انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرالأخير
عرض النتائج 11 الى 20 من 25

الموضوع: سلسلة قصص واقعية بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    جزاكي الله خيرا يانور العيون على متابعتكي الطيبة
    والعبرة ان نرى احزان غيرنا ونشكر الله تعالى على نعمه علينا وانه فضلنا على كثير من خلقه

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    علو الهمة.......اخيتي بارك الله فيكي واسأل الله تعالى ان يجمعني بكي في الاخرة وان اراكي
    حاولت الاتصال بكي على الخاص وارسال رسالة لكني لم اوفق
    ثبتكي الله تعالى على الحق

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    سباق الموت
    تجرى الامتحانات النهائية عادة في نهاية فصل الربيع وكان لكل طالب طريقة في الدراسة والتهيؤ لاجتياز الامتحان.
    يقول الدكتور ( أ.م )
    كنت احضر لامتحان البكلوريا للصف الخامس العلمي فكنت اذهب الى حديقة أم الربيعين في كركوك (احدى مدن العراق الشمالية ) وهي الحديقة الوحيدة في مدينتنا آنذاك أرضها خضراء وحوافيها زرعت بالازهار والاشجار ...كان هناك العديد من الطلاب يجلسون فرادا او جماعات على مصطبات تحت ظلال الاشجار ...والحقيقة ان بلدية كركوك قد خصصت عاملين للاهتمام بالحديقة .
    عمر العاملين في الثلاثينات ...كانا يشتغلان بحرص واخلاص الا انهما احيانا كثيرة يقطعان عملهما بالكلام بصوت عالي وكلامهما لامعنى له لانهما كانا جاهلين ...ولكن وجودهما يبعث بجو من المرح الى الجالسين واغلبهم من الطلاب في الصباح والعوائل في المساء .
    يوم نيساني ربيعي جميل جلست على احدى تلك المصطبات الخشبية ..تعبت من القراءة , وضعت كتابي جانبا ..وانا اراقب الرجلين وآتساءل ..؟
    ياترى ماذا أكون عندما ابلغ عمريهما وأين أكون وماهي وظيفتي ..؟
    صاح احدهما واسمه حسين ..
    - حميد ..لنتسابق ..
    - كيف ..؟
    - احملك من ساق تلك الشجرة على كتفي ويحسب هذا الشاب ( يقصدني انا ) ويحسب الشاب الزمن الذي أستغرقته لقطع المسافة , ثم يأتي دورك وهكذا نعرف من الفائز .
    وطلب مني حساب الزمن ....
    توجها نحو ساق الشجرة ..حمل حسين زميله حميد على كتفه وهو ينتظر الاشارة مني لبدء السباق ..
    رفعت يدي عاليا لاعلان البداية ...بدأ حسين بالركض حتى وصل المصطبة التي كنت اجلس عليها وحين أراد وضع صاحبه على الارض ... فجأة هوا حميد وسقط على الارض بدون حراك ولا تنفس او صوت ....
    وضع رأسه على صدره ليسمع ضربات قلبه ..فجأة صاح حسين ...لقد مات الرجل ...!!!
    تركت المكان خلسة بعد ان تجمهر الناس ولم أذهب لأدرس في تلك الحديقة ....
    بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    الزوجة الثانية
    تكونت أسرة أنور من خمسة أبناء وزوجته الحريصة عليه وعلى أطفالها وبيتها ...
    الدخل الشهري للاسرة كان كافيا لكي تعيش الاسرة في رفاهية وبحبوحة ..هذه الثروة الفائضة أدت بالسيد أنور الى الانحراف عن جادة الصواب والسير خلف الملذات وغوايات الشيطان رغم تجاوزه الخمسين سنة من العمر وتجاوز عمر ابنه البكر الخمسة والعشرين عاما .
    تمكن الشيطان من جره للارتباط بعلاقة محرمة مع أمراة مطلقة كانت تراجعه في محله , وكما نعلم ان الاخبار السيئة تنتقل بين الناس كانتشار النار في الهشيم فوصل الخبر الى زوجته .
    قالت له ..
    - الان فهمت لماذا أخرجتنا من كركوك وأجرت هذا البيت في هذه البلدة النائية ..هل هذه هي الحقيقة ..؟
    - حبيبتي لكي نبتعد عن عيون الناس وحسدهم وبغضهم .
    - ليس صحيحا ..فانك فعلت ذلك لتتفرغ لمحبوبتك وعلاقتك المشبوهة .
    تظاهر بالغضب والاندهاش وقال لها ...
    - ماهذا الكلام السخيف ..!
    - بل هذه هي الحقيقة ياأفندي ..!
    تكررت الاسئلة المحرجة بين يوم واخر حتى أذعن وأعترف بعلاقته فصاح بوجهها ..
    - نعم انا على علاقة معها وسوف أتزوجها .
    المرأة في مجتمعاتنا هي الخاسرة في هذه المواقف ولأن أنانية الرجال لاترحمهم ...
    فاذا اصرت المرأة على موقفها فسوف تخسر العشرة والبيت والمصروف وربما الابناء وهكذا كان لابد ان ترضخ لأرادته .
    تزوج أنور تلك المرأة التي فرضت نفسها على عقله ولكنها لم تكن تطيعه حيث تخرج من المنزل دون علمه ولا تكترث بمأكله وهندامه كما كانت تفعل الزوجة الاولى .. وكانت الزوجة الجديدة كثيرة الطلبات وتقضي معظم ساعات النهار في بيت أهلها المقابل لمسكنها .
    بدأت الشكوك تساور أنور وأخذت الوساوس لاتفارق تفكيره ..خصوصا أن عمرها هو نصف عمره وجميلة ولعوب .
    عاش أنور في دوامة من الكوابيس المفزعة وما يسمعه من شياطين الانس ..
    يسأل نفسه ماهذه الورطة مع هذه المرأة ..لقد كنت مع الاولى أعيش بأمان وأحاطتني بالحب والحنان ولم أقلق ...
    ولم أتلقى من هذه الزوجة الجديدة سوى القلق وعذاب الروح .
    أخذت الوساوس السوداء تطارده أغلب ساعات النهار والكوابيس في الليل كلما كان يحاول أستجلاء مايسمع كانت ترد عليه بحدة وعدوانية .
    كان يشعر وكأن عيون الناس ترصده وتراقبه وتعاتبه ..هذه الشكوك جعلته حائرا هائما على وجهه .
    أكتشف ان هذه الزيجة بنيت على باطل وما بني على باطل فهو باطل ..فقرر ان يطلقها ..ولكن كيف ذلك وقد سجل الدار باسمها وله منها ولد .
    أهمل عمله وأهتمامه بهندامه وأصدقائه وأعتاد ان يسكر كل ليلة وحتى في النهار وفي ليلة من ليالي الشتاء احتسى كمية كبيرة من الخمر في نادي المعلمين حتى ثمل وفقد السيطرة على تفكيره ومداركه ..عاد الى البيت وأطلق نار مسدسه على زوجته ووالدها وشقيقتها الصغرى فأرداهم قتلى غارقين بدمائهم ...
    حكم عليه بالاعدام ...لم يتمكن المحامي الذي وكلته الزوجة الاولى من انقاذه من حبل المشنقة ..
    أنتقلت الزوجة المخلصة الى دارها وتكفلت برعاية ابن ضرتها ..بعد ان فقدت زوجها .
    بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    عوق ومشاعر
    ولد قاسم وساقاه مشلولتان لايستطيع المشي الا بعكازتين وحين يمشي تراه وكأنه يسحل ساقيه خلفه ,
    لم يستطع اكمال الصف السادس . رغم تلك العاهة كانت الابتسامة تعلو وجهه خفيف الظل وكلامه يتسم بالعذوبة واللباقة وهو دائما يحاول ان يتصرف امام الناس وكأنه انسان سوي وطبيعي . كان يهوى التمثيل وتأسيس الفرق المسرحية في المدرسة وفي الحي .
    لايستحي من عاهته ولايتذمر ولا يحسد الاشخاص الاسوياء وهذا قدره , مؤمنا بقضاء الله تعالى .
    بحديثه اللطيف ومجاملاته واسلوبه الشيق وشخصيته الجذابة جمع الكثير من الاصدقاء ولأنه كان مولعا بالقاء التحية ورد السلام للكبير والصغير .
    توفي والده عندما كان في الرابعة من عمره وظلت والدته ترعاه هو وشقيقتيه , رباب وأميرة .
    عين كاتبا في دائرة الصحة مع وجبة تعينات المعاقين بامر من نائب رئيس الوزراء في بداية الحرب العراقية الايرانية .
    كانت سهام بنت الجيران صديقة رباب تزورهم يوميا وتقضي ساعات في بيت قاسم الذي كان يشاركهن في جلساتهن ويتجاذب الحديث معهن .
    سهام اصغر سنا من قاسم بعام واحد وهي حبيبة وجذابة في محياها وكلامها , لطيفة المعشر وقد تمكنت من اصابة قلب قاسم بسهم دون ان تدري .
    ولم يتمكن قاسم مصارحتها بحبه ولكنه باح بحبه لزميله أدهم .
    أعتقد قاسم ان سهام تبادل حبه بتلك النظرات التي تختلسها من وراء رباب الا انها في الحقيقة كانت تشفق عليه بسبب عاهته .
    رباب كانت مشغولة في تحضير الشاي وبعض المعجنات ... تجرأ قاسم وباغتها وصارحها قائلا ..
    - أنا ولهان بك واحبك ياسهام ...ماذا تقولين ..؟
    ظلت صامتة ولكنها أصدرت اشارة بنظراتها ..فهمها قاسم بانها موافقة ...ظل قاسم يعيش في أوهامه حتى شعر انها استقرت في قلبه وعقله . فطلب من والدته واخته رباب ان يخطبن سهام له .
    كاد يطير من الفرح حين علم ان والديها أبديا موافقتهما المبدئية على طلبه ولكنهما طلبا مهلة لأستشارة رأي أبنتهم كما جرت العادة والعرف .
    قطعت سهام زيارتها لبيت قاسم وظل ينتظر على جمرة من نار .
    سهام أنقطعت عن الدوام في المدرسة كما أخبرت رباب قاسم بذلك . وبعد مرور شهر علم قاسم أن سهام تركت المدرسة ..
    ألح قاسم على رباب كي تزور سهام وتستقصي عن الخبر اليقين .
    وهو ينتظر عودة رباب سمع صرير الباب الخارجي . بدأت ضربات قلبه تتسارع حتى كاد يقفز من قفصه ....هرول نحوها ونسى عكازتيه فسقط على الارض ...هرولت والدته واخته نحوه ورفعتاه فجلس على الكرسي وهو يكاد ان يغمى عليه .
    أخبريني بسرعة ماذا جرى لسهام يارباب.
    لم تستطع رباب الكشف عن حقيقة رد سهام لانه كان قاسيا جدا ..اذا سمعها قاسم فسوف يفقد عقله .
    - والله ياقاسم سهام بعثت لك السلام وقالت انها لاتنوي الزواج في الوقت الحاضر وقد منعها والدها من مواصلة الدراسة خوفا من القال والقيل .
    أما الحقيقة التي ظلت خافية على قاسم فان سهام أبلغت رباب بأن قاسم شخص معوق فاذا تزوجته كيف سوف تمشي معه في الشارع كما ان قاسم مجرد كاتب عادي ..وهي قط لم تحبه انما كانت تعطف عليه ولم تجرح مشاعره .
    أذعن قاسم لهذا الواقع المر ولم تمض ثلاثة اشهر سمع قاسم بأن سهام على وشك الزواج ..!
    يوم الزفاف أصر قاسم لمعرفة شخص العريس فبعث رباب الى حفلة الزفاف ثم لم يصبر فذهب بنفسه وهناك كاد ان يقع من طوله على الارض ...
    من ...أدهم ...صديقه الحميم ..!
    أدرك الان لماذا قطع أدهم علاقته معه منذ أكثر من خمسة أشهر .
    كان أدهم قد تخرج من الكلية العسكرية ضابطا برتبة ملازم ثان ولم يمضي سوى أربعة أشهر على زواجه من سهام حتى أصيب في احدى معارك الحرب العراقية الايرانية وبترت ساقيه من مفصل الركبتين فأصبح جليسا لكرسي متحرك ..تدفعه سهام في الشوارع .
    .
    تطلقت سهام من أدهم وبعثت بخبر الى قاسم تعلن موافقتها على الزواج منه ..
    بعث قاسم اليها بهذه الكلمات ...
    - ان من رفضتني بسبب عاهتي سوف أرفضها بسبب خيانتها وظلمها .......
    بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    سرطان القولون
    مات زوج بدرية فجأة , وترك لها خمسة بنات أكبرهن لم تبلغ الخامسة عشر من عمرها ولعدم وجود نظام لرعاية الارامل واليتامى القاصرين , ورغم وجود وزارة حكومية تحمل اسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ....
    هكذا ظلت بدرية حائرة هي ووالدتها العجوز تفكر في بناتها الخمسة وتبحث عن السبيل الذي من خلاله سوف تحمي وترعى هذه الاسرة البائسة .
    لاتحتاري يأبنتي فسوف نقوم انا وانتي بحياكة ( الليفة ) وبيعها ونعيش على واردها , وهكذا أستمرت بدرية ووالدتها بهذا العمل لمدة عامين ...حتى شعرت بألام في اسفل بطنها يصاحبها اسهال دموي بين حين وأخر , وكانت تراجع المستوصف القريب الى منزلهم دون جدوى , نصحها الطبيب الجراح بمراجعة أختصاصي , وساعدوها ببعض المال .
    أجرى الطبيب الجراح ناظورا لبدرية وأرسل عينة من المستقيم الى الزرع .
    بعد عشرة أيام ظهرت نتيجة الزرع فاذا ببدرية مصابة بسرطان المستقيم .
    لم توافق بدرية في البداية باجراء عملية جراحية لها ولكنها في النهاية أضطرت بالموافقة لتفاقم أعراض المرض .
    أجريت العملية من قبل طبيبين وبعد العملية نقلت الى الردهة الجراحية للمتابعة .
    تصادف بعد العملية أضطررت لأخذ اجازة لقضاء بعض الاشغال , عدت الى الدوام بعد خمسة أيام وحين ولجت الردهة توجهت صوب سرير بدرية وجدتها تنتحب وتبكي حظها السئ .
    - ماذا بكي يابدرية ..؟
    - وافقت على اجراء العملية لأتخلص من الآمي واليوم مضت خمسة أيام لم أستطع النوم لا في الليل ولا في النهار بسبب الآم أشد من الآم قبل العملية .
    - لماذا لم تخبري الممرضات ..؟
    - دكتور وانت غائب لم تزرني اي ممرضة ولم يتم تضميد جرحي منذ ان خرجت من العملية .
    صدمتني بكلامها ..كدت أجن ..
    - كيف .. هل صحيح ماتقولين ..؟
    - اي والله يادكتور ...ياطيب .
    فورا ناديت الممرضة المسوؤلة عن الردهة وأستفسرت منها عن هذا الذنب الجسيم .
    تلعثمت في جوابها ولم تنبس بكلمة .
    -على كل سيكون حسابكم عسيرا .... افتحي الجرح الان .
    حين أزالت اللاصق والشاش واذا انا امام منظر مخيف ..!
    مئات من الدود الابيض كل واحد بطول سنتمتر واحد ملئت فسحة الجرح تتحرك يمينا ويسارا
    أتصلت بالجراح الذي أجرى العملية وحضر فورا وهو يشتط غضبا ..
    - هذا اهمال قاتل ..!
    فعلا بعد يومين توفيت بدرية ..
    جثة بدرية مسجاة على سريرها ووالدتها وبناتها الخمسة على الارض حول سريرها وهن يصرخن بصوت حزين ليودعن هذه المسكينة التي ذهبت ضحية الاهمال ..
    ودعت بدرية اطفالها وتركتهن في مهب عواصف الحياة الدنيا ..دائما هنا ..المستقبل مجهول ..
    حياتنا نفق مظلم لابصيص في نهايته ...
    ولكن يبقى الامل وحسن الظن بالله تعالى .
    بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    الأنتربول
    شاء الله ان يجالس السيد محمد شلة فاسدة كل ليلة حتى الصباح , وهم يلعبون القمار ويعاقرون الخمر حتى نالت هذه المفسدة كل اهتمامه وسلبت عقله حتى أهمل أسرته المكونة من زوجة وولدان وأربعة بنات .
    كان محمد يسلم زوجته راتبه الشهري ألا مبلغا ليصرف على علب السكائر لأنه مدمن من النوع الثقيل , وكذلك على القمار والخمر ..بالرغم من ان راتبه الشهري كان جيدا فأنه كان مضطرا الى الاستدانة مع عدم القدرة على اعادة الديون فتراكمت الديون عليه رغم اختلاسه مبالغ صغيرة بين الحين والاخر من حسابات المصرف لأنه شغل موقعا حسابيا مرموقا في ذلك المصرف . وفي نفس الوقت لم يكن باستطاعته التخلي عن تلك الشلة الفاسدة المتخبطة في اوحال القمار والخمر .
    تم تبليغ الحاج اسماعيل ..الرجل الثري بمراجعة هيئة الضرائب لدفع المستحقات المترتبة على املاكه وممتلكاته الكبيرة ..راجع الحاج اسماعيل دائرة الضريبة ودخل الى غرفة المدير مباشرة وهو يزمجر من الغضب ..
    - صباح الخير أستاذ ..
    - صباح النور حاج اسماعيل ( رد عليه المدير فهو يعرف الحاج اسماعيل من كثرة املاكه وحجم المبالغ المستحقة عليه كل عام ودقة دفوعاته والتزامه بالمواعيد ) .
    - يبدو انك زعلان ياحاج ..!
    - نعم زعلان ..وكيف لا ازعل وقد بعثتم لي تبليغا بدفع المستحقات الضريبية وقد دفعتها قبل اكثر من شهر .
    - هل دفعتها مباشرة الى أمين الصندوق في دائرتنا ..؟
    - لا ..بل سلمتها الى محاسب مصرف ..وهو صديق .
    - هل لديك الوصولات ؟
    - نعم ..واخرج الوصولات وسلمها الى الى المدير .
    بعث المدير الوصولات الى حسابات دائرته للتاكد من وصول ارقامها الى الدائرة .
    دخل المحاسب وسلم على الجالسين ..
    - استاذ .. لم يردنا ارقام الوصولات .
    - اذن اكتب الى المصرف للتحقيق من قبض المبلغ من حاج اسماعيل وأعلامنا بذلك .
    التفت المديرالى الحاج اسماعيل قائلا ..
    - حاج اسماعيل ارجو ان تراجعنا بعد ثلاثة ايام . وارجو ان لاتزعل .
    بعد ثلاثة ايام ....
    - مع الاسف صديقك لم يسلم المبلغ الى المصرف .
    - كيف ..قالها الحاج اسماعيل بذهول ودهشة ...والوصولات ..!
    - الوصولات مزورة ..
    غادر الحاج اسماعيل غرفة المدير مسرعا متوجها الى مصرف .. حيث يعمل صديقه محمد عمر .
    اخبروه في المصرف ان محمد غائب اليوم .
    دخل غرفة مدير المصرف وقص عليه حكايته..
    - يبدو ان صديقك شخص غير مستقيم وغير ملتزم وغير نزيه قال المدير .
    - ماذا افعل اذن ..؟
    -قدم شكوى ضده وخاصة ان المبالغ كبيرة جدا .
    احد العاملين في المصرف بعث خبرا لصديقه محمد ليعلمه بما حصل .
    لم يحضر محمد جلسات المحكمة رغم أستدعائه عدة مرات الى عنوانه في المصرف ودار سكنه .
    - اين والدك ( سأل القاضي نجل السيد محمد )
    - في تركيا ...أجاب عماد ( نجل محمد )
    - لاتكذب ..فاذا تبين ان كلامك مناقض للحقيقة فسوف احكم عليك بالسجن .
    - والله ..سيدي ..
    تأكد الحاكم بوجود محمد في تركيا وتم ابلاغ الشرطة .. عن طريق وزارة الخارجية فتم مفاتحة الشرطة الدولية ( الانتربول) بالموضوع ..
    مضى عام حتى القت السلطات الدولية القبض على محمد وسلمته الى الحكومة العراقية .
    حكمت المحكمة عليه بالسجن لخمسة عشر عاما .
    في بداية الامر لابد من اجراء الفحص الطبي لنزيل السجن واجراء الفحوصات للتاكد من خلوه من الامراض المعدية ..
    - مااسمك ( سأله الطبيب )
    - محمد عمر حسين
    لاحظ محمد ان الطبيب كان ينظر الى اسمه في الاوراق امامه تارة وتارة اخرى يدقق في ملامحه .
    - اسمك محمد عمر حسين ..صحيح ..؟
    - نعم
    - انت من كركوك ؟
    - نعم
    - هل لديك شقيق اسمه احمد عمر حسين وهو مدرس ..؟
    - تمام دكتور
    - كان يدرسني في الثانوية ..أستاذ محمد ..هل ترغب في الخروج من السجن .؟
    اندهش محمد من كلام الطبيب وقال ..
    - بالتأكيد يادكتور ولكن كيف ..؟
    كان شقيقه مدرسا مرموقا ذا سمعة طيبة ومشهورا ومعروفا في المدينة على عكسه هو اذ لم يكن الا فردا نكرة .
    -أسمع استاذ يبدو ان ذهنك شرد .
    - اي والله فهذا مصير كل شخص مثلي فقد دمرت اسرتي ودمرت نفسي ومشيت خلف الشيطان ولكن على كل حال الحمد لله على ماحصل وما سوف يحصل .
    - مافائدة الندم اليوم فقد فات الاوان . ( قال الطبيب ) كنت على وشك نسيان موضوع انقاذك من زنزانات السجن المليئة بعتاة المجرمين .
    - ماذا افعل يادكتور .
    - المطلوب هو اطالة الشعر وعدم الاهتمام بالنظافة واهمال نفسك والتطاول والتحرش بنزلاء زنزانتك وخلق المشاكل معهم وسوف يحضرونك الى غرفتي عندئذ البقية علي .
    أطلق سراحه بحجة اصابته بمرض نفسي ..
    بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق.

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    الصبيات الكسيحات
    تخرج أديب من اعدادية الصناعة بتفوق فتم تعيينه في الصناعة بعنوان معيد .
    حين تزوج أديب بعد عامين من تعيينه كان لابد ان يترك والده ووالدة شقيقاته بسبب صغر حجم الشقة التي تسكنها العائلة وهي تقع في الطابق العلوي من بناية تقع في سوق القورية في مدينة كركوك .
    والده كان عصبيا سريع الانفعال والغضب ,ليس له اصدقاء , نادرا مايجامل او يبتسم لاتروقه سلوكيات افراد المجتمع , ينتقد كل شئ جديد ولكنه متمسك بعبادته يؤدي صلاته في الجامع القريب من مسكنه في مواعيدها .
    يشتغل في معمل أسطه (...) للنجارة .يهتم بكل صغيرة وكبيرة تحصل داخل البيت لذلك كان اديب يدخل معه في نقاشات اغلبها عقيمة ليس لها نتائج ملموسة .
    شقيقات اديب وهن من زوجة ثانية تزوجها ابو اديب بعد وفاة ام اديب , كانت الصغرى تبلغ السنتين من العمر والكبرى اثنتا عشرة عام .
    البنت الكبيرة فاطمة في الصف السادس الابتدائي ثم بشرى في الصف الخامس وزينب في الصف الثاني الابتدائي اما هدى والهام كانتا اصغر من عمر الدخول الى المدرسة .
    فجأة أصيبت الزوجة الثانية بوعكة صحية ولم تمض الا ايام قليلة حتى توفيت ام البنات لأنها تبين انها اصيبت بسرطان الدم الحاد .
    قال الاب وهو يخاطب بناته بوجود ابنه اديب ..
    - الله تعالى قبض روح والدتكم فذهبت الى دار حقها وان شاء الله تكون الجنة من نصيبها , وسوف تقع مسؤولية البيت على عاتقكم وخاصة على عاتق فاطمة لذلك لابد من ترك المدرسة من هذا اليوم فالذهاب الى المدرسة يعني بقاء الدار تائهة خالية من الطعام والثياب تبقى متسخة وتراكم التراب على الاثاث . والذهاب الى المدرسة يعرضكم الى التحرش من قبل شباب طائش لايخافون الله فماذا تقولن يابناتي ..؟
    - الامر امرك ياوالدي .
    ولكن كلامه اثار حفيظة اديب فحاول اقناع والده وثنيه عن قراره التعسفي الا ان كلامه ذهب في ادراج الرياح , ولم يجد نفعا امام اصرار الاب الجائر وعنجهيته وعجرفته , واخيرا طلب منه والده ترك المنزل وعدم التدخل في شؤونه .
    هكذا غادر اديب المنزل وظل يحاول انتهاز الفرص عسى ان يستطيع زيارة شقيقاته ولكن والده ضرب حصارا على المنزل فالباب دائما كان مغلقا وكان قد غطى الشباك المطل على الشارع بقماش ذي لون غامق .
    بدأت مخاوفه تكبر بمرور الايام وكلما سأل اصحاب المحلات المجاورة لباب المنزل كان جوابهم انهم لم يلاحظوا خروج او دخول اناس الى المنزل .
    كان متشوقا لمعرفة مايحصل داخل الدار ومعرفة سر اختفائهن .
    ولكي يقطع الشكوك التي كانت تساوره قرر مفاتحة والده .
    عندما حيا والده , لم يلق الرد ...
    - أبي ..جئت لزيارة اخواتي فأنا مشتاق اليهم ..
    أجاب الاب ... ممنوع .
    - لماذا ممنوع ..! هل هن مسجونات ..؟
    كيف اتفاهم مع هذا القاسي ياالهي ..فاأضطر الى استخدام اسلوب التهديد والوعيد فقال مخاطبا والده ..
    - مضى خمس سنوات على اختفاء شقيقاتي ومصيرهن مجهول فاذا لم تسمح لي بزيارتهن فاني مضطر لأبلاغ الشرطة .
    - انت لماذا تبقى احمقا يااديب فشقيقاتك لسن راغبات في رؤيتك ...قال الاب .
    - هذه الرغبة لاتخصك واذا بقيت مصرا على موقفك المتعجرف فسوف أفضحك امام الناس .
    - اذهب وافعل ماتشاء من حماقة فالبنات بناتي وانا مسؤول عنهن مادمت حيا فانت ولد عاق وغير مؤدب عكس اسمك .
    قدم اديب شكوى الى مركز الشرطة وتم أستدعاء الحاج علي والد اديب للمثول امام ضابط الشرطة المفوض بالتحقيق بعد استحصال موافقة حاكم التحقيق .
    - عليك باحضار بناتك الى المركز ياحاج علي ( قال الضابط موجها كلامه الى الحاج علي )
    - هذا صعب ياسيادة الضابط ..
    - لماذا هل هن خارج المدينة ام حصل لهن مكروه .
    - كلا ...
    - اذن سوف ازورهن في البيت لتدوين افادتهن .
    - ماذا يقول الناس علي اذا داهمتم داري ..؟
    - تخاف من كلام الناس ولاتخاف الله ...عجيب امرك ترفض احضارهن وترفض زيارتي لهن ..
    - لدي اقتراح سيادة الضابط ..
    - تفضل .
    - ارجو القيام بالزيارة في منتصف الليل ..
    - لامانع لدي .
    ارتقى الضابط درجات السلم يتبعه الحاج علي واديب وثلاثة من افراد الشرطة , فتح الحاج علي باب احدى الغرف بمفتاح كان يحمله في جيبه ..اشعل مصباح الغرفة وهو المصباح الوحيد في الغرفة .
    بسبب ضوء ذلك المصباح الخافت لم يتمكن الحاضرون من تمييز ملامح خمسة اشباح تلتصق الواحدة بالاخرى , جلسن على حصيرة في ركن من اركان الغرفة تمسك الواحدة ذراع الثانية وهن مذعورات وجميعهن مغطاة الشعر .
    غرفة حارة فيها مروحة سقفية واحدة تفوح منها رائحة كريهة وهناك صندوق خشبي مركون في احدى الزوايا الغاية منها حفظ الثياب ,وفوق الصندوق عدد من الافرشة واللحاف .
    خمسة صبيات بائسات ولكن نظراتهن كانت ثاقبة فيها الحيرة .
    سأل الضابط عن اسمائهن فااجبن بصوت اشبه بالهمس .
    حاج علي ..ممن نستطيع ان نأخذ الاجوبة ..أي من تستطيع التكلم نيابة عن الاخريات ..سأله الضابط .
    - سيدي ..الكبرى ...
    - منذ متى انتن محبوسات في هذه الغرفة يافاطمة ..؟
    - خمسة اعوام ونحن على هذا الحال .
    - هل زاركم احد أو هل قمتم بزيارة احد بصحبة والدكم ؟
    - كلا ..اجابت فاطمة.
    - من منكن تحضر الطعام وتنظف الغرفة ..؟
    - والدي هو الذي يفعل كل شئ .
    - لماذا والدكم ؟.
    - لأننا جميعا كسيحات لانستطيع المشي ولا ننتقل من مكان الى اخر الا زحفا .
    صاح الحاج علي عليها ونهرها ...
    - اسكت ياحاج علي فليس من حقك مقاطعتها فنحن امام جريمة انسانية ...فكيف سمحت لنفسك ان تحبس فلذات كبدك طيلة هذه السنين العجاف وبأي حق ....؟؟
    لم يستطيع الضابط ان يتحمل هذه المأساة وخرج وهو يقول لافراد الشرطة ...
    - انقلوهن الى المستشفى ...
    كان أديب يمسح دموعه ويربت على رؤوس اخواته ثم قام بنقلهن الواحدة تلو الاخرى في حضنه .
    تم أستدعاء سيارة الاسعاف لنقل الصبيات الى المستشفى وتم توقيف الحاج علي لغرض المثول امام الحاكم في الصباح التالي .
    كان سبب عدم تمكن الصبيات على الوقوف والمشي هو عدم تعرضهن لاشعة الشمس ونقص الغذاء والدواء والفيتامينات .
    مرت ثلاثة أشهر تمكنت من خلالها الصبيات من الوقوف والمشي وخلال تلك المدة كان الحاكم ينظر في قضية جريمة الحاج علي ......
    وفي الجلسة الختامية حكمت المحكمة عليه بالسجن لمدة خمسة أعوام مع وقف التنفيذ ..
    بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    الردود
    212
    الجنس
    أنثى

    تسلم يدك

    وجزاك الله خير

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    الردود
    20
    الجنس
    أنثى
    أم في الغربة
    مازالت رحى الحرب العراقية الايرانية دائرة في عامها الثالث وأجواء كل مدن وقصبات العراق متوترة وحياة سكانها كئيبة فلم يكن هنا بصيص أمل في نهاية نفق هذه الحرب التي لامعنى لها ...
    والجميع يتسائلون لماذا نشبت وماهو هدفها ومتى تضع أوزارها ..أسئلة أحتار الناس في ايجاد اجوبتها....
    رغم ذلك كانت عجلة الحياة تسير ببطء وحزن .
    في مستوصف صغير في احد احياء مدينة كركوك العراقية جلست في غرفتي وافكر كيف يمكن ان يكون مصير ملايين الناس بيد شخص واحد او شخصين ..هل هذا معقول ؟ ولكن الجواب سهل .
    فحين يغيب العقل ويسود الجهل فلا بد ان تكون الحروب والقتال هي الغالبة .
    وقفت أمامي امرأة ممتلئة ذو هيكل ضخم ترتدي فستانا اسودا التصق بجسدها وشدت رأسها بعصابة سوداء ..قسمات وجهها تخفي ورائها حزنا دفينا وآلاما عميقة من لهجتها علمت انها مصرية رغم انها كانت تحاول التكلم باللهجة العراقية .
    حملت في حضنها طفلا جميلا الذي راجعت المستوصف بسبب سعاله وارتفاع حرارته ..بعد الفحص ووصف العلاج دفعني الفضول للاستفسار عن تلك المسحة من الحزن على ملامح وجهها ..
    - هل انتي من مصر ..؟
    - نعم
    - هل انتي حزينة الى هذه الدرجة بسبب سعال ابنك البسيط ...؟
    - كلا ...لقد مات ابني الاكبر قبل اسبوع .
    وقع كلامها علي كالصاعقة ...!
    - كم كان عمره ..؟
    - خمس سنوات .
    - كيف حصل ذلك ..؟
    - كنت راقدة في مستشفى الاطفال بابني هذا ولم يبق في البيت الا ابني الاكبر وشقيقته الكبيرة وعمرها ثمان سنوات ووالدهم خارج المنزل في عمله .. كان المسكين يلعب بعلبة كبريت فاشتعل ثوبه ونقله الجيران الى المستشفى وبعد ساعات فاضت روحه .
    خرجت هذه الكلمات المختصرة من فمها والعبرة تخنقها وسالت دموعها على خديها ..
    أي مفارقة عجيبة ...ترافق ابنها الصغير في المستشفى لحمايته من الموت وتفقد ابنها الاخر ....أين ...في الغربة .
    بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق

مواضيع مشابهه

  1. لون حيــــاتك بقلم الدكتور خالد المنيــف..(2)
    بواسطة الجواهــــر في فيض القلم
    الردود: 5
    اخر موضوع: 18-11-2008, 07:00 PM
  2. لون حياتك بقلم الدكتور خالد المنيف..(1)
    بواسطة الجواهــــر في فيض القلم
    الردود: 17
    اخر موضوع: 12-11-2008, 11:21 PM
  3. الردود: 0
    اخر موضوع: 23-10-2006, 10:28 PM
  4. الردود: 6
    اخر موضوع: 22-10-2006, 02:49 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ