..

وها نحن نقف على أعتاب نهاية هذه الدروس - التي أسأل الله أن ينفع بها - ..

وهذا هو الجزء الأهمّ ، وإن لم يكن فيه مزيد عمل عن السابق .. إلاّ أن فيه إشارة إلى أن الوصول إلى القمة ليس صعبا .. ولكن الأصعب هو الثبات على القمة !

أُخيَّـه ..

كان يُقال : قَد عَرَفْت فَالْــزَم ..

عرفت طريق السعادة .. وسِرتِ فيه أياما وليالي آمنة مُطمئنة .. وأحسبك كذلك ..

مرّت أيام تنتقلين فيها بين آي القرآن ، واذكار الحبيب المصطفى والنبي المجتَبَى - صلى الله عليه وسلم - ..

تقرئين القرآن ، وتتقرّبين إلى الرحمن .. آناء الليل وأطراف النهار ..

ولسان الحال : وعجِلتُ إليك ربي لترضى ..

أسأل الله ان يرضى عنا وعنك

قد عرفت أن السعادة في العبادة ، فاستمسكي به ، والزمي الجادّة .. وكوني جادّة ..

ليكن هذا البرنامج الذي - لعلك عشت معه شهرا أو أكثر - ليكن هو برنامج حياتك .. إن لم تزيدي عليه فلا تُنقصيه .. وتذكري : أحبّ العَمل إلى الله أدومه وإن قَلّ ..

لا تجعلي مثل هذا البرنامج آخر اهتماماتك .. بل ليكن أوّلأ اهتماماتك ، لتكن السعادة حليفك ، والطمأنينة طريقك .. والإنابة والرجوع إلأى الله دأبك ..

واعلمي - علّمك الله ورحِمك - أنه لا سعادة تامة مع المعصية ، فالمعصية بمثابة الحنظَل يُقذف في الشراب الحلو ، أو كالرائحة الكريهة تنبعث في غرفة صغيرة ، فإنها تؤذي ولو كانت يسيرة !

دعي الذَّنْب .. فهو ذِئب !

الذَّنْب مُميت للقب مُسخِط للرَّب ..

رأيت الذنوب تُميت القلوب ** وقد يُورِث الذّل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب ** وخيـرٌ لنفسـك عصيانها

بينما التوبة محبوبة للرَّب ، مُسقيِة لأرِض القلب ..

وكان الله في عونك ..