::



::
حينما نتكلم عن القدس ومعالمها ، لا بد أن نقف عند أحد معالم المدينة الراسخة
شخصية مقدسية أصيلة أصبحت رمزاً من رموز النضال والصمود والتحدي
من يزور القدس لا بد أن يسأل عنها ويذهب إليها
أصبحت "خيمتها " مدرسةً لتعليم أسس الصمود والكفاح





إنها الحاجة أم كامل الكرد
إليكم قصتها منقووولة بتصرف




أٌطلق عليها, العديد من الألقاب : سنديانة فلسطين , حارسة الحلم الفلسطينى , المرأة القوية الصامدة المثابرة
سفيرة فلسطين المدافعة عن القدس
, المرأة التى تقود الرجال
تحدثت على المنابر الاعلامية بلغة المثقفين وبطلقائية منقطعة النظير,و تشد المتلقى والمشاهد لمتابعتها وسماع قصتها الحزينة
و ماتقول من حقائق عن اجرام وانتهاكات حكومة الاحتلال ومستوطنيها ضد أهالى مدينة القدس وضواحيها واقتلاعهم بالقوة من بيوتهم من أجل تهويد الارض
بالرغم أنها لاتمتلك من الشهادات سوى شهادة ميلادها ,و شهادة ملكيتها لبيتها فى الشيخ جراح بالقدس الشريف
الذى اقتلعت منه بالقوة من قبل المستوطنين وبحماية من شرطة حكومة الاحتلال , لتبدأ رحلة عذابها ونضالها
رحلة التحدى والصمود , رحلة الشموخ , لم تضعف أمام مغريات حكومة الاحتلال
للتنازل عن بيتها مقابل أموال طائلة وصلت الى
خمسة عشر مليون دولار





عندما فشلت كل محاولات الاغراء لهذه المرأة التى تعيش مع زوجها المقعد "أبو كامل" الذى اصيب بأزمة قلبية من هول الصدمة
بعد أن اقتحم جنود الاحتلال بيتهم بالقوة ومعهم عصابة المستوطنين , وتم طردهم من بيتهم أمام مرأى ومسمع العالم , دون أن يحرك أحد ساكن.

استمرت الحاجة أم كامل فى نضالها وكفاحها من أجل أن تعيد بيتها من المغتصبين الصهاينة ,نصبت خيمتها و افترشت الارض ,
أمام بيتها ,ومعها زوجها الذى لم يتحمل برد الشتاء القارص , لتعاجله ذبحة طالت الكلى ,
لم تمهلة طويلا , فيغادر الدنيا تاركا زوجته الصابرة أم كامل وحيدة





فى خيمتها خيمة الصمود والتحدى التى تعرضت للهدم أكثر من مرة , بحجة أنها غير قانوية وتشوه المنظر الجمالى للمدينة
ولكن الحاجة أم كامل لم تبالى بكل قرارات وغرامات ماتسمى ببلدية القدس التى كانت تفرضها عليها من أجل ازالة الخيمة والابتعاد عن المكان ونسيان بيتها الى الابد
الذى أصبح ملك لاحدى عائلات المستوطنين بالتزوير وقلب الحقائق التى تمارسها حكومة الاحتلال فى اعتدائاتها المستمرة
من أجل تهويد مدينة القدس و محاولاتها الحسيسة لهدم الحرم القدسى من خلال الانفاق العديدة التى تحفرها تحته , وبناء مايسمى بهيكلهم المزعوم .




وتبقى الحاجة أم كامل رمزا للمرأة الفلسطينية القوية المحافظة على تراب وكرامة الشعب الفلسطينى , وعنوان للصمود والتحدى.

مهما تحدثت عن الحاجة فوزية " أم كامل الكرد " لن أصف مشاعرى واحساسى , و أنا أتابعها على شاشة قناة الجزيرة مباشر
وهى تلقى محاضرة فى ندوة, بعنوان القدس .. قصة صمود , تتحدث بلهجتها الفلسطينية المقدسيةالجميلة
استطاعت أن تشد الحاضرين فى الندوة وكل من شاهد الندوة عبر التلفاز, تحدثت عن الظلم والقهر الذى تعرضت له
ويتعرض له كل ابناء الشعب الفلسطينى ,من قبل دولة الاحتلال الاسرائيلى أقنعت الحضور بمأساتها ومأساة أهالى القدس
علمتنا كيف يكون الصمود والتحدى للجلاد الصهيونى , كيف نحب فلسطين كيف نتمسك بارضنا ونحافظ عليها
علمتنا معنى الحياة الحقة بعيدا عن كل ماتعنيه الحياة العادية لأى انسان , كلماتها أبكتنى وهى تناشد الامة العربية والاسلامية وتقول
:
ياأمة المليار الأقصى سوف ينهار , اذا لم توقفوا الحفريات من تحته
وتوقفوا دولة الاحتلال عن غيها وغطرستها المتواصلة ضد الشعب الفلسطينى
ماأروعك ياأم كامل , مثال مشرف لكل نساء فلسطين