فسدَ الزمانُ بكثرةِ الشهواتِ

والظلمِ والتغريبِ والشُّبُهَاتِ
وتأخُّرِ العُقَلاءِ رغمَ صلاحِهِمْ
وتقدُّمِ السُّفَهَاءِ بالآفاتِ
وهِجاءِ أهلِ الحقِّ واستحقارِهِمْ
ومديحِ أهلِ الزيغِ والشهواتِ
وتكالُبِ الجُبَنَاءِ رغمَ شتاتِهِمْ
وتَشَتُّتِ الأبطالِ في الأزماتِ
أجسادُنَا في كُلِّ فجٍّ مُزِّقَتْ
شاماً وشرقاً بل وكلَ جِهَاتِ
طفلٌ يصيحُ وأُمُّهُ مكلومةٌ
وأبوهُ والأعمامُ في الأمواتِ
وتَدَنَّسَ العِرْضُ الشريفُ ومالَه
مِنْ ناصرٍ يَحميهِ في النكباتِ
وتفرقت كلماتُنَا وجموعُنَا
أَوَلَيسَ كُنَّا نَجْمَعُ الكلماتِ ؟!!
أَوَلَم نكن صَفَّاً يُغِيْظُ عَدُوَّهُ ؟!!
يحمي الضعيفَ ويمسحُ العبراتِ
فاليومَ سالتْ دمعةٌ ، مَابَالُهَا ؟!!
هل ماتَ عنها ماسِحُ الدمعاتِ ؟
والجَوُّ يُمطرُنا بكلِّ سخيفةٍ
عبرَ الفضاءِ بِهَابِطِ القنواتِ
بصواعق سِيْقَتْ تَدُكُّ صَفَائَنَا
بالَّلهْوِ والتشكيكِ والقِيْنَاتِ
وتُحَارِبُ الدِّيْنَ الحنيفَ وأهلَهُ
وتُلَمِّعُ الإِلحادَ في الشاشاتِ
وتَصُدُّنَا بِضَلَالِها عن دِينِنَا
حتى نَضِلَّ ونُهْمِلَ التَّبِعَاتِ
والبعضُ مِنَّا هائِمٌ في حُبِّها
ويُساندُ الأعداءَ بالصيحاتِ
ويُهاجِمُ الإسلامَ بِاسْمِ حَضَارةٍ
مسمومةٍ مستورةٍ بِعَبَاةِ
الكِذْبُ فيها شرعةٌ وطريقةٌ
والظلمُ فيها أفضلُ الطرقاتِ
وثوابتُ الإسلامِ في منظورِهِمْ
مُتَغَيِّرَاتٌ تتبعُ الأوقاتِ
وعفافُنَا رجْعِيَّةٌ في فَهْمِهِم
قلبُ الحقائقِ منهجُ النَّكِراتِ
فتبرُّجُ الفتياتِ مَبْلَغُ سعيِهِم
وعدوُهُمْ بطلٌ من الهيئاتِ
مع ذاك نلمحُ في غياهيبِ الدُّجَى
صبحاً تنفَّسَ يكشفُ الظلماتِ
صبحاً يشعُّ بكل فجِّ نورُهُ
ويقولُ جئتُ بعِزَّةٍ وثباتِ
ياأُمَّةَ الإسلامِ هَلْ مِنْ رجعةٍ ؟
لِلدِّينِ حتى نجمعَ الأشتاتِ
ويعودُ مجدٌ قد بناه رسولُنا
والصحبُ والأتباعُ بالغَزَواتِ
في هَدْيِهِمْ سُنَنٌ تُضِئُ طريقَنا
وتُمَزِّقُ الأعداءَ في لَحَظَاتِ
كانواشِدَادَاً في الِّلقَاءِ ورحمةً
للمسلمين وطبَّقوا الآياتِ
أمراً بمعروفٍ ونهياً عن خنَى
وتبادُلاً للنُّصحِ والخِبراتِ
وتآلفاً وتكاتُفَاً وتعاوناً
وتشاوراً يهدي إلى الخيراتِ
وتَمَعُّرَاً إِنْ كان ثَمَّةَ فاحشٌ
وقوامةً بالفضلِ والنَّفَقَاتِ
فالحُرُّ لايُرضيهً تركُ نسائِهِ
من غيرِ راعٍ يحفظُ الحُرُمُاتِ
ياأُمَّتِي هذازمانُ تقَلُّبٍ
سِيروا مسيرةَ واثقِ الخُطُواتِ
إن تنصروا ربي يحقق نَصْرَكُم
وَعْدَاً بِشَرْطٍ يُذْهِبُ العَثَراتِ
وأنا بذَرْتُ الحَبَّ هل مِنْ عاملٍ ؟
يسقي ويجني يانعَ الثمراتِ
فأَخَالُهاعندالحَصَادِ ثمينةً
تُغني وتَفرُجُ مُحكمَ الكُرُبَاتِ


شعر
الشيخ/سليم الفهمي