السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وأسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير وصحة وسلامة وسعادة ..

أختي نوران .. شدَّني عنوان موضوعكِ ودفعني إلى قراءة ما تفضلتِ بكتابته .. وقرأت على عجل ما جاء من الأخوات من ردود عليه ..

واسمحي لأخيكِ أن يدلو بما يراه في موضوعكِ :

كلنا قرأنا موضوعكِ واتضح لنا جميعاً أنكِ طُلقتِ مرتين، لكن الذي لا يعرفه إلا أنتِ وخاصتكِ من بيئتكِ القريبة منكِ هو الأسباب التي أدت إلى أن تعيشي تجربة الطلاق مرتين، لذلك، يبقى كل ما تتم كتابته من ردود هنا يُعبر عمَّا يراه كاتبه حلاً عاماً من منظوره هو ومن الزاوية التي ينظر بها إلى مشكلتكِ وبظروفه التي يعيشها وتختلف حتماً عن ظروفكِ التي تعيشينها أنتِ، وبنفسيته وعقليته وثقافته بل وحتى بيئته التي يعيش فيها قد تؤثر في نظرته لمشكلتكِ، لكن تبقين أنتِ الأقرب والأعرف حتماً بظروفكِ، بنفسيتكِ، ببيئتكِ المُحيطة بكِ خصوصاً القريبة منها، وغير ذلك من المُعطيات الهامة جداً التي تعرفينها أنتِ وتخفى علينا نحن .

لذلك، وبناءً على ما تقدَّم، أرى أن تفكري في موضوعكِ من خلال تطبيق مفهوم حساب (المكاسب والخسائر) أو رصد (الإيجابيات والسلبيات) أو (المصالح والمفاسد)، ولتضعي أهم المعايير التي ترين أهمية وضعها في حساباتك، منها على سبيل المثال لا الحصر : (أنتِ، بناتكِ، والديكِ، إخوتكِ، الغُربة، ... وغيرها من المعايير التي ترين أهمية وضعها)، ضعي المعيار في ورقة ثم اكتبي -بكل صراحة وصدق وتجرد بعيداً عن العاطفة وضغط الواقع- إيجابيات زواجكِ الثالث من ذلك الرجل وسلبياته بالنسبة لذلك المعيار، ثم إذا انتهيتِ من معيار ضعي المعيار الآخر وهكذا حتى تنتهي من كل المعايير الهامة التي وضعتِها، ثم قومي بعد ذلك برصد مجموع السلبيات ومجموعات الإيجابيات، وعندها ستكون الصورة أكثر وضوحاً بالنسبة لكِ، ثم ادعمي ذلك باستشارة من تثقين به من محيطكِ القريب لأنه يظل الأقرب إليكِ والأنصح لكِ والأعرف بظروفكِ ونفسيتكِ وحاجاتكِ، ثم استخيري الله عز وجل وكرريها أكثر من مرة، واختاري بعد ذلك كله ما ترين أن نفسكِ ترتاح له .

همسة:

قد يدفعنا الفشل في تجربةٍ ما أحياناً إما إلى اتخاذ قرارات متهورة متعجلة للهروب من تبعات ذلك الفشل على واقعنا الذي نعيشه فتقودنا إلى مزيد من الفشل ! وإما إلى الانكفاء والانطواء والانعزال والخوف والتردد من اتخاذ قرارات قد تصحح مسارنا وتغيِّر حياتنا تماماً، والأمر في ذلك بعد توفيق الله والاستعانة به والتوكل عليه يتوقف علينا نحن، نحن الذين بيدنا أن نُخرج أنفسنا من تبعات فشل تجربة مررنا بها ولن تكون نهاية الحياة بذلك الفشل، وأن نتدارك أنفسنا ونثق بالله أولاً ثم بقوتنا وبطاقاتنا الكامنة وننطلق نحو تصحيح المسار وتحقيق الأحلام والطموح .

والله أسأل، أن يختار لك ما فيه صلاحكِ في الدراين، وأن يكتب لك الخير حيث كان ثم يُرضيكِ به، وأن يجعل السعادة حليفكِ حيث كنتِ، إن الله لطيف خبير .


تحياتي ،،،