من القدس يا أمى؟حكاية العقيدة والدين فلنتابعها

[-بلسم الجروح-]

في جو الشتاء البارد
والظلام بدأ يلف المكان من كل جانب
اطمأنت على اولادها الثلاثة
فقد تناولوا طعامهم وادوا واجبتهم
ثم سكنوا الى فراشهم بعد ان قبلوها جميعا
وما كادت ان تخرج الا سمعت صوت يقول
واين حكاية الوطن يا امى؟
قصى علينا الان قصة القدس
من القدس يا امى؟
تعالت صرخاتهم جميعا بصوت واحد
هيا هيا

ترقرقت الدموع من عينيها وبالكاد حملتها قدميها اليهم
فقد شقت طريقها قبل ان تصلهم عبر ازقة القدس وشوارعها وحاراتها
الى اماكن حفرتها الذاكرة في القلب والعقل والوجدان
قالت وهل يحلو احبابى الحديث الا بالصلاة على خير الانام
عليه افضل الصلاة والسلام
ان القدس احبابى
فتاة جميلة بل هى اجمل فتيات العالم
قاطعها صغيرها قائلا؟
ومن ابوها امى؟
قالت ابوها هو صلاح الدين الايوبى
قال الثانى مبتسما؟
ومن جدها امى؟
قالت عمر احبابى نعم انه عمر بن الخطاب

هذه الفتاة احبابى وعيونى دائما يتربص لها الحاقدون
خطفها الصليبيون فاقسم ابوها صلاح الدين
الا يبتسم الا اذا عادت الى احضانه
وصار يجول ويصول كالاسد الهصور
حتى حررها وفك قيدها
وصلى في اقصاها
وما الاقصى يا امى؟
الاقصى انه ابنها المدلل انه روحها وقلبها
جاء اليه حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
وصلى فيه وكان اماما لجميع الانبياء والرسل يا احبابى
في ليلة اسمها ليلة الاسراء
ثم صعد بعدها الى السمااااااااااااااااء حيث اعرج به من الاقصى
حتى ان الاقصى ذكره الله في القرأن"سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله"
ثم احببها جميع المسلمون اولادى
ودفع الحب والشوق امير المؤمنين عمر بن الخطاب
وجاءها منتصرا
انه يعزها
انه يحبها
ضحكوا بفخر وقال كلنا يا امى نحب القدس
خدينا يا امى هناك
دعينا نلعب في حارتها
ونتوه في شوارعها وبياراتها
ونتجول في اسواقها
دعينا يا امى نرى اسوارها وابوابها ومأذنها
ارجوكى امى

كانت نبضات قلبها تنبض بعنف
وروحها تحلق في السماء
وقالت في صوت حزين مثخن بالالم
لكن اولادى ان القدس
الان اسيرة
ان القدس الان حزينة
اغتصبوها احبابى بنى صهيون
انهم ضربوها بالنار
وداسوا حرماتها
انهم قهروها اولادى
انهم يحفرون تحت اقصاها
انهم يريدون ان يهدموها

ان الزهر والشجر والحجر والباب والسور في القدس اولادى حزين
كله حزين

تنهدوا بألم وقالوا اين اولادها يا امى
اين احفادها يا امى
تبسمت وقالت اولادها واحفادها كثر يا صغارى
انهم في القباب
انهم في المساجد
انهم يتلون القرأن
انهم يحبون الله ورسوله
هم في سوريا
هم في العراق
هم في مصر
هم في فلسطين
هم في غزة
هم في مكة
هم في كل مكان
انهم قادمون انهم قادمون
لا اخفيكم احبابى ان هناك من مات من كبارنا
وهو ينتظر القدس
لا اخفيكم ان هناك من استشهد في محرابها
وهو يدافع عنها
انهم ابناء وشهداء وحماة الاقصى

ولكن صغارنا واولادنا واحبابنا
لم ولن ينسوا فلسطين والقدس
فقد كان لهم نصيب وافر من حممم مدافعهم
اننا واذا نقلب تلك الصفحات التى تقطر دما
من تاريخ شعبنا الابى احبابى
فاننا نقلب في ذات الوقت
صفحات العز والاباء والاصرار على الحياة
وستبقى دماء هؤالاء الاطفال لعنة تلاحق القتلة
اعداء الانسانية


لكنهم ما زالوا
يحملون الراية والمفتاح معلنين الصمود والكفاح ان:
فلسطين امانة في اعناقكم
القدس امانة في اعناقكم
علموها اولادكم
درسوها لاحفادكم
علموهم بان القدس
هى العقيدة وهى الدين
وليست فقط المدينة والسور