يا زهرة العطاء أنتِ

لو كنتِ آمنة في أسرتكِ ومعيشتك ومتجرك في بلدك
ثم فوجئتِ بمن ينزل عليكِ لا ليجلس يوما أو يومين أو شهرا
بل ليظل إلى الأبد , يقاسمك منزلك ورزقك وعملك !!بل يقاسمك
ملبسكِ ومأكلك ومشربك فهل ترحبي بهذا الزائر عن سماح ؟!!
وتتنازلي له عن نصف ما تملكين .. ثم بطيب خاطر تدفعيه إلى أن
يزاحمك في صميم رزقك فإذا كنت تملكين بيتا قاسمك فيه وإن كان
زوجك صاحب متجر قاسمه المتجر , وإذا كان صانعا شاركه في الصنعة
والمحل والمكسب وربما تفوق عليه فزاد كسبه عن كسبكم
لو أنت صاحبة كل هذا أتقبلي أن تأتي من لا تعرفيهم من قبل ولا كان
بينك وبينهم أدنى مراسلة واتصال ولم تبل من أخلاقهم وشمائلهم
ما يجعلك تطمئني إلى زمالتهم ومساكنتهم أفكنتِ ترضي عن سماح
أن تقاسميهم كل ما لديكِ ؟













والله إن هذا بعيد جدا عن طبائع الإنسانية ولا يمكن أن يتحقق في دنيا
الناس إلا بكمال الإيمان وتوغله بالقلب
وهذا ما حدث من الأنصار فآثر الأنصار المهاجرين على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة واندفعوا في استقبالهم فرحين وفيهم من كانت له زوجتان فعرض
على صحبه أن يختار إحداهما ليطلقها ولتصبح زوجته بعد العدة









{ فراشتنا الطاهرة



إننا نقرأ اليوم عن دولة تحتل أماكن من دولة أخرى فيهاجر سكان الأرض
المحتلة إلى جيرانهم وتقوم الدولة بإسكانهم وتهيئة ظروف الإقامة لهم قدر
الإمكان ومع ذلك لا يجدون من المواطنين ترحيبا وربما ناصبوهم العداء ,
وعدوهم غرباء وهم لا يكلفونهم شيئا !!
وذلك لأن طبائع البشر إن لم يعصمها الإيمان تنزلق إلى مهاوٍ سحيقة فتكون
الغيرة والأنانية والأثرة وتشتعل البغضاء



يقول تعالى :
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } الحشر ( 9)


فهل لك من قول الله سبيل
وهل لنداء الحق عندك طريق