quote=ام سهيل;7480067]
هن كذلك ومازلن كذلك
جاهدن بأنفسهن وذريتهن وأموالهن
أحببن أرض الوطن منذ نعومة أظفارهن
لكن سنرى إن كان هناك فرق بين من عاشت وسط الأزمات
ومن تعيش خارج حدود أرض الوطن
ام فلسطينية من اهالي غزة الابية
تعيش خارج فلسطين وفي ارض الحرمين .
فهل هي عكس اخواتها في فلسطين ؟
سنرى إن كانت تختلف عنهم أم لا:
فلسطين ايا عشقي الخالد ... والحلم الواعد
... سيبزغ نجمك الصاعد ...وعلى ثرى قدسك إني عائد ...هذا وعد الله الواحد
...واني على ارضك صامد ... ورب الخلق على ما أقول شاهد
-عرفينا بنفسك كفلسطينية تعيش خارج حدود أرضها :
انا فلسطينية مولودة في غزة ولكن بلدتي الاصلية اغتصبها
اليهود وهي عسقلان او المجدل من اجمل مدن فلسطين
... كبرت وترعرعت على ارض غزة الابية وتعلمت فيها معنى الصمود ومعنى الإباء
معنى الوطن الجريح الذي ينتظر ابناؤه ليضمدوا جراحه التي تنزف ...
ولكن الاقدار شاءت ان اتزوج وابتعد عن هذا الوطن الغالي ... لكنه لم يغب يوما بالاصح ثانية عن بالي ابدا ..
. فكنت بعيدا عنه جسدا بلا روح ... اتوق اليه ولترابه يوما بعد يوم و اعد الايام لكي ازوره كل عام ...
... على الرغم اني وجدت في ارض الحرمين السكينة والامان و لكن هذا لم يقلل من تعلقي بهذا الوطن او يقلل من حنيني اليه
... فحب فلسطين عشق خالد يجري في دمائنا مجرى الدم في الوريد ...
-كم عدد الاولاد ؟ ماهي اعمارهم ؟
عندي 4 ما شاء الله
ولدين وبنتين ... اعمارهم تترواح بين 17 و 6 سنوات
-حدثينا عن يومياتك مع اطفالك منذ نعومة اظفارهم وحتى كبروا ؟
اولادي منذ حداثة اعمارهم تعلقوا بغزة وباهلها وباقاربهم لاننا كنا ننزل كل عام .
.قد تكون المدة التي ننزلها قصيرة لا تزيد عن 4 اسابيع ولكنهم كانوا ينتظرون معي
ويعدون الايام ويفرحون معي وقت اعداد الشنط وترتيبها
وعند رجعونا يبكون يريدون ان يبقوا هناك سبحان الله الطفل يتعلق بالذي يتعلق به والديه
حتى زوجي هو مولود هنا كان اكثر لهفة مني لزيارة غزة
... هذا الحنين وهذا الحب كانوا يروه في دموعي عندما اكلم امي او اخوتي ...
او عند مرض احدهم ... واو عندما اتذكرهم وقت العيد و ايام الجمع
... الحمدلله بعد وسائل الاتصالات الحديثة نوعا ما اصبحت الامور ايسر
ولكن يبقى الشوق والحنين ... لثرى هذا الوطن الغالي و لهوائه ولبحره ولاهله ...
الحمدلله زرعت في ابنائي حب الوطن و معنى التضحية ومعنى الجهاد
وكيف ان الوطن من اسمى ما يمكن ان نجاهد لاجله من اجل اعلاء راية الاسلام
ومن اجل عودة الحق لاهله ... ومهما نبتعد عنه سبيقى حلمنا ان نستقر فيه وان ندفن في ثراه الغالي
-كيف تعاملتِ مع أطفالكِ كونكِ خارج أرضك و فيها شنّت هذه الحرب المؤلمة ؟
اولادي اثناء الحرب الاخيرة لم يتوانوا عن سماع الاخبار وكانوا متابعين معي لكل احداثها يوما بيوم
ويطلبون مني المعلومات عن المناطق و كل ما يمت لغزة بصلة
ولم يعد يعنيهم في التلفاز اي شي او يهتموا بوسائل تسليتهم
او حتى لم يطلبوا الخروج للفسحة ... كانوا معي مقدرين مشاعري حزينين ومتالمين ... يصلون و يقنتون ويدعون لاهل غزة .
.. وكانت فرصة لاشرح لهم معنى الصمود ومعنى الحصار ومعنى التكيف مع الموجود
واحكي لهم عن ثبات اهل غزة وصمودهم خصوصا الاطفال ... واقول لهم هل تستطيعون ان تعيشوا مثلهم وان تكونوا مكانهم
ادعو لهم ان يمن عليهم بالامن والامان
وان يعيشوا مثل بقية اطفال العالم
-هل شعرتِ بأي تغير على أطفالك مما شاهدوه ؟
اكيد زاد شعورهم ببغض اليهود والرغبة في الانتقام منهم وزاد انتماءهم وحبهم لغزة
وكانو يسالونني ماما مش ممكن يجيئوا اهلك ليسكنوا هنا من شدة خوفهم عليهم
-كيف يتقبل اولادك فكرة الإستشهاد .. وانه في اي لحظة قد يفقد غالٍ عليه.
الاطفال يستشعرون بالامور اكثر مننا .
.. لذا اولادي كان يقدرون خوفي على اهلي
ولكن كنت اقول لهم ان اهل غزة كلهم يتمنون الموت والشهادة
وان ينالوا جنات الخلد وان الله سيعوضهم عما فقدوه قصورا من الجنة
وانا اشعر ان بعد الحرب الاخيرة اصبح الامر عادي جدا و بدا متقبلًا اكثر عن ذي قبل
-كلمة أخيرة توجهيها لكل أم ابتعدت عن تربية أطفالها بعذر أنها لاتريد حرمان نفسها من حلاوة الدنيا
ادعو لهم الهداية فلا اجمل ولا اروع من بسمة طفل
فهم زينة الحياة الدنيا وحياتنا من غيرهم بلا طعم ...
فهم زهور الدنيا التى نزرعها ونرعاها ليبقى شذاها يداعب قلوبنا وعقولنا مدى الحياة
... وكلما بذلنا من اجلهم و احطناهم بالاهتمام والحنان و المودة كلما حصدنا
منهم الاحترام والحب والانتماء
بارك الله فيك غاليتي ام سهيل لاتاحة الفرصة لي للحديث عن وطني
واخرج ما اكنه لهذا الوطن من حب ووله وشوق وعشق
الروابط المفضلة