المشاركة الثانية
.: ندى الـورد:



:

:

زهرة بين الجفاف


وسَط رُكام مِن الحِجَارة وخَلف الدُخَان طِفلَة صَغيرَة تَتجَرع مِن الإحتِلال بَردا ومِن الحَرب مَطرَا ، مَر بِها رَجل بِيدِه مَظلة نَظرت إليه ودُموع عينَيها تَستجدِيه فَأعطَاها مِن الشَجب رَغيفَاً ومِن الإستِنكار مَاء ، أكَلتهُ ودُموع عَينَيها تَسقي ألَمهَا ، فَهِي لاتَحتَاج للرَغِيف تَحتَاج مِنه أن يُظلَلها الأمَان لكِنّها شَكرته ومَضَت ..أخذَت تَجُوب الطُرق فمَرت بِرجَال سَألوهَا عَن قِصتها حَكت قِصتَها التِي يَعرِفها الجَميع لَكنّهم لايَكفُون عِن سُؤالها كَأنّهَم يَتهَربون وفِي كُل مَرة يَحزنُون ويتَباكُون ، لكن هذه المرة أخبَروهَا أنّه فِي نِهايَة الطَريق بَيتٌ مِن بَياض يَده بِالعَدل تَفِيض استَبشَرت ورَكضَت نَحو الَبيت ، وحين دخلته وجدَت وجُوهَاً قَبيحَة وأيدِي سَودَاء خَفية تُحَاول سَلبَها زَهرَتَها فَهربَت سَريعَاً ، وظلَت تَسير حَتى تَناهَى إلَيها صَوت رَجُل يُناديهَا "يا أبية" وحِين التَفَتت إليه رَأت رَجُلاً مُقيداً بالسَلاسِل كَانوا قَد أخبَروهَا أنّه رَجل يَهذِي بِما لايُعقل ، وحِين اقتَربَت مِنه قَال: ياصَغيرَتي سَتُصبحيِن يَومَاً عَروسَاً لَكن أولاً اسقِي زَهرتكِ مَاء الحُرية ، فسألَته أين هو ،

أجَابها :هو بَين دَفتي كِتاب حَكِيم إذا مَا تَمسكتِي بِه سَتنَالِين مَاء الحُرية ، فَحمَلت الكِتَاب وأشعَلت الإنتِفاضَة وتَسلَحت بالمُقاومَة ، وأبدَلت المَاء بالدِماء ورَكضَت نَحو الرُكام لِتسقِي زَهرَتها لَكن رِياح صُهيونِية كَانَت تَتَخطَفها ولأنّها أبية تَسعى إلى الحُرية أكْملت سَيرها وحِين اقتَربت أعثرتهَا حَجرة الأحزاب لِتسقُط فانَسكبت دِماء الحُرية فَذرَفت الطِفلة دُموعَها وأخذت تلتقطها بكفيها ، لَعلهَا تَسقي زَهرَة تأبى أن تَمُوت بين الجَفاف .