المحبة زهر الحياة..وغذاء الروح...بهجة الفؤاد...وسعادة القلب
إن خلت الحياة من الحب...خلا الجسد من الروح..جمدت مشاعره..وغابت روحه
المحبة حياة..والحياة سعادة...والسعادة في الحب الحقيقي...حب الخالق
والتقرب إليه وبذل الغالي والنفيس للوصول إليه ونيل محبته ورضاه..
وحب من أمر الخالق بحبهم..وحب من أحبهم الخالق..وحب من أحبوا خالقهم
فإذن الحب الحقيقي...لا يخرج عن دائرة الحب في الله ولله ...
حب الله ...حب الرسل..حب الوالدين..حب الأهل...حب الرفقة الصالحة...حب كل من أحب الله
تلك هي المحبة والحب الذي يزهر في النور...وتسمو به الحياة ...
:
أما النوع الآخر من الحب....
ففي نشوة تغمض عينيها
يرقص قلبها فرحاً
تتفجر أساريرها طرباً
تظن أنها عاشت السعادة الحقيقية
تتوالى الأيام وإذا
بـــ طرف كســـير
ودمع يســـــيل
زفرات وشجون
وكلمات في عيون
عشق وهيــــــــــام
حب وأوهـــــــام
ورحيل في الظلام
أسموه حبــاً...وعاشوه وهماً...
:
إنهـ .. الحب الوهمي..أو الحب الخاطيء..أو الإعجاب والذوبان.....
كلمات إن اختلفت حروفها تشابهت معانيها..إنه.. الحب التعيس..
تحب معلمتها لدرجة أنها تفكر بها وهي في الصلاة
تحب زميلتها إلى حد أنها تمنعها من الكلام أو الجلوس مع غيرها
وكأنها قطعة أرض... أخذت صك ملكيتها فلا ينبغي لغيرها أن يسكنها..
تحب بطل المسلسل وتعيش معه خيالات الحب والأوهام
:
علقوا صورهم في قلوبهم قبل عيونهم..
تفاخروا بحبهم... وتبادلوا كلمات الحب مع بعضهم ..وكل منهم تتحدث عن حبيب لها أحبته
أو.. معجبة لقلبها سكنته...
فجأة... يكبر ذلك الوهم من الحب.. حتى يصبح أسواراً تحيط بالقلب والنفس...
فتتعلق بتلك الصورةالذائبة...
ولا تستطيع أن تستغني عنها..أو تعتقد أنها لا تستطيع الابتعاد عنها...
فتتغير تصرفاتها...وتبتعد عن خالقها..وتتنحى عن كل بقعة من نور... لتسكن في رماد بين الآهات والزفرات..
في رسالة بعثت بها إحدى الأخوات أذكر لكِ طرفاً منها تقول ( مررت بهذه التجربة التي لا تزال ذكراها عالقة ببالي وهي من أبشع وأسوأ ذكرياتي .. أخجل من نفسي عندما أتذكرها واحتقر نفسي حين تعود بي الذكريات لها .. ولكني أحمد الله في الوقت نفسه أن خلصني .. كانت مجرد صداقة بيني وبينها نذهب سوياً للمدرسة ونرجع سوياً ..ألتقي بها في المدرسة مراتٍ ومرات حتى بين الحصص إلى جانب الفسحة التي لا نهنأ بها إلاّ حين نلتقي .. كنت كثيرة التفكير بها وهي كذلك .. تدنى مستواي الدراسي وهي أيضاً كذلك في يوم من الأيام لا أنساه وكان في وقت إجازة إتصلت كعادتي على منزلها .. ولكن لا أحد يرد .. عاودت الاتصال أيضاً لا أحد يرد !! تقلبت يومي ذاك وكأني على جمر ملتهب ، وفي اليوم الثاني اتصلت ولكن .. أيضاً لا أحد يرد !!
ولا تسأل عن حالي .. اليوم الثالث كدت أن افقد عقلي .. تعللت أمام أهلي برغبتي في أن يوصلني أخي إلى المستوصف أريد فقط أن أمر من أمام منزلها ولكني لم أرى أحد !! جُن جنوني .. كدت أن افقد عقلي صلاتي أصبحت صلاةً شكلية فقط لا أعلم ما أقول فيها كان سجود السهو يلازمني في كل صلاة من كثرة التفكير .. كل من رآني يسألني عن حالتي الصحية وما الذي أشعر به !! فعلاً كدت أن أُجن .. قتلني التفكير .. أدخل مع نفسي في غيبوبة فكرية ..
أتسائل ماذا بها هل تركتني ؟؟ هل هي فعلاً لا تريدني ؟؟
أم أنها ماتت وكيف ستكون حياتي بعدها ؟؟
آآه ما أحقرني ..!!!
وفي اليوم الخامس بعد صلاة الظهر نادتني والدتي وقالت ( فلانه ) تريدك على الهاتف صدقت وكذبت !! ضحكت وبكيت !!
توجهت مسرعة وحين سمعت صوتها عجزت عن الكلام من شدة البكاء .. مرت أمي بجانبي فُجعت مني لا تعلم مابي وما الذي جرى علي ..
أخبرتني صديقتي أن جدتها لوالدها توفيت فاضطروا للسفر المفاجئ
ولم يكن هناك فرصةً لتخبرني .. أو تتصل بي ..
عادت بعدها الأيام بنا كما كانت .. من حينٍ لآخر كان ينتابني شعور داخلي وكأن شيئاً يؤنبني أُحس حينها بأنني مذنبة فأشعر بالندم ..
حاولت مراراً أن أتخلص من ما أنا فيه بمفردي فما استطعت ..
قررت يوماً من الأيام قراراً جريئاً بالنسبة لي !!
وهو أن أستعين بعد الله بإحدى المعلمات وهي مسؤولة المصلى بالكلية
( الاستاذة ..؟؟) والتي كانت محبوبة عند أكثر الطالبات إن لم يكونوا كلهن .. يعجز لساني عن شكرها وتقف كلماتي حيرى في أن أوفيها جزاءها .. فقد كان لها الفضل الأكبر بعد الله في تخليصي ممّا كان سيهلكني ..
والآن صلح حالي والحمد لله وعدت إلى رشدي لأحتقر نفسي كل ما تذكرت تلك الأيام .. إلى أن قالت وفقها الله ..
واسأل الله أن يتقبلها وأن يثبتها على الحق والهدى وينير بصيرتها
وإني الآن وأحلف لك بالله أني كلّما تذكرت تلك الذكريات أبكي بحُرقة ويزداد بكائي لسؤال واحد فقط ..
كيف لو أني مت على تلك الحال كيف سأقابل ربي ؟؟
وها أنا اليوم أقولها من كل قلبي مآ أرحم الله بنا ..
وأنتِ أختاه يا من وقعت في شيء من ما وقعت فيه ..
ماذا لو مُتي على تلك الحال ؟؟ كيف ستقابلين ربك ؟؟
أيسرك أن تُبعثي على ما مُتي عليه بين يدي الله والناس كل الناس ينظرون ؟؟
أتعلمين أختي الغالية من سيشهد عليك في ذلك الموقف الرهيب ؟؟
إنها يا أختاه الأرض ..
الأرض التي مشيتي عليها وجلستي فوقها واقرئي قول ربك { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } ستشهد عليك يا رعاك الله يداك ورجلاك في مشهدٍ عظيم يصفه لنا ربنا { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }يس65 ويقول سبحانه { حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فصلت20
أختاه من الآن وفقكِ الله .. من الآن توقفي وأقلعي .. وعودي وانتبهي
فساعة الموت مفاجئة .. لا يعلم بوقتها إلاّ الله .. حتماً ستأتيك على غفلة
من الآن قفي مع نفسك وقفة صادقة ..
أسدلي الستار على حياة ماضية لتستقبلي حياة الطهر والنقاء والعفاف ..
لا أطلب منك يا أختاه المستحيل وليس ذلك بأمرٍ صعبٍ ..
والآن أخواتِي ..،
شاركُونا الحِوار .. ونتمنّى منكن الإجابَة عَلى هذه الأسئلة ..
- كلمة الـ ( حب ) ماذا تعنِي لكِ ..؟!
- برأيكِ؛ مالفرق بين الحب والعشق ..؟!
- الإعجاب بين الفتيات .. ما رأيكِ به وما نظرتكِ للمعجبات ..؟!
- ما هُو أسباب الحب الخاطئ ..؟!
- كيف يمكنكِ نشر الوعِي الصحيح لطريق الحبْ الصحيح ..؟!
- لديكِ 5 منازل للحب .. لمن تعطين كلّ منزلَة ..؟!
- هل تعتبرين الصداقة نوعاً من انواع الحب ..؟! ومالفرق بين الصداقة والإعجاب ..؟!
أخواتكنّ / طاقمْ قسمَ الحِوارْ العام ..،
شكرْ للغالية / رحلَة إحساس عَلى المقدّمَة المتميّزة ..
والسّلام عليكم ورحمَة الله وبركاته
الروابط المفضلة