أثناء حضوري لعرض دلافين مع عائلتي، لاحظت في البداية أول ما دخل المدربين، أن كل واحد منهم يحمل صندوقين في يده.. ولكن لم ألقِ لذلك بالا..
وأثناء العرض قال لي زوجي: هل لاحظتِ؟
قلت له: ماذا؟
قال: بمجرد أن تقوم الفقمة بحركة جميلة فإن المدرب يعطيها سمكة على وجه السرعة.
قلت له: الآن فهمت سر هذين الصندوقين، إنهما صندوقا الاسماك او دعونا نسميهما {صندوقا الجائزة}.
هنا فورا خطر في بالي الحديث الشريف : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، وفي رواية: (حقه) بدل (أجره) رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

صحيح أن ظاهر الحديث هو دعوة للإسراع بتبرئة الذمة وأداء الحقوق؛ لكن هذا الإسراع يترتب عليه حث الأجير على العمل وبهمة دون استبطاء.
👍🏼نفس الأمر تماماً هو ما يمكن ان نطبقه مع أولادنا. الثناء على فعلهم الحسن بشكل فوري، او حتى مكافأتهم عليه ان كان يستحق. ذلك سيخلق رابطا شرطيا بين الفعل الجيد ومتعة المكافأة والثناء، ويحفزهم على حسن التصرف دومًا..
أعلم أن هناك دعوات تقول اننا يجب ان نعلم اولادنا ان يكون دافعهم ذاتي وشخصي، هذه الدعوة صحيحة #لكن ان طبقت بشكل صحيح من حيث التدرج بإلغاء الجائزة، بحيث نقدم لهم في البداية جائزة كبيرة ثم تصبح جائزة عادية... وبعد ذلك لا نعطيهم جائزة في كل مرة إلى أن يصلوا إلى مرحلة التحفيز الذاتي.. لان الطفل في مراحله الاولى يكون تصوره للامور مادي ومحسوس فقط...
وايضاً فائدة ذلك انها تشجع الطفل على الفعل الحسن والالتزام، ريثما يصبح هذا الفعل سجية عنده وعادة ونظام، وعندها لا يعود هناك داعٍ لهذه الجائزة لأنها أدت دورها... ربما وضعها يشبه وضع / بعض المؤلفة قلوبهم/ الذين اعطاهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم من الزكاة في بداية اسلامهم كي يستميل قلوبهم، إلى أن تفكروا فيه وأدركوا أنه الدين القويم... وكذلك الحال مع اولادنا، نستميل قلوبهم ببعض الهدايا والثناء والمديح إلى ان يتثبت الفعل في قلوبهم وعاداتهم.