قبل إغلاق الموضوع كما نبهتكم سابقا لتجاوزه عدد الصفحات المسوح به..
أود أن أوضح بعض النقاط فيما يتعلق بنقاشكم الأخير حول مدارس الراهبات..


أولا أتفق مع الأخوات فيما يتعلق بالأخلاق ولكن هل الأخلاق كافية لتنشئة أولادنا على الدين الإسلامي..طيب ما أهل الجاهلية كان عندهم أخلاق وبعضها أقرها عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الوفاء والكرم والشجاعة وغيرها الكثير..ولكن هذا لا يعني أن الأخلاق هي كل شيء ولا يمكن تقديمها على الدين..
بل جاء رسولنا الكريم ليتمم مكارم الأخلاق وقال:
" إن أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا في الدنيا" حسن/صحيح الجامع

أما ثانيا ..بالنسبة لقول أن المسيحية أيضا دين الله وأن الراهبة تقول قال الله وقال الرسول فهذا غير صحيح أبدااا..

فالمسيحية ليست دين الله وإنما هي ديانة بعث الله بها سيدنا المسيح ابن مريم لجماعة من الناس جاء الإسلام بعدها فأصبح هو دين الله للناس كافة..والاسم الصحيح لها هو النصرانية وما أنزله الله على نبيه المسيح عيسى ابن مريم لا يمت بصلة لما يعتقد به النصارى اليوم..
يقول الله تعالى:
{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَم } وقال: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }.

وعندما تقول الراهبة "قال الله" و"قال الرسول" هل تقصد "الله" إلهنا الله الفرد الصمد, أم تقصد "المسيح" الرب أم ثالث الثلاثة! ,وهل ستتحدث بأحاديث رسولنا أم أقوال رسولهم التي لا نضمن صحتها أم بأقوال رهبانهم؟!!

وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من أن نتخذ اليهود والنصارى أولياء ومن مظاهر الولاء لهم هو النظر لهم بتعظيم واحترام وتقديمهم على المسلمين..

(وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء) سورة النساء

(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140) ) سورة النساء

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً) سورة النساء

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) سورة المائدة

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً) سورة النساء

(لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة المائدة

(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) ) سورة التوبة

هذا جزء من عقيدتهم كما ورد في قرآننا الكريم فهل بعد ذلك ستطمأنين أختي الكريمة على ابنك بين أيدي من يحمل هذه العقيدة؟!
أترك لكِ الإجابة..

ولكن تذكري أن أبنائك أمانة في عنقك وستسألين يوم القيامة عن دورك في تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة في جو إسلامي نظيف يؤهلهم لأن يصبحوا مسلمين سويين بعقيدة سليمة غير مشوهة..فلا يجوز أن تقدمي أمور الدنيا على صيانة دين وعقيدة أبنائك..
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه كما أني متأكدة أن الخير لن يُعدم في مصر ..

هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل..
***
الأخوات الكريمات سوكاز وياسمينة
بارك الله فيكما ونفع بكما..