.

. .
.





خرجت إلى الدنيا بعدما كنت جنيناً ، أستمع لنبضات أمي ))))

وألتمس رعشات توجعها ،، وبكائها الذي لا زلت أسمع صداه بعد طول عمر وفرق وضع ،’

وتنهدات أملها أن لا يخيب ،[ وهي تحلم بي] ،.. كيف سوف أخرج إلى هذه الحياة ؟!!





. صرخاااا ت تعلو إثر بعضها، و صرخة تعلو مآذن الصمم ،
أنَّ لي حلماً كبيراً خرجتُ لأجله ،، ولأجله سوف أعيش

وإن كان مقدار عمري مجرد لحظات لا تكفي أن أصل لربعه ، فأبني منه نقاطاً علَها تصل أمانيها إلى أخي الذي بعدي فيتمم النقاط الأخرى ، ليجعل منها حرفاً ..

وتتوالى عليها الأجيال ، لتجسد معالم الصورة ..

بعد بزوغ فجر أول شهر هجريِّ ، وتساقط حبات المطر كاللآلئ على سطح بيتنا المجرد

خرجت لأرى العالم الذي سأعيش فيه ، وأنا أجهل معنى كلمة الحياة .. !!

فأرضعتني أمي حليباً ممزوجاً بأمنية ظلت تعصر كبدها ، أنها وضعتني لتفصِّل لي يوماً ثوباً ((تزغرد لي فيه،’))

فتساقطت حبات الدموع على وجهي مختلطة ببسمة مرتعشة من شفتيها اللتين تخفيان الكثير...، لتقول لي بجوفها العميق ..،

ولدي : ... سوف أرعاك وأحتضنك بعمق ، حتى يرتعش جلدك ...، ثم أقسو عليك كي تغلظ وأنت في عمر الشجرة الفتية~ وأُحمّلُك الثقل والمحال ، وأجعلك تحلم حلم الكبآر ، فتبدأ من أول عمرك بالثلاثين وفي وقت مِلاذك ، تقرأ كتاب الله وتحفظه ...
.

عُذراا بُنَي ... ليس لي أمل بعد الله إلاً أن تحمل راية العز بيمينك ، ليكون دمي ودمك شاهدان على أنني صنعت ذراعاً يتمنى أن يكون هو " صلاحاً " ولا يكتفي بظهور صلاح ~

لو كان بيدي ، لتمنيت لك عيشة السعداء ، وتعيش طفولتك بكل مآ فيها من ألوان البراءة ، وتحمل طائرتك الورقية ، وأنت تنظر إلى السماء ..

لتكبر وأنت تعلم ، وتكن لك أمنية ، تعيش لأجلها ، وتعيش عمرك متدرجاً بكل أسمائه

ولكن يا ولدي ، الوطن ينادي ، والصرخات في علوِّ مستمر ، فلم يعد يبقى لنا حياة بعز نعيش بها ، ولا كرامة مستقرة ~

.فليرعاك الله ، ويحقق أملي فيك ...، فميلادك أبكاني ، وشهادتك [لوجه الله] تضحكني ...

لا عاش قلبٌ محبٌ للحياة ، كارهٌ عز الشهادة لعز وطنه ~

وإن فنيت أنفاسي قبل أن أقبل جبينك ، فلا تنسَ أنك حلمي الذي صبرت لأجله سنيناً طوآلاً ،،
فلا أرآك بني بقدر مآ أرآك حلمي وحلم كل صرخة مظلوم... قالوا إني صغير ...


..

وزندي لا يقوى على حمل السلاح ومواجهة عدوي ، وسرعان ما أفر هارباً حين أسمع طلقات المدافع تملأ المكان ، وأشلاء الشهداء تتساقط هنا ،، وهناك ،،

فأهرب في لوعة فارٌاً بجسدي الضعيف ، إني لا أقوى على مواجهتك ، وليس لي الحق حتى أن أحلم بأن أواجهك يوماَ وتلك الحجارة ،،

التي حضنتها كفوفي الرطبة وأصابعي الرقيقة تماثل الريشة في رشاقتها ، لأصوبها بخفة الندى ،، وصرخة عالية تُطرب الآذان ..

خرجت من قلب رفض العيش بمهانة ، وغضباً شل العالم لو سمعه ، وأيقظ أموات القبور على تفتت عظامها ..

فهو حلم حملته بعيون تشرق مثل الشمس ليسْطع نورها في دروب الغد .. فتحييها أمجاد

من ساروا على درب الأسلاف ،.. وقفتُ أَمَام عدُو الله ، وكلي غضب ، وأنا لا أبالي بقدرِ قوته ، أمام هزلي وضعفي فكلي يقينٌ أنني ذو حقٍ يطالب بحقه ،
مسلوب العز ، يا خائن الأمانة ، لا يرعشني صوت المدافع ولا يرهقني حصار جدار ، (ولا زرعك الأسلاك الشائكة في كل مكان)

بإيماني وكتاب الله في قلبي ، والله أكبر على لساني ، ترهبك يا حثالة الأرض

التي رغبت بحق غيرها وقتلت صميماً ، والله يرعاه~
.

قالوا إني ، لو طلبت الشمس لكان أقرب ، لو طلبت المُلك لكان أقرب ، لو ...

ولكنك طلبت حلماً أكبر منكـ ...


..
فقلتُ : وإن كان أكبر مني ، فهو حقي

.فهو حلم مجد لمن أفنوا أعمارهم قبلي ...

هو حلم الزهرة البرية التي وقفت في أعالي الجبال تتأمل ...

وضعتني وهي تتأمل ،، ربتني بدمها وهي تأمل ،، على صخرٍ قاسِ لا يعرف الرحمة ،

على ريح عاصف لا يعرف الرأفة على حُكم ظالم لا يفقه الحكم ...

ربتني ، ووضعت كل أملها فِيَ ،، فسأعيش لأجلها وسأعيش لأجل حلمها ...

وإن كان حلمي أكبر مني ،’.. .
.