بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

ما اجملها من كلمات..
وما اروعها من عبارت ..
فهذه دعوة لنفسي ولكُن اخياتي باستشعار كل حرف من حروفها..
واسأله سبحانه ان يمن علينا بالمبادرة لكل قول وعمل صالح ..
وان يوفقنا لصرف كل دقيقة من اعمارنا فيما يرضيه عنّا..

رســالة إليـك أيتها الأمـل
أختي الغالية .. دعوة أبعثها لك عبر السطور .. أكتبها لك بمداد من ود وأمل .. دعوة لأكون واياك سابع السبعة .. فقد قال صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ..) وذكر منهم " شاب نشأ في طاعة الله " وكلمة " شـاب " تشمل الذكر والانثى ..
ولله در احمد الصديق حين يقول :
شباب الحق يا املا يداعب فجرنا الزاهر ..
ويا صوتا يثير الرعب في قلب الدجى الغادر ..
ويا درعا يصون الدين .. يحمي عرضنا الطاهر ..
فلأكن واياك اخية ذلك الشاب الذي نشأ في طاعة الله ..فالله سبحانه لمّا خلق الارض قدّر أن يكون فيها أربعة فصول متعاقبة هي الصيف ثم الخريف ثم الشتاء ثم الربيع .. وهكذا هي فصول العام مرتبة في كل اصقاع الدنيا فلا يتوالى ضدان ولا يتوالى متشابهان ..الا ربيع واحد على وجه الارض يتلوه خريف .. وهو ربيع العمر يا اخية .. وانا واياك يا اخية لا نملك عهدا بالبقاء لإدراك خريف العمر ..لذلك فلنعمل ولنجاهد من قبل أن نندم حين لا ينفع الندم .. لأكن واياك يا أخية في هذا العمر ريحانة من رياحين الجنة في الدنيا بحفظ كتاب الله وطلب العلم وملازمة السنن ونشرها بين الناس ..ولنكن دعاة الى الله سبحانه وتعالى بأخلاقنا وتعاملنا وسلوكنا وديننا ، فنكون الصورة الرائعة للكمال الانساني الذي يتحقق بسلوك منهج الكتاب والسنة ..لنكن ذلك الناشيء في رحاب الايمان الذي يجدد نيته عند كل عمل فتتجدد له الحياة .. ويبني النية الصادقة في نفسه فيهتز لها كيانه فيخطو برجله الى الخير .. وتمتد يده الى الخير فيؤديه بحب ومسارعة ولسان حاله يقول: ( وعجلتُ إليك ربِّ لترضى ).. لنسعى في هذه الايام الى فكاك رقابنا من النار..
نقوم الليل ونصوم ونصلي ونلج كل باب خير يفتح لنا دون تسويف أو عجز فالله عز وجل يقول:
" والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا " لنسخر نضرة هذه الفترة من العمر في طاعة الله ولتكن جوارحنا عاملة في ميدان المسارعة في الخيرات .. لنكن ممن يسمو بنفسه ويرتقي بها حتى يبلغها منازل الأنس والسكينة بأمره وحكمه وقدره بالمجاهدة والبذل والعطاء .. مستشعرين مقولة ابن القيم -رحمه الله- حين قال: ( لله همة نفس قطعت جميع الاكوان وسارت فما ألقت عصا السير إلا بين يدي الرحمن -تبارك وتعالى- فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه فلم تزل ساجدة حتى قيل لها: "ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"..
وتذكري دائما ..أن فترة الشبــاب ماهي إلا أيام ما اسرع أن تمضي فاعملي فيها ما يسرّك تذكره اذا صرتِ الى ما بعدها..
ففي الشباب تصنع كل شجرة من اشجار الحياة ثمارها ، وبعد ذلك لا تصنع الاشجار كلها الا خشباً.. ولا أعني بهذا الكلام أن فترة العمل لله هي في الشباب فقط بل هي في كل حياة الانسان منذ أن يصبح مكلفاً وحتى يتوفاه الله ..ولكن هذه الفترة بالذات هي فترة القـوة والنشاط وتنازع الهـوى والشهوة في القلب..وكما قالت حفصة بنت سيرين-رحمها الله- : ( يا معشر الشباب اعملوا فإني رأيتُ العمل في الشباب هو القوة ، فالشمس لا تملأ النهار في آخره كما تملؤه في أوله)..
ولا خيـر يا حبيبـة في عمرٍ ستكون زهرته لغير الله سبحانه واتعالى.



م/
1- ترطيب الافواه بذكر من يظلهم الله .. د.سيد عفاني
2- مجلة الشقائق