:
~*{غاليـاتي . . .
قد لا يخلو أي منزل في أيامنا هذه من أسلاك مُدت خلف شاشات الكمبيوتر لاكتشاف عالم
الإنترنت
(الضار المفيد)..
كشغفهم لإكتشاف قارة (أطلانتس) الأسطورية تماماً...
بدأ الجميع بشغف الإبحار منذ سنوات دون تحديد لدفة الوجهة، وغاصوا
في الشبكة بشكل متتابع كأمواج متسلسلة لا نهاية لها، وإندمجوا وانجذبوا
بشكل واضح يصعب فصله وانتزاعه عن الواقع، لدرجة أن كثيراً أصيبوا
بحالات فقدان شهية الأكل أو النوم في مقابل الإستمرار أو السهر على تلك
الشبكة، والتي قد تحولهم من عناصر منتجة إلى عناصر عاطلة متأكسدة...!
وآخرون تقلبت حالاتهم المزاجية (وانقلبت حياتهم) بسبب لحظات قضوها
أيضاً عليها، سواء كان في مواقع.. برامج.. ألعاب.. أو غيرها من الكثير
كبرامج (المحادثة) الجاذبة والهادمة في الوقت نفسه، والتي ادمن عليها
الصغار والكبار وأوجدوا لها آلاف الأعذار فقط للسماح لأنفسهم باستخدامها.. والإدمان عليها...!
كلها مجموعة كبيرة من حـُزم الدقائق المكدسة والتي غالبا ً ما تنقضي
بالتعب – وأقصد بالدقائق المكدسة هنا 6 إلى 8 ساعات متواصلة كإجمالي
لمتوسط الجلوس على تلك الشاشات كما أظهرت الكثير من الدراسات – هذا
إن لم يكن أكثر من ذلك...!، ساعات حقيقية تنخصم يومياً من رصيد حياتنا
وأيامنا نحتاجها ويحتاج إليها آخرون ممن هم بأمس الحاجة إلينا في هذه حياة
الواقع...
ولو أن تلك الساعات الطويلة فادت الكثير حقاً، فالسؤال الوجيه الذي يطرح
نفسه هو: ما هي نسبة الإستفادة من تلك الساعات التي قضاها كل منا على
(الإنترنت) منذ بداية إنخراطه بها خلال تلك السنوات...؟ هل هي 10%...؟
50%...؟ أم 90% لدرجة أنه أوجد علماً جديداً لم يسبق لغيره إيجاده...؟
لن أعمم تساؤلي هذا على الجميع... فمنهم من يستغل لنفسه ألف فرصة
ليكتسب منها ويصبح خبيراً مبدعاً مبتكراً في الكثير من المجالات، بعدما
تعلم.. واستفاد واستغل أغلب تلك الساعات (في كل مفيد)، ومنهم من يحيا في
عالمه ويخوضها بحفلة تنكرية وهو مختبىء خلف الشاشه والواقع بشخصية
مصطنعة رديئة.. لاكمال مسيرته في هدر تلك الساعات الثمينة وعيش حياة
طائشة وهمية لا وجود لها من الأساس زاعماً أنه تعلم منها واستفاد..
أعيدوا طرح السؤال مرة أخرى لأنفسكم... ما مدى حجم الإستفادة التي
تحصلون عليها أثناء جلوسكم أمام شاشة الكمبيوتر واستخدامكم للإنترنت...؟
هل تعلمتم شيئاً جديد...؟
هل ساهمتم بشيء مفيد...؟
هل علمتم غيركم ممن يحتاجون لعلومكم وخبراتكم بصدر رحب وإخلاص صادق...؟
امنحوا انفسكم (الفرصه) التي تهيئها لكم ساعات فراغكم للإستفادة الحقيقية
من عالم الإنترنت الوفير... وإمنحوا غيركم فرصة النجاة والاكتساب
والمعرفة مما تحملونه من درر وأسرار علوم ٍ مكنونة دفينة في ثنايا قلوبكم النابضه النقية...
اشغلوا أنفسكم بالبذخ في العطاء لتتخلصوا من الالتفات لصغائر الأمور
وبداية الركود في بحيرة الاكتئاب الهادر والملل... امنحوا... وأصدقوا فيما تهبونه...
وإن اكتفيتم بالدخول والمشاركه السطحيه والاطلاع لإنكم تعتقدون أنكم
(علماء) فيما تعلمون وتعملون... فلن أقول لكم إلا ما قيل منذ القدم لغيركم
( يبقى العالم عالماً ما دام في طلب العلم، فإن ظن نفسه عــَــلـــِــمَ... فقد "جهل" ).
أختكم / الـجوري
الروابط المفضلة