مهووسة أم سعيد بالنظافة

فهي – كربة منزل – تقوم بترتيبه يومياً لدرجة تقلق راحة ابنها سعيد

و لإنهم لا يعيشون في غابة فلن تدوس أم سعيد على غصن جاف دون أن تنتبه .. فيعلم سعيد أن أحداً ما قرب باب غرفته

عاد والد سعيد إلى البيت بعد يوم عمل متعِب كسابقيه من الأيام .. فهمست زوجته بأذنه و انصرفا إلى غرفتهما

- ما بالكِ ؟

- ولدك سعيد .. سمعته اليوم يتحدث عبر الهاتف و لم أميز ما كان يقول
لكن ما حفظته من الكلمات : حجر نرد .. قطع النقود .. بدأت أخاف عليه من رفاقه الجدد

ضحك أبو سعيد بصورة مفرطة رسمت علامات تعجب كثيرة على وجه زوجته و قال :
يا لكِ من جاهلة .. ألم تسمعي بعلم الإحتمالات ؟؟ إنها إحدى المقررات المطلوبة من سعيد ليحصل على شهادة الثانوية العامة
و كيف لكِ أن تعرفيها و أنتِ لم تكملي دراستكِ !!
اتركي سعيد و شأنه كي يحصل على مقعد الطب .. إنه عام عصيب .. كان الله في عونه و لا تسترقي السمع مرة أخرى

في الليلة التي تسبق صدور نتائج الثانوية العامة .. و بينما أم سعيد - ككل الأمهات - تحترق لمعرفة نتيجة ولدها .. فإذا بباب المنزل يُطرق في ساعة متأخرة

- من عساه يكون ؟

- لا بد أنهم من التلفزيون الأردني جاؤوا بالنتيجة .. أريحي أعصابكِ ..و كوني قوية من يدري ؟؟ ربما سيستضيفك برنامج (يسعد صباحك) في الغد كأم لأحد الأوائل .. هاهاهاها

- مساؤك سعيد يا سيد

- أهلا و سهلا .. تفضلوا تفضلوا

- هل أنت والد سعيد ؟

- أجل .. وهذه والدته .. وسيعود ولدي في الحال سأكلمه .. لحظة

- لا لا داعي يا سيدي .. فولدك في ضيافتنا

- جيد جداً .. كم كان معدله ؟

- في الواقع يا سيدي ولدك محتجز في قسم الشرطة

- و لماذا الشرطة ؟

- سعيد و رفاقه يشكلون عصابة مقامرين .. و يستغلون الجهلة بحيل سخيفة و يسلبون أموالهم


"الأمهات لا يسترقن السمع"