بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه



الطلاق فرج أم كمد غاليتي حواء؟؟



حل لمشكلة ام بداية سلسلة من المشاكل..؟؟

سلسلة من المعاناة لكِ مع مجتمع عربي ظالم لمسمى "امرأة مطلقة"


ولأطفال لا ذنب لهم سوى انهم كانوا ثمارا لهكذا نوع من الزيجات



لاحظت في الآونة الأخيرة انطلاقا من سيدات هذا الركن الى ما يحيط بي من صديقات ومقربات


أن كلمة أريد الطلاق صارت السبيل الأوحد الذي تفكر فيه المرأة بعد أدنى الى أَمَر مشكلة تواجهها بمسارها العائلي

متجاهلة بذلك الى ما ينتج عن هذا الانفصال من أضرار نفسية والتي تبدأ برمي أشواكها الأولى على الغصون الصغيرة الناتجة عن هذا الارتباط المقدس والتي ستكون أهم نقطة محاولة التطرق اليها ثانيا


بعد أن أوجه كلامي الى كل حواء ملَّت حياتها مع شريكها


الى كل حواء كلما تمكن منها الغضب مع بعلها أتت من تشكي له حالها
مستسردة كل العيوب التي تكمن والتي لا تبث لرجلها بأية علاقة
مقنعة بذلك نفسها مدى سوء هذا الانسان ومدى صبرها عليه
متجاهلة ايجابياته ومواقفه الحسنة وطباعه الأحسن والأحسن



وما يثير استغرابي في بعض الحالات والتي والله وهي تشكوه أقول في نفسي ان هذا ليس ببشر والتي وما ان تعود المياه الى مجاريها تبدأ بمدحه وشكره وكأن لا نظير له



وهذا ما لمسته مع صديقة مقربة لي والتي والله لدائما ما أقول ماشاء الله على سعادتها مع زوجها لكن وبعد حدوث مشكلة وانقطاعهما لفترة أراها تقول عنه أشياء ما كانت تخطر لي لا على البال ولا على الخاطر
ورأت أن الطلاق هو الباب الوحيد الذي يمكن عبوره الى حياة أفضل من حياتها الراهنة

لكن وبفضل من الله تصالحا وعادت تمدحه كما كانت في السابق وأكثر



لذا أقول لكل سيدة انعم الله عليها برجل يصونها ويحافظ عليها من العيون الزائغة ومن النفوس الخبيثة التي ملئت مجتمعنا يمنة ويسرة


فلتعلمي سيدتي أن الإسلام عندما أباح الطلاق فقد ألزمه بضوابط شرعية
وجعله آخر السبل بعد استحالة عودة الحياة بين الزوجين إلى الاستقرار الأسري


جعله كالكي آخر أنواع العلاجات بعد تعذر غيره من الدواء
جعله نهاية مطاف ولجوء مضطر واستغاثة غريق

فكم للأسف من حالات الطلاق في محاكمنا حدثت لأسباب تافهة



كالشك الذي لا أساس له أوغيرة من أم زوج أو أخت أو احدى القريبات أو زيادة في ملح الطعام أو تأخر في إحضار كوب ماء أو بسبب مسلسل تركي أو مكسيكي وما يظهرنه من رومانسية تعتقد بعض النساء أن زوجها هو الوحيد الذي يفتقر اليها او مباراة كرة قدم
أو أو أو ما يندي له الجبين وتبكي له العيون



فهل يعقل أن يقطع أحد الميثاق الغليظ لمجرد هفوة بسيطة ؟



لتصبح بيوتنا الاسلامية التي أوصانا عليها سبحانه ورسوله الكريم كبيوت العنكبوت سرعان ما تتمزق وتتقطع عند أخف نسمة هواء؟

هل يعقل هذا عزيزتي
حواء؟

يامن سئمت حياتها مع زوجها واستحلت الوحشة بيتها

فلتعلمي عزيزتي أن شبح الطلاق ليس للتسلية

ولا لتنفيس الغضب عند أي خلاف

لتثور الأعصاب الحمقاء ولا يرى مهدئـًا لها سوى هذا الشبح

عليك بالصبر ثم الصبر ثم الصبر

فعسى أن يكون الخير في باطن الشر كما قال سبحانه
( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) [ النساء : 19].

ولا تنسي تحريم الإسلام عليك طلب الطلاق بدون سبب
قاهر

فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : [
أيَّما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأسٍ حرَّم الله عليها أن تريح رائحة الجنة ]


ولتجعلي علاقتك الزوجية يا مسلمة كبنك الحب
تعتبرين فيه الأعمال والسلوكيات الإيجابية إيداعات وجملتها أرباح
أما الأعمال السلبية من السلوكيات والتصرفات سحوبات وجملتها خسائر
.
فلتجعلي حياتك مع هذا الانسان بنك مليء بالحب والعاطفة والحنان والمودة التي لا يمكنها أن تخسر لمجرد موقف تافه يعترضكما

ربما سيقلل من رصيد المحبة ولكن لا تمكنيه من قطعها

ولا تنسون ما كانت تعانيه النساء قديما من ضرب مبرح وخيانة بالمكشوف و زيجاتها تصل الى ست أو سبع أو أكثر
وما كن يلفظن بقول ولا شكوى
بالعكس كن على صبر وحلم وسترة وما كن يفكرن أبدا بما يسمى الطلاق
الذي صار بأيامنا هذه أول ما تلفظ به المرأة عند أدنى غلطة صدرت من آدم المغضوب عليه
ويكملنها بقولهن المشهور اذا كنت رجل طلقني الآن-

والعياذ بالله
ياامرأة ,,,,,,

فلتكوني أكثر وعيـًا لهذه المسألة
أكثر صبرًا ومقاومة وسعيـًا من أجل استمرار حياتك الزوجية بأي ثمن

ولتستوعبي جيدا أن اعتبار الطلاق حلاً مثاليـًا خطأ كبير ترتكبينه


لأستفتح بهذا النقطة التالية والتي أصبو الى استدراجها في موضوعي
ألا وهي ثمارك من آدم هذا


لأقول لك أن اقدامك على هكذا قرار هو بداية انحراف
وسقوط في هاوية مخيفة حيث الفساد الأخلاقي والأمراض النفسية والضياع الشامل للأبناء
فقد أثبتت عزيزتي حواء الدراسات أن 90% من رواد دور الأحداث
هم أبناء بيوت وقع فيها انفصال بين الأب والأم

سقطوا وتاهوا في دروب الحياة فعاشوا الضياع وبقوا على هامشها إلى أن لفظتهم كما يلفظ البحر الجثث الهامدة


فمن المسؤول بعد هذا القرار عن انحراف هؤلاء الأبناء ؟


ولي بهذا الشأن بعض القصص الحقيقية التي أعرف صاحباتها

أبدئها بفتاة كانت ضحية لانفصال أب وأم عديمي المسؤولية بسن لها مبكر أعتقد بسن الست أو السبع سنوات


فعاشت تحت ظل الجدة التي كانت الوحيدة التي أحبتها ورعتها وأحست بمعناتها
ومع خال وزوجة خال أذاقتها المر والويل ويلين
بين الدراسة التي ماعادت تملك لها سبيل وبين أشغال منزل كانت بقيامها مجبرة
عند المرض تتقاذف بين أبويها من الأَوْلَى بشراء مسكن لألمها

ليبدأ التحدي بينهما على حسابها
فتصر الام على تحميل والدها المسؤولية ويقوم هو وبدون تردد بنفس الشئ


كبرت تحت ضغوط نفسية آلت بها الى الفرار الى أول زوج يتقدم لخطبتها
ورغم رفض عقلها له الا أنها رأته السبيل الوحيد لبداية عيشة هنية لتجد معاناة أخرى معه ومع والدته والتي أصرت عند حملها الأول بتنزيل هذا الطفل ما أصابها بالعقم الأبدي لتطلب هذه الضحية الطلاق واستمرارها بهذه الحياة التي لطالما كانت معها لئيمة


وأخرى بسبب هذا الشبح واهمال الوالد لهم تعرفت على ذئب تمكن منها وتركها ضائعة لا سبيل لها



ومايؤول له الأولاد خاصة بعد هذا الضياع الى شتى الأنواع من المخدرات والممنوعات والمحرمات والسرقة وغيرها الكثير ثم الكثير

وماخفي كان أعظم


رجاء يا امراة


لا تكوني أنانية بطلبك هذا الطلب ولتتأني سيدتي


أما علمت ان في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ؟
كندامة الشاعر بعد تطليقه لزوجته بهذه الأبيات
ندمت نـدامة الكسعـي لمـــا غدت مني مطلقـة نـــــوار
فأصبحت الغداة ألوم نفسي بأمر ليس لي فيه اختـيـار
وكانت جنتي فخرجت منها كآدم حين أخرجه الضرار
ولو أني ملكت بها يمينـي لكان عليّ للقـدر اختـبــار




فلتميلي إلى التريث والمصابرة حتى في حالة الكراهية


ولتفتحي تلك النافذة المجهولة (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)
فما يدريك في هؤلاء الرجال خيراً
وأن الله يدخر لك هذا الخير فلا يجوز أن تفلتيه إن لم يكن ينبغي لك أن تستمسكي به وتعزيه
وليس أبلغ من هذا في استحياء الانعطاف الوجداني واستثارتهم وترويض الكره وإطفاء شرته.
فإذا تجاوز الأمر مسألة الكره والحب إلى النشوز والنفو

فليس الطلاق أول خاطر يهدي إليه الإسلام
بل لا بد من محاولة يقوم بها الآخرون، وتوفيق يحاوله الخيرون: (وإن خفتمْ شقاق بينهما فابعثوا حَكماً من أهلهِ وحَكَماً من أهلها، إن يريدا إصلاحاً يوفق اللهُ بينهما. إن الله كان عليماً خبيراً) (النساء35).

ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب







واليك عزيزتي واسع النظر


وآخر كلامي أن لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين