وجودك أروع عزيزتي بنت الأحرار
بالنسبة لسؤالك عن تأثر أطفالي بعادات غربية، أجيبك للأسف نعم، فأنا كبرت في أمريكا إلا أن عقلي شرقي بأمور كثيرة. ابنتاي لا يعجبهما العقل الشرقي. فمن الطباع الأمريكية التي أحاول دائماً أن أخلصهما منها هي فكرة (ما الذي يجبر المرأة على خدمة زوجها؟ لم لا يخدم نفسه؟). نشاهد هذا الأمر هنا بكثرة، فالرجال والنساء هنا يتقاسمون الأعمال المنزلية وكل له دوره حتى لو لم تكن المرأة تعمل خارج المنزل. بعض العائلات، إن كانت المرأة فقط ربة منزل، تتفق مع زوجها على أنها ستطبخ له، إلا أن عليه غسل الصحون، وهكذا.. دائماً أحاول أن أكلمهما عن هذا الأمر وكيف أن المرأة خلقها الله محبة لخدمة بيتها وزوجها، ولهذا لم يأمرها بهذا ولم يفرضه عليها، ولكنه أمرها بطاعته، وهذا جزء من الطاعة. وحتى يسير المركب، يجب أن يكون لكل منا مهمته. أشعر تدريجياً أن الفكرة بدأت ترسخ في عقل بناتي.
المدرسة والطبع، بالطبع للمدرسة دور كبير، فالطفل يقضي أكثر من نصف اليوم في المدرسة. ولهذا فيجب على الوالدين أن تكون لديهما علاقة قوية بالمدرسة وما يدور بها، يقابلا المدرسين ويتابعان كل ما يدور، ويعرفان من هم أصدقاء أولادهم.
الحمد لله أولادي في مدرسة إسلامية، ولهذا فمعظم ما يدور في هذا المحيط يكون مراقباً من قبل المدرسات. عادة سيئة اكتسبتها ابنتي رغم أنها في بيئة إسلامية، هي مشاركة البنات في الكلام عن الآخرين. طبعاً لا يمر يوم بلا تنبيه وتذكير، وأظن أن الفكرة رسخت.
أما زيارتي للمدرسة، كما ذكرت فأنا أعمل بالمدرسة نفسها التي فيها أولادي، ولكن عندما غيرت ابنتي المدرسة لمدة عام، كنت متابعة دائماً لكل شيء يدور.
الأمور المدرسية أنا المتابعة الأولى لها، وزوجي فقط يحصل على الملخص
عزيزتي لا تعتذري عن الأسئلة، فأنا أستمتع بالإجابة
سؤالك الأخير هو فعلاً تخصصي
وباختصار أجيبك أن هناك خياران، إن كان طفلك متهيئ للمدرسة وراغب، وإن دخل على الفصل بلا مشاكل، فاتركيه واذهبي ولا داعي للجلوس معه، ففي الجلوس معه تزيدينه تعلقاً بك وربما يبكي عند خروجك. لكن إن كان يبكي ويصرخ، فبإمكانك الدخول معه أول يوم لوقت قصير، ثم تخرجي من الصف عندما ينشغل. هناك تفاصيل أخرى إن أردتِ أن أسترسل، بمعنى تدرج لدخولك وخروجك.
الروابط المفضلة