذهب بخيره وشره ولا الغذ الذي لم يأت الى الآن

لما لا نترك المستقبل حتى يأتي دون أن نستبق الأحداث لقوله عز جلاله
"أتى أمر الله فلا تستعجلوه"

لما لا نواجه الانتقادات الموجهة لنا ومن التحطيم المدروس المقصود
ومن الاهانة المتعمدة
بالصبر واللامبالاة لقول مالك الملك
"قل موتوا بغيظكم"
وكذلك ما جاء به البيت
حسدوا الفتى اذ لم ينالوا سعيه ***** فالناس أعداء له وخصوم

لما لا ننتظر شكرا من أحد ونحسن كثيرا لتنشرح صدورنا أكثر

لما لا نطرد فراغنا بالعمل لأن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال

لم لا نؤمن قلبا وقالبا بالقضاء والقدر
" ما اصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها"
جف القلم, رفعت الصحف, قضي الأمر, كتبت المقادير ولن يصيبنا الا ما كتب الله لنا

لما لا نقم الى الصلاة كلما داهمنا الخوف وطوقنا الحزن وأخذ الهم بتلابيبنا لتثوب روحناوتطمئن نفوسنا
فقد كان عليه الصلاة والسلام اذا حز به امر قال
"أرحنا بالصلاة يابلال"
وقال الملك
"يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة"
ولا تنسوا أبدا أن مع العسر يسرا
"فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده"
وتذكروا قوله
"أمن يجيب المضطر اذا دعاه"
فلن يسلبك الله شيئا الا عوضك خيرا منه اذا صبرت واحتسبت لقوله سبحانه
"سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار"


أسعدوا أنفسكن اخياتي وزكوها وهزوها وأفرحوها وأذهبوا غمها وهمها وقلقها بالايمان برب العالمين
"ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون"

طمئنوا قلوبكن بذكر الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"

سبحانه له العزة عما يصفون



ختاما


ندائي الى حواء
تلك العاقلة النابهة



اعط كل شئ حجمه
ولا تضخمي الأحداث والمواقف والقضايا
تناسي مشاكلك وخططي وارسمي حلولا لها
لا تدعيها تغلبك
وأجلسي قلبك على كرسيه لأن اكثر ما تخافينه لا يكون ولكن قبل وقوع ما تخافين وقوعه تقومي بتقدير أسوأ الاحتمالات
ثم توطني نفسك على تقبل الاسوأ
حينها تنجو من التكهنات الجائرة التي تمزق القلب قبل ان يقع الحدث فيبقى كالقول

كان قطاة علقت بجناحها**** على كبدي من شدة الخفقان







أسعدني الله واياكم بما فيه الخير والصلاح لنا في ديننا ودنيانا وعاقبة أمرنا



ولنسعوا الى التفائل