أنا منذ خمسينَ عاما،

أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...

وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...

وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا

ولا يهضمونْ...

ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...

ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟

ومَن سوف يبكي عليهم؟

وليس لديهم بناتٌ...

وليس لديهم بَنونْ...

وليس هنالك حُزْنٌ،

وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

أنا...بعْدَ خمسين عاما

أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...

رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ

أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...

ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...

رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...

ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!... نزار قباني