بدأت الصحوة في عصور ماضية وفق متطلبات سعت القيادة الدعوية في تلك الأزمان على توفيرها ، ومع مرور الزمن وتغير الأحوال وانفتاح الدنيا بخيرها وشرها يحتاج رجال الدعوة وقيادات الإصلاح إعادة النظر في المنهجية التي تسير عليها الأجيال التربوية سواء أكانت حلقات لتحفيظ القرآن أو غيرها سيما أنها تراعي فترات مضت وأزمان خلت ، فلم يعد يجدي إعداد الأجيال التربوية ووضع البرامج التربوية لسد حاجة الحلقات والجماعات المدرسية وتخريج فئات تجديد إلقاء الكلمات والمحاضرات واعتلاء المنابر لإلقاء الخطب ،
لآن تلك المتطلبات السابقة أصبحت تعاني من طفرة من كثرة المنتمين إليها مما ولد مشاكل تربوية عجزت بعض الجهات عن إيجاد حلول لها ومن ذلك كثرة الأعداد التربوية التي لا تتقن سوى قيادة الشباب والعمل في محيط الحلقات والمدارس وليست هناك حاجة ماسة لهم مع نقص شديد في مجالات أخرى تحتاج لأقل الملتزمين مواهب وإمكانيات لكي تسد الثغرة ويقوم بالعمل .
دعاة الإصلاح وقيادات الدعوة : هل شرعنا في عمل مشروع وخطة خمسية تعتني وتراعي احتياجات الصحوة في كافة المجالات الإعلامية والدعوية والاغاثية بل والإدارية والاستثمارية لكي تنتشر الدعوة وتحقق أهدافها المرسومة وفق وسائل متعددة .
دعاة الإصلاح وقيادات الدعوة : هناك مجالات بحاجة ماسة لفئات من الملتزمين أن يلتفتوا لها ، ولم يظهر وجود خطة وبرنامج دعوي يلبي حاجة تلك المجالات من الشباب المستقيم وعلى سبيل المثال :
# المؤسسات الإعلامية كافة سواء أكانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية هذه جميعها تتطلب فئات تتولى بعض الأعمال لديها ففي مجال الإعلام المرئي كالقنوات والانترنت المؤسسات بحاجة إلى إدارة متطورة ، ومحررين مبدعين وفئة تجيد التصوير وفن التقاط الصور فضلاً عن المراسلين ومقدمي البرامج الحوارية وغيرها.
وفي مجال الإعلام المقروء هناك بعض الأعمال المهمة كالكتابة الصحفية وسبل الترويج والتوزيع المثمر ، والمراسلين الذين يجلبون الأخبار ويقدمون الاستبيانات والاستفتاءات سيما أن الأيام القادمة هي زمن الإعلام – خيرا أو شراً _ بلا منافس .
في مجال الإعلام المسموع المؤسسات بحاجة لكتاب المادة الملقاة ، ومصممي الإعلانات ، وموزعي الإصدارات ، ومنسقي المواضيع المهمة مع الدعاة والخطباء ليدلوا بالحديث حولها ، أيضاً نحن بحاجة إلى طائفة تتولى تقييم ما يصدر وتعرض بعض الإصدارات على المختصين بذلك الفن .
إن الناظر إلى الكثير من المؤسسات الدعوية نجدها إما رافضة لتلك الوسائل وهي قلة ، أو مؤيدة ولكن لم تضع خطة تنمي مواهب من تحتها للعمل في تلك المؤسسات ، إن لم تتوجه لها بالنقد والعتاب ، هذا كله يحصل مع قناعة الجميع بجدوى وتأثير هذه الوسائل ودورها الفاعل في حياة المجتمعات ؟!.
# هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحاجة إلى رجال يتصفون بالعلم الشرعي المقترن بالحكمة المكتسبة من الحياة ومرافقة العاملين في ذلك المجال ذوو التأريخ الطويل ، تحتاج الهيئة إلى فئة تمتاز بالذكاء المفرط لتداري اللئيم وتكسب الغافل وتنتهز الفرصة لتحقيق مطالبها عبر أشخاص عرفوا بإجادة فن التفاوض وإقناع الآخرين .
إن حساسية موقع الهيئة في المجتمع وطبيعة الفئة الموجه إليها الخطاب والعمل الميداني لم تعد تسمح بانضمام العاطلين عن الوظائف أو أولئك القوم حديثي العهد بالهداية والاستقامة .
# الهيئات الاغاثية وجمعيات البر ومراكز الملاحظة ودور التربية هي أيضا يقال فيها ما قيل في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نظرا للعاملين فيها في الغالب ، فهذه الأماكن تتطلب منا التفاتة لنستثمر الدعم الموجود والأثر العظيم المترتب على اتجاهنا وإبداعنا في العمل فيها .
# هناك أيضاً بعض المؤسسات كالهلال الأحمر حيث أكثر أعماله إغاثية وإنقاذية وتناسب هذه الأعمال المستقيمين وهم أحرى بها ، وهناك الكثير والكثير مما يخدم الدعوة ولم نعد لاستثماره الأجيال الناشئة .
قبل الختام : قد يقول البعض نحن نعمل في تلك المجالات وهاهم شباب الصحوة يلتحقون بها فيقال :
نعم شباب الصحوة البعض منهم يعمل في تلك المجالات ، ولكن السؤال الذي يحمل في طياته الجواب : هل هناك مؤسسة تربوية واحدة قامت بإعداد العاملين لديها واستخراج مواهبهم وتوزيع العاملين حسب ميولهم ومواهبهم إلى المؤسسات التي ترعاهم وتحتاج إليهم .
لو أجري استفتاء على شباب الصحوة العاملين فيما سبق الإشارة إليه من مؤسسات دعوية لبرزت النتائج المحزنة التي تقول بأن ذهاب ذلك الشاب والتحاقه بتلك المؤسسة نابع من رغبة ذاتية واندفاع شخصي ، وتلك الفئة أغلقت في وجهها الأعمال الدعوية التقليدية كالحلقات والجماعات المدرسية لسبب من الأسباب فلم يجدوا ملاذا سوى الهيئات أو جمعيات البر أو غير ذلك .
هذا يقال وللآسف مع وجود شباب كثر يمتلكون من المواهب الكثير لكن البعض منه ألزمته القيادة فوقه لما رأت تميزه بالاستمرار في العمل الدعوي المقتصر على مرور فتية وإحضارهم إلى المسجد وتنظيم رحلات وزيارات ترفيهية وغير ذلك من أعمال مقتصرة يقوم بها من هو أقل تميزا وإبداعاً ولا يحمل من المواهب ما يحمله هذا الفتى .
لا نبخس هذه الأعمال حقها فدورها عظيم , وأثرها كبير لكن لمن نترك المجالات الأخرى ونحن نعض بالنواجذ على النجباء لكي لا يتركوا العمل الشبابي فنسهم من حيث لا نشعر في قتل مواهب في مهدها واستنفاذ طاقات في أعمال مقتصرة على فئة معينة ولم تستغل في عمل يخدم الأمة بأجمع .
ختاماً : هناك طرق لتنمية شباب الصحوة لسد الحاجة في المؤسسات الدعوية ومن ذلك :
1 – إقامة الدورات والندوات حول أهمية تلك المؤسسات ومدى نفع العاملين فيها ، مع إعطاء نبذة حول أعمالها وبرامجها .
2 – إلقاء الكلمات والمحاضرات حول تلك المواضيع لنلفت انتباه العاملين في المجال التربوي لتلك المؤسسات وما شريط محمد الدويش بعنوان " البعد الزمني الغائب " إلا لبنة في هذا الطريق .
3 – الزيارات الميدانية للمؤسسات الدعوية والإعلامية والاغاثية للإطلاع والمشاركة في بعض الأعمال التي تبين المواهب وتبرزها .
هناك الكثير من الخطوات لا تخفى على الراغبين ما سبق إشارات على الطريق تفتح المجال للآخرين ليثمروا خطوات إبداعية أخرى .
رد مع الاستدلال
--
الروابط المفضلة