السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاحظت في الأونة الأخيرة كثرة المواضيع التي تناقش اطعام الطفل الصغير بطريقة أو بأخرى ..

سواءً أغذية الفطام وطريقة اعدادها أو مايعطى للرضع من مغليات ومنقوعات وأعشاب .

ولأن الموضوع يتعلق بطريقة مباشرة بالحساسية ونوباتها قررت أن أكتب تجربتي مع الحساسية .

في البداية كانت عندي بعض المعلومات من دراستي تقول بأن ادخال الأغذية الصلبة مبكراً لنظام الطفل يزيد من فرص اصابته بالحساسية عندما يكبر .

ومعلومة أخرى تقول بأن تناول حليب الأبقار قبل السنة يزيد من فرص الإصابة بالحساسية وعلى الأم التي تملك تاريخاً عائلياً فيه اي نوع من الحساسية أن تحرص على ارضاع طفلها طبيعاً وأن تتجنب تناول نتجات ألبان الأبقار قدر الإمكان .

وبما أنني وزوجي وكثير من سكان الكرة الأرضية نحمل تاريحاً عائلياً للحساسية فقد اصيب اولادي الأربعة بالحساسية .

لكن ما أردت توضيحه من هذا الموضوع هو مقدار الأسى والألم الذي كنا نعيشة عندما نرى احدهم يعاني .

ابني الأكبر اصيب بالأكزيما عندما كان في الشهر السابع او الثامن .. وتفاقمت كثيراً عندما بلغ عامه الثاني واصبحت معاناة يومية حتى بلغ السادسة .

كان جلده يلتهب وبشدة ويحكه ويتقطع الجلد ويسيل الدم على ثيابه وهو لا يستطيع التوقف عن الحك .. كل من يراه يرشقني بسيل الإتهامات واللوم .

وبعضهم ينصحني بدهنه بالكريم .. ولا يعلمون كم من اطنان الكريمات والزيوت ندهنها كل يوم .

وعندما بلغ السابعة اصيب بالربو ..وهذه مأساة أخرى كان يضطر لترك اللعب كالأطفال الطبيعين لأنه مصاب بنوبة ربو .

وبقي حتى اليوم محروماً من اللعب مع الطيور او الحيوانات الأليفة التي يعشقها .ولا انسى تلك الأيام لما اصيب بنوبة ربو حادة عانى على اثرها عدة أيام لم يكن يستطيع حتى الصلاة .

كل هذا لا يقارن بمدى الفزع الذي اصبنا به عندما داهمت ابنتي الثانية نوبة حساسية حادة .. كان عمرها يقارب التسعة أشهر ..عندما اكلت بعض الكعك .

في البداية بدأت تتقيأ كثيراً وعدة مرات .. ثم بدأ جلد وجهها يحمر ويتورم .. وفي غضون ساعة كان جميع جسمها قد احمر وتورم ..

اخبرتي صديقتي بان هذه اعراض حساسية .. وعلي أن أعطيها مضاد للهستامين والا تورمت قصبتها الهوائية وبلعومها وانسد مجرى الهواء وربما تموت اختناقاً ..

ابنتي هذه عانت بعدها من حساسية من المعادن .. ونوبات ربو متفرقة .

اما الثالث .. فقد شخصت طبيبته اصابه بالربو وهو في عمر 4 اشهر ..وتخيلوا منظر طفل يبلغ 4 اشهر ويرتدي كمامة اوكسجين ..

أما الصغيرة .. والتي أجبرتني على كتابة هذه الأسطر اليوم ..

اتمت منذ يومين شهرها الحادي عشر .. وطبعاً كلنا نحرص كعادتنا على طعامها ولا نطعمها أي شيء ولا تأكل الا ما أعرف مكوناته .

عندما كان عمرها 3 اسابيع اصيبت بطفح جلدي في وجهها وظهرها وفروة رأسها واتضح فيما بعد أنها أكزيما شديدة ..

ولم نترك وسيلة الا واستخدمناها .. وأسأل الله لهم الشفاء .

ماحدث ليلة البارحة كان تاريخاً فظيعاً .. تناولت بعض الرز مع الطحينة .. ونحن نأكل انفجرت كالنافورة وافرغت كل ما أكلت .. واخذت تبكي وبدأ جسمها يرتخي ولم تعد قادرة على رفع رأسها . وكانت بعض البقع الحمراء ظهرت حول فمها .

اخذتها بسرعة وغسلت وجهها وبدلت لها ملابسها واعطيتها الدواء ثم نامت .

واخذت اتخيل ما أخبرتني به صديقتي القديمة ( خبيرة التغذية) عن الحساسية وخطورة نوبات الحساسية .

والله ان صحة اولادنا اهم بكثير من لقمتين نطعمهم اياها طلباً للسمنة .. بسمتهم ضحكتهم بيننا تسوى الدنيا وما فيها .

لا تستطيع الواحدة فينا تخيل ما قد يحصل لها لو ................... حصل ما يقوله الأطباء من جراء نوبة الحساسية ..

لي صديقة قديمة تعمل في المجال الطبي (محللة في مختبر)كنا في نزهة وداس احد اولادها بالخطأ على عش نحل ارضي فخرجت الزنابير وهاجمت الولد واخوته وابني الكبير .. لكن المسكين احد ابنائها كان له نصيب الأسد من لسعات الزنابير .

اسعفنا الأولاد بسرعة بمضادات الهستامين وبالمراهم المضادة للحك لكن الصغير بدأت تظهر عليه علامات نوبة الحساسية اخذته أمه واسرعت إلى المشفى وكانت تراقب مايحصل له في غضون دقائق تورم وجهه ورقبته ولم تستطع الأم مواصلة القيادة واتصلت بالإسعاف واخبرتهم عن حالة ابنها .

وعندما وصلت للمشفى استقبلوه بالحقنة المشهورة فوراً ..

واليوم يحمل معه هذه الحقن اينما يكون ..










في النهاية أسأل الله أن يشفي كل مريض وأن يلهم كل أم الصواب .. واعذروني على الموضوع الإرتجالي ..

فإن كان من صواب فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .

كتبته حمرة الرود صباح الجمعة 18 سبتمبر 2009