حذر العلماء من أن الرضاعة الطبيعية لفترة تقل عن ثلاثة أشهر عقب ولادة الطفل قد تؤدي إلى التأثير سلباً على ذكائه.
فقد أجرى باحثون من النرويج والدانمارك دراسة على نحو ثلاثمائة وخمسين طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثلاثة عشر شهراً وخمس سنوات لمعرفة الفترة التي حصلوا خلالها على رضاعة طبيعية وعلاقتها بمستويات الذكاء والقدرة على التحصيل.
وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة تقل عن ثلاثة أشهر كانوا عرضة لانخفاض مستوى الذكاء إلى أدنى من المتوسط عن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر أو أكثر، وحتى عند أخذ عوامل أخرى مثل عمر الأم، و ومستوى تعليمها واذا ما كانت تدخن أم لا في الاعتبار، استمرت تلك الاختلافات في الظهور.
ولكن لم تظهر الدراسة وجود اختلافات بين الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية، ومن لم يحصلوا عليها فيما يتعلق بالتوافق العضلي العصبي للطفل.
ويقول الدكتور تورشتاين فيك من إدارة الطب الأسري بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجي إن نتائج الدراسة تشير إلى أن طول فترة الرضاعة الطبيعية مفيد لزيادة قدرة الطفل على التعلم.
ويضيف أن السبب قد يعود إلى قوة الرابطة التي تمنحها الرضاعة الطبيعية بين ألام والطفل أو ما يحتويه لبن الأم من مواد مغذية ضرورية للنمو.
ويشير إلى احتمالات أن تكون تلك الأحماض الدهنية هي السبب وراء زيادة فعالية الغذاء اللازم لنمو الطفل.
وقد تكون هذه هي حلقة الوصل بين آثار التغذية من خلال الرضاعة الطبيعية والنمو العقلي للطفل، وتقول بليندا فيبس رئيسة جمعية المواليد الوطنية إن الدراسة التي نشرت في جريدة أرشيف أمراض الطفولة المتخصصة، تؤكد ما تدعو إليه الجمعية منذ زمن طويل، وهو أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل، لأنها الأسلوب الذي حبته الطبيعة للأم لإطعام طفلها.
وتضيف أن الدراسة ستكون لها آثار رادعة على الأمهات الراغبات في العودة للعمل مبكراً بعد الولادة، وتؤكد أن النصيحة المقدمة إليهن ستكون التريث واستمرار الرضاعة الطبيعية لأطفالهن حتى السنة الثانية من العمر.
نقلاً عن BBC
الروابط المفضلة