الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد

فالسلام عليكم ورحمة الله نعم ! عليكم السلام والرحمة ؟ فما أجمل هذه التحية ومـــاأرق معناها . أخي القارئ اسمح لي أن أسألك سؤال كيف حال قلبك وهل تشعر بالرحمة نحــو إخوانك أم لا ؟
تلك الرحمة التي أعتبرها الله عز وجل الهدف الأسمى من إرسال النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى { وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين } وقال صـــــلى الله عليه وسلم { أنا محمد ............ ونبي الرحمة } رواه مسلم
وقال تعالى { واخفض جنـــاحك للمؤمنين } فانظر كيف صور الرحمة المطلوبة منك تجاه إخوانك المؤمنين وكأنك طائر يجمع أبناءه تحت جناحه رحمة ورأفة بهم ..
ولعلك تذكر كيف مدح الله جيل الصحابة فقال { محمد رســـول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } فكانت الـرحمة من أول الصفات التي يُمدح بها المؤمنون وماأعظم هذا التمثيل الرائع الذي ضربه النبي صــلى الله عليه وسلم لمجتمع المؤمنين حين قال صلى الله عليه وسلم { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا أشتكى منه عضـو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } متفق عليه
فمجتمع الايمان يشعر كل فرد فيه بالآخر { إنما المؤمنون إخوة }
إن رحمتك بالآخرين إنما هي رحمة لك أنت أيضا كــــما قال النبي صلى الله عليه وسلم { ارحموا تُرحموا ..... } رواه أحمد
وقال صلى الله عليه وسلم { إنما يرحم الله من عباده الرحماء } متفق عليه
أما قساة القلوب فقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم { من لايَرحم لايُرحم } متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم { من لايَرحم الناس لايرحمه الله } متفق عليه

وكلــنا نحب الجنة ونتلهف عليها ونسعى لدخولها برحمة الله ولكن أحذرك أخي القارئ من أحد أسباب الشقاء أعيذك بالله من الوقوع فيه فقد قـال النبي صلى الله عليه وسلم { لاتُنزع الـرحمة إلا من شقي } رواه الترمذي وأحمد وحسنه الألباني

أما إذا كان المرء رحيم القلب شهم الفؤاد صاحب نجدة ومروءة يسعى لإغاثة الملهوف ورفع الكروب وقضاء الحاجات فذاك هو الانسان ذاك هو المؤمن وهو من أهل الجنه إن شاء الله
وذلك ماوعدنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال { أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم رجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قُربي ومسلم } روه مسلم

فأَلن فؤادك وكن رحيما بإخوانك واخفض لهم جناحك واسعى في حاجاتهم واصـــبر على مخالطتهم ولاتعزل نفسك عنهم ...


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


دعواتكم لأختكم في الله
نســـرين