وعدنا لكم من جديد
وجزءنا الثاني من حوارنا الرائع
مع الغاليه ايمان علي

الجزء الاول هنا


لكن تفضلوا معي ومعها هذه الضيافه الخفيفه





نعود لحوارنا غاليتي




اذا وجه اليك نقد بخصوص اسلوب ما في تربيتك تصرف ما من امك حماتك جدتك ماهي ردة فعلك ؟؟


النقد عادة لا يضايقني إن جاءني من خبيرة في هذا المجال، أمي وحماتي يكبرنني سناً وأعلمن مني وأخبر، ولهذا لا أتضايق ولا أناقش. إما أن أعطي وجهة نظري بهدوء أو أن أؤيد إن كانت الفكرة مناسبة.





هل حدث وان وجدت الجده تحث الطفل على عمل ما انت منعتيه منه ... وتسمعيها تقول (اعملها ولو حد كلمك انت قلي )


ابنتي تحجبت رغم كره أهل والدها لحجابها. حاولت جدتها مراراً أن تقنعها بخلعه فلم تفعل، حاول جدها أن ينزعه عن رأسها ولم تستسلم رغم أنها كانت صغيرة وتتمنى أن تنزعه. هذا العام أخبرتني ابنتي بأن جدتها كانت تحاول إقناعها بخلعه. وحدث أن ذكرت هذا الأمر لحماتي وأني لم أستسغ هذا الأمر خاصة أني المحاسبة أمام ربي على تربيتي. طبعاً قالت أنها لو تهيأ لها الأمر مجدداً ستحاول إقناعها رغم أن ابنتي عمرها 16 سنة. هداهم الله!





ماهي نقطة ضعفك التي قد يستغلها ابنائك ؟؟


نقطة ضعفي أنني ألبي أي طلب لأولادي إن وجدت منهم تصرفاً جميلاً مهما صغر. ابنتاي تدركان هذا، وأحياناً آتي إلى البيت وأراه يلمع من النظافة، وهذا يعني أنهما تريدان شيئاً
(ههههههه الاطفال طقهم متشابهه اذكياء برده
اولادي احيانا بيعملوها )



ماأهم المعوقات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها ؟؟


ابنتي الثانية أتعبتني أول ثلاث سنوات، فقد بدأت العمل عندما كانت سنة ونصف وهذا أثر عليها جداً. لاحظت أنها عصبية جداً عندما أصبحت ثلاث سنوات وتدرس في مرحلة الحضانة الأولى. مع الناس رائعة، ومعي عصبية وعنيدة. سألت وفحصت واتخذت قراراً بترك عملي وإخراجها من المدرسة وجلست معها في البيت وعالجت عصبيتها بروية ولم أعِدها إلى المدرسة إلا عندما طلبت بإلحاح. وفعلاً تخلصت من هذه المشكلة إلى حد ما.
(اعجبني اتخاذك للقرار وتنفيذه رغم ان البعض ممكن يستصعب ذلك
او قد لايعي ان ذلك مهم في مثل حالة ابنتك حماها الله )



بصراحه اعطي لنفسك نسبه تقدرين فيها نجاحك في تربية ابنائك ؟؟


مهما تعبتِ في تربية أولادك، فستشعرين أنك مقصرة وهناك المزيد مما يمكنك أن تضيفيه لتحسني تربية أطفالك. في بعض المواقف التي تمر أشعر أنني نجحت في التربية، وأحياناً أشعر أنني فاشلة في التربية. علماً أن لدي ابنتان في مرحلة المراهقة، ولا "أفضل" من هذه المرحلة لإثبات فشل الأم!! فهي مرحلة مزعجة للغاية، تحتاجين لقراءة مجلدات لتخطيها.




هل هناك صفات غرسها فيك والداك وعملت على الا تكون في اطفالك ؟؟


الحمد لله، والداي عملا طوال حياتهما على تربيتنا التربية الدينية الصالحة والأخلاق النبيلة والتعامل بإنسانية وحب الخير. وهذه هي الصفات التي ربيت أولادي عليها. إلا أن هناك أمر تربيت عليه وحاولت جاهدة أن أبعد تفكير أطفالي عنه، تجدنه في السؤال التالي.. وأمر آخر هو عدم الاعتراف بالخطأ، ولكن الاعتراف بالخطأ فضيلة وخطوة مهمة جداً في التربية. ولهذا باستمرار أحاول جاهدة أن أبلع كرامتي وأعترف بخطئي إن كنت كذلك وهذا حتى أعلم أطفالي أنني لست أكبر من أن أخطئ.




بصراحه هل انت ممن يفرقون فالتربيه بين الولد والبنت والى اي حد ؟؟


تقاليدنا علمتنا للأسف أن نعطى الفتاة أعمالاً منزلية أكثر من الولد، بل وأن تخدمه. ولكني عملت جهدي منذ ولادة ابني أن أعلمه أن لديه مهاماً مثل الفتاة، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان في خدمة أهله وهو في بيته، حتى أنه يساعد الخادم، أبناؤنا ليسوا أفضل أبداً. حالياً وبما أن ابني بسن لا يسمح له ببعض المهام، أعطيه مهاماً تختلف عن أختيه بحيث تتناسب مع عمره وحجمه. ورغم هذا فهما تتهماني بالتفضيل وتنسيان أنه أصغر وأقصر ولا يمكنه تأديه المهام التي تتمكنان من تأديتها. ولكن عندما يصبح بسن مناسب، سيتبادل المهام في المنزل مع أختيه، سواء في التنظيف والكنس أو الطبخ.




اذا وجدت فجأه ابنك يشاهد مالايجب ان يشاهد ... ماهي ردة فعلك ؟؟


كأي أم، عودت أطفالي أن هناك مناظراً لا تليق بأي مسلم أن ينظر إليها حتى لو كانت في الرسوم المتحركة. كنت أغمض عيني أو أدير وجهي أو أطفئ التلفاز عندما يكون هناك منظراً غير لائق، واعتاد أطفالي على هذا أيضاً. إن نظر ابني إلى ما لا يليق، لا أكبر الموضوع، بل أنبهه وأذكره أنه لا يليق بالمسلم أني يشاهد أي شيء يؤثم عليه.




ماهو اسلوبك مع ابنك المراهق ؟؟


هذا بيت القصيد. المراهقة وما أدراكن ما المراهقة. هي مرحلة مثل باقي المراحل المليئة بالتحدياث، وكل تجربة جديدة ستكون صعبة في البداية. كما ذكرت، لدي ابنتان في مرحلة المراهقة. كانت الكبرى تجربتي الأولى التي بدأت بمصاعب، ثم جلست مع ابنتي جلسات طويلة حتى نتناقش فيها لنتغلب على هذه المصاعب. وكل منا وعدت ببذل جهد لفهم الأخرى. وفعلاً كانت هي أفضل خطوة قمت بها؛ فقد اقتربت جداً من ابنتي وأصبحنا صديقتين. ففي المشاكل نتكلم، في المواضيع نتناقش (رغم أننا لا نتفق على كل الآراء) إلا أنني بهذا الحال أعرف تفكير كل منهما. أحاول أن أسيطر على نفسي ولا أغضب كلما سمعت رأياً لا يناسب تربيتي لهما. صراحة أحياناً يرتفع صوتي لشدة ما يضايقني الوضع، ولكني أتمالك نفسي وأجبرها على التنفس بهدوء وعدم الغضب رغم صعوبة الأمر خاصة أني من عائلة كلها أفراد عصبيون رغم أنهم في منتهى الطيبة. باختصار، المرحلة تحتاج إلى الاستماع والإصغاء أولاً ثم الحوار والنقاش بهدوء ثانياً. وحتى نصل إلى هذا، يجب أن تتذكر كل منا مرحلتها في هذا السن وما كنا نواجهه من مشاعر غريبة ومختلطة وأفكار مشتتة.




وكيف تستطيعين التغلب على مشكلات هذه الفترة ؟؟


الطريقة هي ما ذكرته في السؤال المسبق؛
1. الضغط على النفس لمنع الغضب وردّات الفعل التي قد تتلف بدلاً من أن تصلح.
2. الاستماع للمراهق حتى لو كان ما تستمعين إليه لا يروق لك، فالاستماع يعرفك بشخصية طفلك فتفهمينه حتى توجهيه. فأنت تريدينه أن يأتي إليك للنصيحة والإرشاد ولا يذهب إلى غيرك حيث يحصل على المعلومات الخاطئة.
3 . إعطاء النصيحة وتقبل أن لا تنال استحساناً من المراهق.
4. عدم الضغط على المراهق ليتكلم، بل بين حين وآخر، كلميه عن نفسك في تلك المرحلة وتعريفه أنك موجودة للإصغاء عندما يكون مستعداً للكلام.
5 . التأكد من السؤال قبل الحكم على المراهق لمعرفة أسبابه في كل شيء قبل أي تصرف تندمين عليه، وهذه النقطة تابعة للنقطة الأولى.




الفتاه في فترة المراهقه احيانا تعامل أمها بالنديه هل حدث ذلك معك وكيف تصرفت ؟؟


ومن منا لم تمر بهذه الفترة؟
أي نعم ابنتي الكبرى أحياناً تعاندني وتجادلني، أحياناً أغضب وأحياناً أحذِّر وأحياناً أؤكد أنها ستعرف خطأها لاحقاً. سبحان الله، لم يمر على أي مؤقف أكثر من أيام حتى تدرك خطأها فتضحك من تصرفها وتعترف به وأحياناً تقول أنها تدرك أنها قد تتصرف بعشوائية وتخلف إلا أنها اعتقدت أنها محقة في ذاك الوقت. في هذه الفترة الهرمونات لدى الفتاة تلعب دوراً كبيراً وكل ما يحدث يثيرغضبها وعصبيتها. فإن واجهناها بنفس التصرف، لن نخرج بنتيجة. نحن تخطينا هذه المرحلة، وعلينا أن نعبر بأطفالنا إلى بر الأمان، ولن يحدث هذا إلا بالهدوء في التعامل. أحياناً تثير ابنتي غضبي فيعلو صوتي، إلا أني سرعان ما أحاول تمالك نفسي والضغط على أعصابي رغم صعوبة الأمر، وأعترف أحياناً أني أضطر إلى إيقاف الحوار وإبعادها أو إبعاد نفسي عن المكان حتى لا يتأزم الأمر. اعملن أن آراء المراهقات لن تتوافق مع أرائنا، وعلينا تقبل الأمر حتى ينضج العقل ليعي هذه الأفكار وتبدأ أصول التربية تنزرع في الداخل.




هل ترين انك عبرت بأبنائك لبر الامان ؟؟


لا يمكنني أن أقول أني أنهيت مهمتي وعبرت بهم إلى بر الأمان، فأنا أشعر أن المشوار لا يزال طويلاً لدي. ابني لم يكمل العشر سنوات بعد. ابنتاي في مرحلة المراهقة. إلا أني كنت ولا أزال أغرس فيهم المبادئ والأخلاق والدين وسابقى كذلك ما حييت، ولن أشعر أني عبرت بهم إلى بر الأمان حتى أراهم أمهات ناجحات بإذن الله.



أشكركن على المتابعة وأنا بدوري حاضرة لأي أسئلة إضافية





اشكرك لانك اعطيتينا من وقتك ولحوارك الرائع الذي استفدنا منه جميعا بارك الله فيك وحفظ لك ابنائك وتقبلي منه باقة ورد




ولكم مني كل التحيه والى اللقاء في لقاء اخر