التأثير النفسي والاِجتماعي للإعلام على الشعوب
التأثير النفسي والاِجتماعي للإعلام على الشعوب
[الشعوب العربية نموذجا]
من المؤكد أن للإعلام دورافي تشكيل رؤى ومواقف الناس من الأحداث والقضايا،
وطنية كانت أم قومية أم دولية..
لأن الأحداث الساخنة تجعل الأبصار مشدودة
حد الهوس إلى القنوات التلفزية والمواقع العنكبوثية
والصحف بشكل اِستثنائي.
تتنقلبينها متلهفة للجديد ،مقارنة بين الخطط الإعلامية ،
بين من يقول الحقيقة ومن يكتفي بأنصافها ، بين من يهول ومن يزيف ..
ومن خلال تتبعنا للأخباروالبرامج التلفزية تبين أن هناك قنوات إعلامية
حققت إشباعا لمتتبعيها .
وأخرى تسببت في إحباط الكثيرين بسبب عدم موضوعيتها
أو اِختلاف خططها الإعلامية عن أفق انتظار المتلقين٠
خلال الحرب الأخيرة على غزة عشنا أياما عصيبة،لأنه
إذا الفلسطيني يتعرض لقصف متعدد الوسائل والأساليب الإجرامية،
فإن المتتبع للآخباريقع ضحية قصف رمزي ..
تنهال عليه الصور..صور ذات دلالات قوية،
لقطات صادمة عذبت وتعذب في العالم أجمع من يملك قلبا نقيا
وضميرا يميز بين الخير والشرّ؛
لأننا في هذه القضية بالذات نقف في مواجهة الشر المطلق٠
ومن الآثار النفسية والاجتماعية السلبيةللعدوان ولتتبع أخباره ..
*الخوف و القلق عند الأطفال والتضايق
من اِحتلال أخبار الحرب التلفاز والنت طيلة اليوم
وطيلة مدة العدوان،وتعبيرهم عن شوقهم لبرامج أطفال٠
*الأرق عند الكثيرين ممن يواكبون الأخبار،فيخشون النوم حتى لا يفوتهم شيء،
ونتيجة إحساس بالذنب لأن له بيتيأوي إليه ،
له أهل اِطمأن عليهم قبل نومهم،
وعنده من الطعام أصناف
والأب أو الأم الفلسطنيان لايجدان ما يسدان به رمق أطفالهم
من منا لم تؤثرفيه طوابير المصطفين أمام مقرات وكالة الغوث ،
والعائدين خاوييالوفاض بسبب غياب التموين..
من منا لم تؤثر فيه صورة الطفل الصغير الذي يحتج بلغة الكبار؟
والطفلةالتي لم يبق لهامن بيتها الكبيرسوى قطة؟
والرجل المسرور والممتن ـ ذات مهلةـلأن أولادة سيأكلون خبزا طريا
ناهيك عن صور القتل الحاقد والتدميرالممنهج.
كلها صور حرمتنا النوم ،وأعرف الكثير ممن اضطروا لتناول منومات
*حالات اِرتفاع الضغط والتوتر داخل البيوت ..وكان أغلبها عند النساء إذ اِنضافت
ضغوط الأحداث إلى ضغوط مهامهن كربات بيوت وأمهات ،تجلت في حالات قلق
وحزن،وإهال،وشعوربالذنب،حالة شبيهة بالشلل لأنها تعبير عن العجز.
في أحد الأ يام الماضية ،ونحن نناقش الأحداث
صمتت إحدى صديقاتي طويلا ثم قالت ''أشعر برغبة كبيرة في الصراخ....
***أما الآثارالإيجابية فتتجلى بالذات في هذا التفاعل الإعلامي
ـأتحدث عن ردود الفعل عبر العالم ـ
والتي تجلت في
.+تعميق الوعي بالقضية الفلسطنية التي كانت مجهولة لدى الكثيرين
+تصاعد روح التضامن ومسارعة المواطنين إلى التعبير عن مساندتهم
ودعمهم للشعب الفلسطيني في محنته،
من خلال الاِنضمام إلى مظاهرات منددة بالعدوان وداعية إلى وقفه وإلى رفع الحصار...
وإلى ضرورة التحرك للتقديم دعم فعلي ،
ومن هنا انطلقت عمليات تنظيم فعاليات التضامن..
*أيام ثقافية [ للتوعية] من تنظيم الجمعيات الثقافية والاِجتماعيَّة والنسائية.
*أيام تضامنية داخل المؤسسات التعليمية للدعم ولاِحتواء الغضب التلاميذي
ولتأطير نشاطاتهم التي تعبر عن نفسها شعرا ورسما وخواطر..
ماديا ـحسب المؤسسات ـ
*حملات التبرع بالدم ؛
** لم نر يوما إقبالا على مراكز تحاقن الدم كالذي شاهدناه هذه
المرة ؛لأن الناس عادة يشككون في مصير دمهم المتبرع به..
*تنظيم حملات جمع التبرعات.
أما الجانب الأكثر إيجابية لهذه المؤثرات ،
فتمثل في الاِنتباه إلى أن الدعم الحقيقي للقضية ،
يتطلب أكثر من الدعم المادي ا لشجاعة
وتجاوزكل شعور سلبي،يتطلب قوة وقدرة على إقناع الأبناء
مثلما أقنعنا آ باؤنا ومعلومنا بضرورة تبني قضية
دعم والدفاع عن فلسطين كسلوك يومي ـوليس موسمياـ
يتطلب أن نكون قدوة ،لأننا في حاجة إلى
- جيل يقدر المسؤلية،
-متشبع ومتمسك بقيم دينه
-يحب وطنه
-مسلح بالعلم
-يمتلك وعيا شاملا بقضاياوطنه وأمته وإشكالات العصر
-متشبع بقيم العمل والتضامن
-متمكن من تقدير ذاته إيجابا حتى يعرف كيف يقدر الآخر
ويستقبل التقدير الذي يستحقه ، يميز بين الصديق والعدو ،وويواجه المواقف.
بهذه الشروط بالأساس نكون شعوبا تستحق العيش وفرض وجودها
الروابط المفضلة