اسم الشاعر: علقمة بن عبدة
العصر :مخضرم
عدد الأبيات: 39
البحر :طويل
الروي :باء
الغرض :مدح
مصدر القصيدة ديوان علقمة الفحل بشرح الأعلم الشنتمري (33-48)، تحقيق لطفي الصقال ودرية الخطيب، دار الكتاب العربي، حلب، الأولى 1389هـ-1969م
المناسبة : يمدح الحارث بن جبلة بن أبي شمر الغساني، وكان أسر أخاه شأسًا فرحل إليه يطلب فكه


طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ *** بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ

تُكَّلِفُني لَيلى وَقَد شَطَّ وَلِيُّها *** وَعادَت عَوادٍ بَينَنا وَخُطوبُ

مُنَعَّمَةٌ لا يُستَطاعُ كَلامُها *** عَلى بابِها مِن أَن تُزارَ رَقيبُ

إِذا غابَ عَنها البَعلُ لَم تُفشِ سِرَّهُ *** وَتُرضي إِيابَ البَعلِ حينَ يَؤوبُ

فَلا تَعدِلي بَيني وَبَينَ مُغَمَّرٍ *** سَقَتكِ رَوايا المُزنِ حَيثُ تَصوبُ

سَقاكِ يَمانٍ ذو حَبِيٍّ وَعارِضٍ *** تَروحُ بِهِ جُنحَ العَشِيِّ جُنوبُ

وَما أَنتَ أَم ما ذِكرُها رَبَعِيَّةً *** يُخَطُّ لَها مِن ثَرمَداءَ قَليبُ

فَإِن تَسأَلوني بِالنِساءِ فَإِنَّني *** بَصيرٌ بِأَدواءِ النِساءِ طَبيبُ

إِذا شابَ رَأسُ المَرءِ أَو قَلَّ مالُهُ *** فَلَيسَ لَهُ مِن وُدِّهِنَّ نَصيبُ

يُرِدنَ ثَراءَ المالِ حَيثُ عَلِمنَهُ *** وَشَرخُ الشَبابِ عِندَهُنَّ عَجيبُ

فَدَعها وَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ *** كَهَمِّكَ فيها بِالرِدافِ خَبيبُ

وَناجِيَةٍ أَفنى رَكيبَ ضُلوعِها *** وَحارِكَها تَهَجَّرٌ فَدُؤوبُ

وَتُصبِحُ عَن غِبِّ السُرى وَكَأَنَّها *** مُوَلَّعَةً تَخشى القَنيصَ شَبوبُ

تَعَفَّقَ بِالأَرطى لَها وَأَرادَها *** رِجالٌ فَبَذَّت نَبلَهُمْ وَكَليبُ

إِلى الحارِثِ الوَهّابِ أَعمَلتُ ناقَتي *** لِكَلكَلِها وَالقُصرَيَينَ وَجيبُ

لِتُبلِغَني دارَ امرِئٍ كانَ نائِيًا *** فَقَد قَرَّبَتني مِن نَداكَ قَروبُ

إِلَيكَ أَبَيتَ اللَعنَ كانَ وَجيفُها *** بِمُشتَبِهاتٍ هَولُهُنَّ مَهيبُ

تَتَبَّعُ أَفياءَ الظِلالِ عَشِيَّةً *** عَلى طُرُقٍ كَأَنَّهُنَّ سُبوبُ

هَداني إِلَيكَ الفَرقَدانِ وَلاحِبٌ *** لَهُ فَوقَ أَصواءِ المِتانِ عُلوبُ

بِها جِيَفُ الحَسرى فَأَمّا عِظامُها *** فَبيضٌ وَأَمّا جِلدُها فَصَليبُ

فَأَورَدتُها ماءً كَأَنَّ جِمامَهُ *** مِنَ الأَجنِ حِنّاءٌ مَعًا وَصَبيبُ

تُرادَ عَلى دِمْنِ الحِياضِ فَإِن تَعُفْ *** فَإِنَّ المُنَدّى رِحلَةٌ فَرُكوبُ

وَأَنتَ امرُؤٌ أَفضَت إِلَيكَ أَمانَتي *** وَقَبلَكَ رَبَّتني فَضِعتُ رُبوبُ

فَأَدَّت بَنو عَوفِ بنِ كَعبٍ رَبيبَها *** وَغودِرَ في بَعضِ الجُنودِ رَبيبُ

فَوَاللهِ لَولا فارِسُ الجَونِ مِنهُمُ *** لَآبوا خَزايا وَالإِيابُ حَبيبُ

تُقَدِّمُهُ حَتّى تَغيبَ حُجولُهُ *** وَأَنتَ لِبَيضِ الدارِعينَ ضَروبُ

مُظاهِرُ سِربَالَي حَديدٌ عَلَيهِما *** عَقيلا سُيوفٍ مِخذَمٌ وَرَسُوبُ

فَجالَدتَهُمْ حَتّى اتَّقوكَ بِكَبشِهِمْ *** وَقَد حانَ مِن شَمسِ النَهارِ غُروبُ

وَقاتَلَ مِن غَسّانَ أَهلُ حِفاظِها *** وَهِنبٌ وَقاسٌ جالَدَت وَشَبيبُ

تَخَشخَشُ أَبدانُ الحَديدِ عَلَيهِمُ *** كَما خَشخَشَت يَبسَ الحَصادِ جَنوبُ

تَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادُ بِمِثلِها *** وَأَنتَ بِها يَومَ اللِقاءِ تَطيبُ

كَأَنَّ رِجالَ الأَوسِ تَحتَ لَبانِهِ *** وَما جَمَعَت جَلٌّ مَعًا وَعَتيبُ

رَغا فَوقَهُم سَقبُ السَماءِ فَداحِصٌ *** بِشَكَّتِهِ لَم يُستَلَب وَسَليبُ

كَأَنَّهُمُ صابَت عَلَيهِمْ سَحابَةٌ *** صَواعِقُها لِطَيرِهُنَّ دَبيبُ

فَلَم تَنجُ إِلّا شَطْبَةٌ بِلِجامِها *** وَإِلّا طِمِرٌّ كَالقَناةِ نَجيبُ

وَإِلّا كَمِيٌّ ذو حِفاظٍ كَأَنَّهُ *** بِما ابتَلَّ مِن حَدِّ الظُباتِ خَضيبُ

وَفي كُلِّ حَيٍّ قَد خَبَطتَ بِنِعمَةٍ *** فَحُقَّ لِشَأسٍ مِن نَداكَ ذَنوبُ

وَما مِثلُهُ في الناسِ إِلّا قَبيلُهُ *** مُساوٍ وَلا دانٍ لَذاكَ قَريبُ

فلَا تُحرِمَنّي نائِلًا عَن جَنابَةٍ *** فَإِنّي امرُؤٌ وَسطَ القِبابِ غَريبُ