PDA

View Full Version : انطلاقه.... ۞ ۩ سلسة من حياة الصحابة ۩ ۞" نسخة "






الخنســـــاء
14-07-2005, 05:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له




أما بعد:




إن خير البشر بعد الأنبياء والرسل هم الصحابة رضوان الله عليهم فهم أفضل القرون و أفضل الأمة لسبقهم واختصاصهم بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم والجهاد معه وتحمل الشريعة عنه وتبليغها لمن بعدهم رضي الله عنهم ورضوا عنه..


هم الذين أُمرنا بإتباعهم والسير على نهجهم والتحلي بخلقهم و الترضي عنهم.




فلنسقي أرواحُنا من سيرهم العذبة..ولنعيش لحظات إيمانية لعل الله أن يغفر لنا ويحشرنا مع من أحببنا..




إن شاء الله سيكون مرجعي في هذه السلسة إلى الكتب التالية أو بعض منها :




1- سير أعلام النبلاء للإمام أبي عبد الله شمس الدين محمد الذهبي.


2- البداية والنهاية للإمام الحافظ أبي الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي.


3- صفة الصفوة للإمام جمال الدين القرشي البكري البغدادي المعروف بابن الجوزي.


4- و"بعض مؤلفات الأستاذ محمد رضا"


5- خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم لخالد محمد خالد.


6- فضائل الصحابة من فتح الباري بشرح صحيح البخاري (تحقيق عبد الفتاح الشبل)


7- سير الشهداء دروس وعبر للدكتور السحيباني.


8- نساء حول الرسول لمحمد طعمة حلبي.


9- صفحات مشرقة من حياة الصحابيات لعبد المجيد طعمة حلبي.


10- صور من جهاد الصحابة عمليات جهادية خاصة تنفذها مجموعات خاصة من الصحابة لصالح عبد الفتاح الخالدي.




لأجمع منها ما يتيسر لي في كل شخصية من شخصيات الصحابة..




والله الموفق .

مسرّة
14-07-2005, 07:38 PM
ما شاء الله موفقة أختي :)

أشجعك و بقوة و متشوقة لأرى النتيجة :) وفقك الله و زادك الله من فضله :)

سجايا
15-07-2005, 04:48 AM
بارك الله فيك ..
ننتظرالموضوع بشوق
نفع الله بك

اسال الله الفرج
15-07-2005, 05:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بالتوفيق ان شاء الله

الخنســـــاء
16-07-2005, 05:20 PM
اخياتي

زهرة الحديقة

سجايا

ittoosman


جزاكن الله خيرا على التشجيع

المعاني السامية
16-07-2005, 05:25 PM
جزاكِ الله خير خنوسة قلبي :):):)

موضوع رائع و اختيار أروع للعنوان ):K ):K ):K
بانتظاره بشغف :):)

الخنســـــاء
16-07-2005, 05:36 PM
/





Gأبو بكر الصديق tS




مقدمه





هو خليفة الرسول r



و أول من أسلم من الرجال


و من العشرة المبشرين بالجنة


يلقب بالصديق وبالعتيق






ما ذكر عنه من الاحاديث:





قال عمرو بن العاص : يا رسول الله أي الرجال أحب إليك ؟ قال((أبو بكر)).



وقال أبو سفيان عن جابر قال: قال رسول الله r ((لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق )).




قال ابن مسعود: قال رسول الله r ((لو كنت متخذاً خليلاً لاتّخذت أبا بكر خليلاً)).




روى هشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة، عن عمر أنه قال: أبو بكر سيّدنا وخيرُنا وأحبّنا إلى رسول الله r.صححه الترمذي.




وصح من حديث الجريري،عن عبد الله بن شقيق قال :قلت لعائشة: أي أصحاب النبي r كان أحب إلى رسول الله r؟

قالت:أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال:عمر ،قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة ،قلت :ثم من؟ فسكتت.




وقال النبي r((إن من أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوةُ الإسلام، لا تبقينّ في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر)) متفق على صحته.




وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله )) r ما لأحدٍ عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يداً يكافئه الله بها يوم القيامه ، ومانفعني مالٌ قط ما نفعني مالُ أبي بكر، ولوكنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ألا وإنّ صاحبكم خليلُ الله )).قال الترمذي:حديث حسن غريب.




وكذا قال في حديث كثير النّواء ، عن جُميع بن عُمير،عن ابن عمر أن النبي r قال لأبي بكر: (( أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار)).



قال محمد بن جُبير بن مَطعِم : أخبرني أبي أن امرأةً أتت رسول الله r فكلمته في شيء، فأمرها بأمرٍ، فقالت: أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ قال: (( إن لم تجديني فأتي أبا بكر)).متفق على صحته.






وقال أبو بكر الهذلي، عن الحسن، عن علي ّ قال: لقد أمر رسول الله r أبا بكر أن يصلي بالناس، وإني لشاهدٌ وما بي مرض، فرضينا لدنيانا من رضي به النبي r لديننا.






وقال صالح بن كيسان ، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال لي رسول الله r في مرضه: (( ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً ، فإني أخاف أن يتمنى متمنّ ويقول قائل، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر)).هذا حديث صحيح.






الرجاء عدم الرد حتى اكمل موضوع هذه الشخصية : )

الخنســـــاء
17-07-2005, 09:31 PM
@اسمه و نسبه:







عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عَمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤيّ القرشي التيمي رضي الله عنه يلتقي مع رسول الله r في مُرة بن كعب.


اسم أمه: أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة، وهي ابنة عم أبي قحافة



ولد أبو بكر سنة 573م بعد الفيل بثلاث سنين تقريباً.
أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده،وصحب رسول الله r. قال العلماء: لا يعرف أربعة متناسلون بعضهم من بعض صحبوا رسول الله، إلا آل أبي بكر الصديق وهم: عبد الله بن الزبير، أمه أسماء بنت أبي بكر بن أبي قحافة، فهؤلاء الأربعة صحابة متناسلون، وأيضاً أبو عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم.



* وفي تسميته بعتيق عدة أقوال:

|أحدهما : ماروي عن عائشة أنها سئلت: لم سمى أبو بكر عتيقاً؟ فقالت: نظر إلى رسول الله r فقال: هذا عتيق الله من النار .-أورده الهيثمي في"المجمع"،(9/40)من حديث عبد الله بن الزبير، وقال ((رواه البزار والطبراني بنحوه ورجالها ثقات))



|وقيل :سمي عتيقاً لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به.



|وقيل : أنه اسم سمته به أمه ، قال موسى بن طلحه.



|قال ابن مَعين : لقبه عتيق لأن وجهه كان جميلاً ، وكذا قال الليث بن سعد.



|وقال ابن الأعرابيّ: العرب تقول للشيء قد بلغ النهاية في الجودة : عتيق.

|وقال ابن قتيبة لقبه النبي r بذلك لجمال وجهه وسماه النبي rصديقاً وقال: يكون بعدي اثنا عشر خليفة ، أبو بكر الصديق لا يلبث إلا قليلاً.





* و أجمعت الأمة على تسميته صديقاً..



قال علي بن أبي طالب : إن الله تعالى هو الذي سمّى أبا بكر على لسان رسول الله r صديقاً، وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول اللهr و لازم الصدق فلم تقع منه هَنات –أي شر وفساد – و لا كذبة في حال من الأحوال.

وكان علي بن أبي طالب يحلف بالله أن الله أنزل اسم أبي بكر من السماء : "الصديق"



وعن عائشة أنها قالت: لما أُسري بالنبي r إلى المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا به ، وقال أبو بكر : إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحه، فلذلك سمي أبا بكر الصديق .



وقيل : كُني بأبي بكر لإبتكاره الخصال الحميدة، فلما أسلم آزر النبي r في نصر دين الله تعالى بنفسه وماله ، وكان له لما أسلم 40.000 درهم أنفقها في سبيل الله مع ما كسب من التجارة .





* ذكر تقدم إسلامه:



|قال حسان بن ثابت وابن عباس و أسماء بنت أبي بكر و إبراهيم النخعي: أول من أسلم أبو بكر.



|وقال يوسف بن يعقوب بن الماجشون : أدركت أبي ومشيختنا، محمد بن النكدر، وربيعة ابن أبي عبد الرحمن ، وصالح بن كيسان ، وسعد بن إبراهيم ، وعثمان بن محمد الأخنسى، وهم لا يشكون أن أول القوم إسلاماً أبو بكر.



|وعن ابن عباس قال : أول من صلى : أبو بكر رحمه الله ، ثم تمثل بأبيات حسان:



إذا تذكرت شجواً من أخي ثقة *** فاذكر أخاك أبا بكر بما فعـــــلا

خير البرية أتقاها وأعدلـــــها *** إلا النبي و أوفاها بما حمــــــــلا

الثاني التالي المحمود مشهده *** وأول الناس حقاً صدق الرســــلا



رواه عبد الله بن الإمام أحمد.

|وعن إبراهيم قال : " أول من صلى : أبو بكر "



* ذكر صفته:



|عن الزهري قال : كان أبو بكر أبيض أصفر لطيفاً جعداً مسترق الوركين ، لا يثبت إزاره على وركيه.



|وقيل: كان أبيض نحيفاً خفيف العارضين ، معرق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، يخضب شيبه بالحناء والكتم.



|كان أبو بكر t نحيفاً خفيف العرضين معروق الوجه ناتئ الجبهة أجنى لا يستمسك ، وإزاره يسترخى عن حقويه، عاري الأشاجع يخضب بالحناء والكتم.



|وعن قيس بن حاتم قال: دخلت مع أبي بكر وكان رجلاً نحيفاً خفيف اللحم أبيض.



* ذكر أولاده:



وكان له الولد: عبد الله وأسماء ذات النطاقين و أمهما قتيلة ، وعبد الرحمن ، وعائشة – أمهما أم رومان- ومحمد ، وأمه أسماء بنت عميس ، وأم كلثوم. وأمها حبيبة بنت خارجة بن زيد ، وكان أبو بكر لما هاجر إلى المدينة نزل على ((خارجه ))فتزوج ابنته.



فأما عبد الله : فإنه شهد الطائف.



و أما أسماء: فتزوجها الزبير فولدت له عدة ثم طلقها ، فكانت مع ابنها عبد الله إلى أن قتل وعاشت مئة سنة.



و أما عبد الرحمن : فشهد يوم بدر مع المشركين ثم أسلم.



وأما محمد: فكان من نساك قريش، إلا أنه أعان على عثمان يوم الدار ، ثم ولاه علي بن أبي طالب مصر فقتله هناك صاحب معاوية.




و أما أم كلثوم : فتزوجها طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.



الرجاء عدم الرد حتى اكمل موضوع هذه الشخصية : )

Lunar
18-07-2005, 11:20 PM
أختي.......................الموضوع من أكثر المواضيع روعة.............لأن من قصص السلف الصالح......... نأخذ العبر...... و فيش مثل صبرهم و مؤازرتهم لأعظم الخلق................ فبارك الله في مجهودك...............و جعله في صفائح حسناتك......

الخنســـــاء
21-07-2005, 12:12 AM
` سياق أفعاله الجميلة t...



كان t صديقاً لرسول الله قبل البعث وهو أصغر منه سناً بثلاث سنوات وكان يكثر غشيانه في منزله ومحادثته.

كان أبو بكر t من رؤساء قريش في الجاهلية محبباً فيهم مؤلفاً لهم ، وكان إليه الأشناق – جمع شنق أن تزيد الإبل عن المائة خمساً أو ستاً في الحمالة ، وقيل : كان الرجل من العرب إذا حمل حمالة زاد أصحابها ليقطع ألسنتهم ولينسب إلى الوفاء. ويراد بها هنا الديات-في الجاهلية ، كان إذا عمل شيئاً صدقته قريش، و أمضوا حمالته وحمالة من قام معه، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه ، فلما جاء الإسلام سبق إليه ، و أسلم من الصحابة بدعائه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم : عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، وأسلم أبواه وولداه وولد ولده من الصحابة فجاء بالخمسة الذين أسلموا بدعائه إلى رسول الله فأسلموا وصلوا.



وكان أعلم العرب بأنساب قريش و ما كان فيها من خير وشر ، وكان تاجراً ذا ثروة طائلة ، حسن المجالسة ، عالماً بتعبير الؤيا ، وقد حرم الخمر على نفسه في الجاهلية هو وعثمان بن عفان ، ولما أسلم جعل يدعو الناس إلى الإسلام قال رسول الله r (( ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر t ما عَلَمَ عنه حين 1كرته له)) كبوة : عثرة وتردد ..

أي انه بادر به ونزل فيه وفي عمر) وشاورهم في الأمر ( سورة آل عمران آية 159..

فكان أبو بكر بمنزلة الوزير من رسول الله r فكان يشاوره في أموره كلها .



ولما أشتد أذى كفار قريش لم يهاجر أبو بكر إلى الحبشة مع المهاجرين بل بقي مع رسول الله r تاركاً عياله وأولاده وأقام معه في الغار ثلاثة أيام ، قال تعالى) ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ( سورة التوبة آية 40



ولما كانت الهجرة جاء رسول الله r إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه، فقال رسول الله r : (( قد أذن لي في الخروج))- أخرجه ابن خزيمه في صحيحه- . قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح ، ثم خرجا حتى دخلا الغار فأقاما فيها ثلاثة أيام ، وأنا رسول الله لولا ثقته التامة بأبي بكر لما صحبه في هجرته فاستخلصه لنفسه، وكل من سوى أبي بكر فارق رسول الله ، وإن الله) سماه ثاني اثنين(.

قال رسول الله r لحسان بن ثابت : ((هل قلت في أبي بكر شيئاً)) فقال : نعم ، فقال : (( قل وأنا أسمع )) ، فقال:



وثانيَ اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدوّ به إذ صعّد الجبلا

وكان حِبّ رسول الله قد علمــــوا من البـــرية لم يعدِل به رجلا



فضحك رسول الله ختى بدت نواجذه، ثم قال : (( صدقت يا حسان هو كما قلت )) – أخرجه الحاكم في مستدركه-



وكان النبي r يكرمه ويجله ويثني عليه في وجهه واستخلفه في الصلاة ، وشهد مع رسول الله بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان بالحديبية وخيبر وفتح مكة و حُنيناً والطائف وتبوك وحجة الوداع ، ودفع رسول الله رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر وكانت سوداء، وكان فيمن ثبت معه يوم أحد وحين ولى الناس يوم حُنين ، وهو من كبار الصحابة الذين حفظوا القرآن كله .



عن أسماء بنت أبي بكر قالت: جاء الصريخ إلى أبي بكر ، فقيل له : أدرك صاحبك.

فخرج من عندنا و إن له غدائر، فدخل المسجد وهو يقول : ويلكم أتقتلون )رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ( قال : فلهوا عن رسول الله و أقبلوا لإلى أبي بكر ، فرجع إلينا أبو بكر ، فجعل لا يمس شيئاً من غدائره إلا جاء معه ، وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال و الإكرام .





و أعتق أبو بكر سبعة ممن كانوا يعذبون في الله تعالى وهم : بلال وعامر بن فهيرة ، و زِنّيرة، والنهدية ، وابنتها ، وجارية بني مؤمّل ، و أم عُبيس ، وكان أبو بكر إذا مُدح قال : اللهم أنت أعلم بي من نفسي و أنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون و لا تؤاخذني بما يقولون .



قال المدائنى : كان ردف رسول الله r .

وعن قيس ، قال: اشترى أبو بكر t بلالاً ، وهو مدفون في الحجارة ، بخمس أوراق ذهباً، فقالوا : لو أبيت إلا أوقية لبعناك . فقال: لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته .





قال عمر t : أمرنا رسول الله r أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته ، فجئت بنصف مالي ، فقال : (( ما أبقيت لأهلك؟ )) قلت : مثله ، وجاء أبو بكر بكل ما عنده ، فقال : (( يا أبا بكر ، ما أبقيت لأهلك؟)) قال : أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت: لا أسبقه إلا شيء أبداً. –أخرجه الحاكم في المستدرك-.



وعن أنس ، قال : لما كان ليلة الغار قال أبو بكر : يا رسول الله دعني أدخل قبلك فإن كانت حية أو شيء كانت لي قبلك قال: ادخل. فدخل أبو بكر فجعل يلتمس بيديه كلما رأى حجراً قال بثوبه فشقه ثم ألقمه الحجر ، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع . فقال : فبقى حجر فوضع عقبه عليه ثم أدخل رسول الله r. فلما أصبح قال له النبي r : فأين ثوبك يا أبا بكر؟ فأخبره بالذي صنع، فرفع رسول الله r يديه وقال : ((اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة)) . فأوحى الله عز وجل إليه أن الله تعالى قد استجاب لك.









عن أبي سعيد قال : خطب رسول الله r الناس فقال: (( إن لله عز وجل خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عنده)). فبكى أبو بكر رحمة الله عليه، فعجبنا من بكائه أن أخبر رسول الله r عن عبد خير ، فكان رسول الله r المخير وكان أبو بكر أعلمنا به . فقال رسول الله r ((إن من أمنّ الناس على في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي عز وجل لاتخذت ابابكر ، لكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر)) – أخرجاه في الصحيحين-



عن أبي الدرداء قال : كانت جالساً عند النبي r إذ أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه ، فقال النبي r أما صاحبكم فقد غامر ، فسلم فقال: يا رسول الله إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ، ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى على ، فأقبلت إليك فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ، ثلاثاً . ثم عمر ندم فأتى منزل أبى بكر فقال: أثم أبو بكر قالوا : لا . فأتى إلى النبي r فسلم عليه فجعل وجه النبي r يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين . فقال رسول الله r : إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟ مرتين ، فما أوذي بعدها. – انفرد بإخراجه البخاري-



وعن أبي قتاده قال : خرجنا مع النبي r عام حنين ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلاً من المشركين علا رجلاً من المسلمين ، فاستدرت له حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه ، فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ، ثم أدركه الموت فأرسلني ، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ فقال أمر الله . ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي r فقال: من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه ، فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال الثالثة مثله . فقال رجل : صدق يا رسول الله ، وسلبه عندي فأرضه عنى . فقال ابو بكر الصديق : لاها الله إذاً لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله و رسوله يعطيك سلبه ، فقال النبي r صدق فأعطه. فبعث الدرع فابتعت به مخرفاً في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام .- رواه البخاري-



هكذا روى لنا في هذا الحديث أن أبا بكر قال : لاها الله إذاً. وقد ذكر أبو حاتم السجستاني فيما تلحن فيه العامة أنهم يقولون :لاها الله إذاً، والصواب : لاها الله ذا، والمعنى لا والله لا أقسم به فأدخل اسم الله بين "ها" و "ذا"، فعلى هذا يكون هذا من الرواة ، لأنهم كانوا يروون بالمعنى دون اللفظ.

وهذا الحديث يتضمن فتوى أبى بكر بحضرة النبي r وهي من المناقب التي انفرد بها .







روى لأبي بكر t عن رسول الله r 142 حديثاً اتفق البخاري ومسلم منها على ستة ، وانفرد البخاري بأحد عشر ، ومسلم بحديث واحد ، وسبب قلة رواياته مع تقدم صحبته وملازمته النبي r أنه تقدمت وفاته قبل انتشار الأحاديث واعتناء التابعين بسماعها ، وتحصيلها ، وحفظها .



كان t هو أول من جمع القرآن ، وتنزه عن شرب المسكر في الجاهلية والإسلام ، وهو أول من قاء تحرجاً من الشبهات.






الرجاء عدم الرد حتى اكمل موضوع هذه الشخصية : )

شمس
21-07-2005, 12:46 AM
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع :)

أكملي فنحن ننتظر

*دمعه فرح*
21-07-2005, 06:33 PM
جزاك الله كل خير اُخيه

ونفع الله بكي كل المسلمين

واعانك على كل خير وكتابه في موزين حسناتك

فا اكملي نحن في الانتظار عزيزتي

الخنســـــاء
21-07-2005, 11:21 PM
` تكملة سياق أفعاله الجميلة t







وعن بن عمر t ، قال : كنت عند النبي r وعنده ابو بكر الصديق ، وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال فنزل عليه جبريل فقال: يا محمد مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره ؟ فقال: يا جبريل أنفق ماله علي قبل الفتح ، قال : فإن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك قل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال رسول الله r يا أبا بكر ، إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام و يقول لك أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال أبو بكر عليه السلام أسخط علي ربي ؟ أنا عن ربي راض ، أنا عن ربي راض ، أنا عن ربي راض .







وعن أبي رجاء العطاردي قال: دخلت المدينة فرأيت الناس مجتمعين ورأيت رجلاً يقبل راس رجل ويقول : أنا فداء لك لولا أنت هلكنا فقلت : من المقبل ومن المقبل ؟ قالوا ذاك عمر يفبل رأس أبي بكر في قتاله أهل الردة إذ منعوا الزكاة حتى أتوا بها صاغرين .








وعن محمد بن الحنفية قال : قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله r ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان فقلت : ثم أنت فقال: ما أبوك إلا رجل من المسلمين. انفرد باخراجه البخاري.








وعن الحسن، قال : قال أبو بكر الصديق t: ياليتني شجرة تعضد ثم تؤكل.








وعن زيد بن أرقم ، قال : كان لأبي بكر الصديق مملوك يغل عليه فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة ، فقال له المملوك : مالك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة؟ قال: حملني على ذلك الجوع من أين جئت بهذا؟ قال: مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني فقال: أف لك كدت تهلكني فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ، وجعلت لا تخرج فقيل له : إن هذه لا تخرج إلا بالماء ، فدعا بعس ماء فجعل يشرب و يتقيأ حتى رمى بها فقيل له يرحمك الله ، كل هذا من أجل هذه اللقمة ؟ فقال:لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها ، سمعت رسول الله r يقول: (( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به)) فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة . " صحيح" –صحيح الجامع-








وعن قيس قال: رأيت أبا بكر آخذاً بطرف لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد.






وعن أبي مليكه ، قال: كان ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق، قال: فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه قال : فقالوا له : أفلا أمرتنا نناولكه؟ قال : إن حبي r أمرني أن لا أسأل الناس شيئاً. رواه الإمام أحمد.










الرجاء عدم الرد حتى اكمل موضوع هذه الشخصية : (

الفتاة الوردية
22-07-2005, 01:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
اختك في الله

الخنســـــاء
25-07-2005, 08:22 PM
` خلافتهt :



.....













ذكر الواقدي عن أشياخه أن أبا بكر يويع يوم قبض رسول الله ( يوم الأثنين لاثنى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول الله r.



......












وعن ابن عباس ، قال : قال عمر بن الخطاب : كان من خبرنا حين توفي رسول الله r أن علياً والزبير تخلفوا في بيت فاطمة وتخلف عنا الأنصار بأجمعهم في سقيفة بني ساعدة واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت له:يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا رجلان صالحان، فذكرا لنا الذي صنع القوم فقالا:أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلت: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار. فقالا : لا عليكم أن لاتقربوهم و اقضوا أمركم.فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى جئناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا هم مجتمعون، وإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل ، فقلت: من هذا؟ قالوا سعد بن عبادة . فقلت : ماله؟ قالوا : وجع. فلما جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله وقال:


أما بعد، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام ، و أنتم يا معشر المهاجرين رهط منا ، وقد دفت دافة منكم، تريدون أن تختزلونا من أصلنا و تحضنونا من الأمر.


فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقولها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد، وهو كان أحلم مني و أوقر فقال أبو بكر : على رسلك.


فكرهت أن أغضبه والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته و أفضل حتى سكت . فقال: أما بعد فما ذكرتم من خير فأنتم أهله ، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم.


و أخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح فلم أكره مما قال غيرها وكان و الله أن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك إلى إثم،أحب إلي من أتأمر على قوم فيهم أبو بكر إلا أن تغير نفسي عند الموت.


فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك و عذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير ، فكثر اللغط و ارتفعت الأصوات حتى خشيت الإختلاف، فقلت: ابسط يديك يا أبا بكر فبسط يده قبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار. –رواه الإمام أحمد-.



.......










وعن إبراهيم التيمي قال: لما قبض رسول الله ( أتى عمر أبا عبيدة بن الجراح فقال: ابسط يدك فلأبايعك ، فإنك أمين هذه الأمة على لسان رسول الله ( فقال أبو عبيدة بن الجراح لعمر : ما رأيت لك فهة مثلها منذ أسلمت ،أتبايعني وفيكم الصديق وثاني اثنين !



.......












وقد اتفق الصحابة ( على بيعة الصديق في ذلك الوقت ، حتى عليّ والزبير بن العوام رضي الله عنهما و أرضاهما ، والدليل على ذلك ما رواه البيهقي حيث قال: أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن علي الحافظ الإسفراييني، ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، ثنا أبو بكر بن خزيمه و إبراهيم بن أبي طالب قالا: حدثنا بندار بن يسار ، ثنا أبو هشام المخزومي ، ثنا وهيب ، ثنا داود بن أبي هند، ثنا أبو نصرة عن أبي سعيد الخدري قال : قبض رسول الله r واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة، وفيهم أبو بكر وعمر قال: فقام خطيب الأنصار فقال: أتعلمون ( أنّ رسول الله rكان من المهاجرين وخليفته من المهاجرين ونحن كنّا) أنصار رسول الله ( فنحن أنصار خليفته كما كنّا أنصاره ، قال : فقام عمر بن الخطاب فقال: صدق قائلكم ولو قلتم غير هذا لم نبايعكم فأخذ بيد أبي بكر وقال: هذا صاحبكم فبايعوه، فبايعه عمر ، وبايعه المهاجرون والأنصار ،وقال: فصعد أبو بكر المنبر فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير، قال: فدعا الزبير فجاء قال: قلت: ابن عمة رسول الله r أردت أن تشق عصا المسلمين، قال: لا تثريب-لا لوم- يا خليفة رسول الله ، فقام فبايعه، ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليّاً ، فدعا بعلي بن أبي طالب قال: قلت: ابن عم رسول الله r وختنه على ابنته، أردت أن تشق عصا المسلمين، قال: لا تثريب يا يا خليفة رسول الله فبايعه، هذا أو معناه قال الحافظ أبو علي النيسابوري: سمعت ابن خزيمة يقول : جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة و قرأت عليه ، فقال: هذا حديث يساوي بَدَنَة، فقلت: يسوي بدنة؛بل هذا يسوي بدرة. وقد رواه الإمام أحمد عن الثقة عن وهيب مختصراً و أخرجه الحاكم في مستدركه من طريق عفان بن مسلم عن وهيب مطولاً كنحو ما تقدم. وروينا من طريق المحاملي عن القاسم بن سعيد بن المسيب عن علي بن عاصم عن الجريري عن أبي نظرة عن أبي سعيد فذكره مثله في مبايعة علي والزبير رضي الله عنهما يومئذ.



............












قال موسى بن عقبة في مغازيه عن سعد بن إبراهيم : حدثني أبي أن أباه عبد الرحمن ابن عوف كان مع عمر و أن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم خطب أبو بكر و اعتذر إلى الناس وقال: والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً و لاليلة ، ولا سألتها الله في سر و لا علانية ، فقبل المهاجرون مقالته ، وقال علي والزبير : ما غضبنا إلا لأنّا أخرنا عن المشورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها ، إنه لصاحب الغار ، إنا لنعرف شرفه وخيره ، ولقد أمره رسول الله r بالصلاة بالناس وهو حي ، وهذا اللائق بعلي t والذي يدل عليه الآثار من شهوده معه الصلوات ، وخروجه معه إلى ذي القصة بعد موت رسول الله r ، وبذله له النصيحة والمشورة ، بين يديه ، و أما يأتي من بايعته إياه بعد موت فاطمة ، وقد ماتت بعد أبيها عليه السلام بستة أشهر فذلك محمول على أنها بيعة ثانية أزالت ما كان قد وقع في وحشة بسبب الكلام في الميراث ومنعه إياهم ذلك بالنص عن رسول الله في قوله : ((لا نورث ما تركنا فهو صدقة)).





............












وقال سيف بن عمر التميمي عن أبي ضمرة عن أبيه عن عاصم بن عدي ، قال نادى منادي أبي بكر من الغد من متوفى رسول الله r ليتمم بعث أسامة: ألا لا يبقين بالمدينة أحد من جيش أسامة إلا خرج إلى عسكره بالجرف ، وقام أبو بكر في الناس فحمد الله و أثنى عليه ، وقال : أيها الناس إنما أنامثلكم و لا أدري لعلكم تكلفونني ما كان رسول الله r يطيق ، إن الله اصطفى محمداً على العالمين ، وعصمه من الآفات ، وإنما أنا متبع ولست بمبتدع ، فإن استقمت قبايعوني ، وإن زغت- زاغ: من الزيغ وهو الظلال والانحراف- فقوموني ، وإن رسول الله r قبض و ليس أحد من هذه الأمة يطلبه بمظلمة ضربة سوط فما دونها ، وإن ولي شيطاناً يعتريني فإذا أتاني فاجتنبونني ، لا أؤثر في أشعاركم و أبشاركم –جمع بشرة وهي سطح الجلد- ، و إنكم تغدون و تروحون في أجل قد غيب عنكم علمه ، وإن استطعتم أن لا يمضي إلا و أنتم في عمل صالح فافعلوا ، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله ، وسابقوا في مهل آجالكم من قبل أن تسلمكم آجالكم إلى انقطاع الأعمال ، فإن قوماً نسوا آجالهم وجعلوا أعمالهم لغيرهم ، فإياكم أن تكونوا أمثالهم ، الجد الجد ، النجاة النجاة ، الوحا الوحا- السرعة في النجاة وعمل الخير- فإن وراءكم طالباً حثيثاً، و أجلاً أمره سريع، احذروا الموت ، واعتبروا بالآباء و الأبناء و الإخوان ، ولا تطيعوا الأحياء إلا بما تطيعوا به الأموات ،قال: قال: وقام أيضاً فمحمد الله و أثنى عليه ثم قال: إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما أُرِيدَ به وجهه، فأريدوا الله بأعمالكم فإن ما أخلصتم (لله من الأعمال فطاعة آتيتموها و ضرائب أديتموها وسلفٌ قدمتموه من أيام فانية لأخرى بافية) لحين فقركم و حاجتكم ، اعتبروا عباد الله بمن مات منكم ، وتفكروا فيمن كان قبلكم ، أين كانوا أمس، وأين هم اليوم، أين الجبارون الذين كان لهم ذكر القتال والغلبة في مواطن الحروب ، قد تضعضع بهم الدهر –أذلهم- ، وصاروا رميماً، قد نزلت عليهم القالات ، الخبيثات للخبيثين ، والخبيثون للخبيثات، وأين الملوك الذين أثاروا الأرض وعمروها؟ قد بعدوا ونسي ذكرهم ، وصاروا كلا شيء ، إلا أن الله عز وجل قد أبقى عليهم التبعات ، وقطع عنهم الشهوات ، ومضوا والأعمال أعمالهم ، والدنيا دنيا غيرهم ، وبعثنا خلفاً بعدهم ، فإن نحن اعتبرنا بهم نجونا، وإن انحدرنا كنا مثلهم ،أين الوضّاءة الحسنة وجوههم ، المعجبون بشبابهم؟ صاروا تراباً، وصار ما فرطوا فيه حسرة عليهم ، أين الذين بنوا المدائن و حصنوها بالحوائط، وجعلوا فيها الأعاجيب؟ قد تركوها لمن خلفهم ، فتلك مساكنهم خاوية وهم في ظلمات القبور) هل يُحِسّ منهم من أحدٍ أو تسمع لهم ركزاً(-مريم : 98- ؟ أين من تعرفون من آبائكم و إخوانكم؟ قد انتهت بهم آجالهم، فوردوا على ما قدموا فحلوا عليه و أقاموا للشقوة أو للسعادة بعد الموت ، إلا إن الله لا شريك له ليس بينه وبين أحد من خلقه سبب يعطيه به خيراً ، ولا يصرف به عنه سوءاً، إلا بطاعته و اتباع أمره ، واعلموا أنكم عبيد مذنبون ، وإن ما عنده لا يدريك إلا بطاعته ( لا خير بخير بعده النار و لاشر بشرّ بعده الجنة).





...........












` بعض ما قيل عنه في خلافته :



.......












وعن عطاء بن السائب قال: لما استخلف أبو بكر أصبح غادياً إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتجر بها، فلقيه عمر و أبو عبيدة فقالا له: أين تريد يا خليفة رسول الله ؟قال: السوق. قال: تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين؟ قال: فمن أين أطعم عيالي؟ قالا له: انطلق حتى نفرض لك شيئاً.فانطلق معهما ففرضوا له كل يوم شطر شاة وماكسوه في الرأس والبطن.



.........











وعن عمير بن إسحاق قال: خرج أبو بكر وعلى عاتقه عباءة له ، فقال له رجل : أرني أكفك فقال: إليك عني أنت و ابن الخطاب عن عيالي.

......











قال علماء السير : وكان أبو بكر يحلب للحي أغنامهم فلما بويع قالت جارية من الحي:الآن لا يحلب لنا منائح دارنا فسمعها فقال : بلى لأحلبنها لكم و إني لأرجو أن لايغيرني ما دخلت فيه عن خُلق كنت فيه. فكان يحلب لهم ، وأنه لما ولي استعمل عمر على الحج ، ثم حج أبو بكر من قابل ثم اعتمر من رجب سنة اثنتي عشرة ، فدخل مكة ضحوة فاتى منزله، وأبو قحافة جالس على باب داره مععه فتيان يحدثهم ، فقيل له: هذا ابنك فنهض قائماً وعجل أبو بكر أن ينيخ راحلته ، فنزل عنها وهي قائمة، فجعل يقول: يا أبه لا تقم ، ثم التزمه وقبل بين عيني أبي قحافة وجعل أبي قحافة يبكي فرحاً بقدومه وجاء إلى مكة عتاب بن أسيد ، وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام ، فسلموا عليه فقالوا: السلام عليك يا خليفة رسول الله . وصافحوه جميعاً فجعل أبو بكر يبكي حين يذكرون رسول الله r، ثم سلموا على أبي قحافة فقال أبو قحافة : يا عتيق هؤلاء الملأ فأحسن صحبتهم فقال أبو بكر: يا أبه لا حول ولا قوة إلا بالله طوقت عظيماً من الأمر لا قوة لي به ولا يدان إلا بالله.



.........
















وقال: هل من أحد يشتكي ظلّامه ؟ فما أتاه أحد. فأثنى الناس على واليهم.

........












` تنفيذ جيش أسامة بن زيد:



..........









الذين كانوا قد أمرهم رسول الله r بالمسير إلى تخوم البلقاء من الشام ، حيث قتل زيد ابن حارثة وجعفر و ابن رواحة: فقبروا على تلك الأراضي ، فخرجوا إلى الجرف- موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام- فخيموا به ، وكان فيهم عمر بن الخطاب ، ويقال: و أبو بكر الصديق فاستثناه رسول الله منهم للصلاة ،فلما ثقل رسول الله r أقاموا هنالك، فلما مات عظم الخطب و اشتد الحال و نجم النفاق بالمدينة ، وارتد من ارتد من أحياء العرب حول المدينة ، وامتنع آخرون من أداء الزكاة إلى الصديق ، ولم يبق للجمعة مقام في بلد سوى مكة والمدينة ، وكانت جواثا –حصن لعبد القيس بالبحرين وهو أول موضع جمعت فيه الجمعة بعد المدينة مراصد- من البحرين أول قرية أقامت الجمعة بعد رجوع الناس إلى الحق كما في صحيح البخاري عن ابن عباس ، وقد كانت ثقيف بالطائف ثبتوا على الإسلام ، لم يفروا و لا ارتدوا ، والمقصود أنه لما وقعت هذه الأمور أشار كثير من الناس على الصديق أن لا ينفذ جيش أسامة لاحتياجه إليه فيما هو أهم ، لأن ما جهز بسببه في حال السلامة، وكان من جملة من أشار بذلك عمر بن الخطاب، فامتنع الصديق من ذلك، وأبى أشدّ الإباء ، إلا تنفيذ جيش أسامة ، وقال: والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله r ، ولو أن الطير تخطفنا، والسباع من حول المدينة ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين لأجهزن جيش أسامة و آمر الحرس يكونون حول المدينة: فكان خروجه في ذلك الوقت من أكبر المصالح والحالة تلك، فساروا لا يمرون بحي من أحياء العرب إلا أرعبوا منهم ، وقالوا: ما خرج هؤلاء من قوم إلا وبهم منعة شديدة ، فقاموا أربعسن يوماً و يقال: سبعين يوماً ، ثم أتوا سالمين غانمين ، ثم رجعوا فجهزهم حينئذ مع الأحياء الذين أخرجهم لقتال المرتدة ومانعي الزكاة .



............












قال سيف بن عمر: عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما بويع أبو بكر وجمع الأنصار في الأمر الذي افترقوا فيه، قال: ليتم بعث أسامة وقد ارتدت العرب إما عامة وإما خاصة، في كل قبيلة ، ونجم النفاق و أشرأبت اليهودية والنصرانية ، والمسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ، لفقد نبيهم r ، وقتلهم وكثرة عدوهم ، فقال له الناس: إن هؤلاء جُلّ المسلمين والعرب على ما ترى قد انتقصت بك، وليس ينبغي لك أن تفرق عنك جماعة المسلمين، فقال: والذي نفس أبي بكر بيده لو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله r ، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته.



.................













وقد روي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، ومن حديث القاسم و عمرة عن عائشة قالت: لما قبض رسول الله r ارتدت العرب قاطبة وأشرأب النُّفَــاق ، والله لقد نزل بي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها ، وصار أصحاب محمد r كأنهم معزى مطيرة في حش-الحشاش، والأرض المجدبة منذ سبعة أعوام- في ليلة مطيرة بأرض مسبعة، فو الله ما احتلفوا في نقطة إلا طار أبي بخطلها وعنانها وفصلها، ثم ذكرت عمر فقالت: من رأى عمر علم أنه خلق عناية للإسلام ، كان والله أحوذيّاً نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها. وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن علي الميموني ، ثنا الفريابي ، ثنا عباد ابن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: والله الذي لا إله إلا هو لولا أن أبا بكر استخلف ما عبد الله، ثم قال الثانية ، ثم قال الثالثة ، فقيل له: مه يا أبا هريرة؟ فقال: إن رسول الله r وجه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام ، فلما نزل به بذي خشب-واد على مسيرة ليلة من المدينة- قبض رسول الله r، وارتدت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا: يا أبا بكر رد هؤلاء ، تُوجه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة؟ فقال: والذي لا إله غيره لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله r ما رددت جيشاً وجهه رسول الله ، ولا حللت لواءً عقده رسول الله.



............












فوجه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا: لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم ، فلقوا الروم فهزموهم و قتلوهم ، ورجعوا سالمين ، فثبتوا على الإسلام- عباد بن كثير هذا أظنه: البرمكي-لرواية الفريابي عنه، وهو متقارب الحديث، فأما البصري الثقفي فمتروك الحديث والله أعلم.



...........












وروى سيف بن عمر عن أبي ضمرة و أبي عمرو وغيرهما عن الحسن البصري: أن أبا بكر لما صمم على تجهيز جيش أسامة قال بعض الأنصار لعمر : قل له: فليؤّمر علينا غير أسامة، فذكر له عمر ذلك، فيقال: إنه أخذ بلحيته وقال : ثكلتك أمك يا ابن الخطاب ، أؤمر غير أمير رسول الله r ؟ ثم نهض بنفسه إلى الجرف فاستعرض جيش أسامة و أمرهم بالمسير ، وسار معهم ماشياً ، وأسامة راكباً، وعبد الرحمن بن عوف يقود براحلة الصديق ، فقال أسامة: يا خليفة رسول الله ؛ إما أن تركب و إما أن أنزل، فقال: والله لست بنازل و لست براكب، ثم استطلق الصديق من أسامة عمر بن الخطاب- وكان مكتتباً في جيشه- فأطلقه له، فلهذا كان عمر لا يلقاه بعد ذلك إلا قال: السلام عليك أيها الأمير.

الخنســـــاء
27-07-2005, 08:41 PM
مقتل الأسود العنسي المتنبي الكذاب لعنه الله و أخزاه





.............
















قال أبو جعفر بن جرير : حدثني عمرو بن شيبة النميري ، ثنا علي بن محمد –يعني الدائني-عن أبي معشر ويزيد بن عياض عن جعد به، وغسان بن عبد الحميد وجويرية ابن أسماء عن مشيختهم قالوا: أمضى أبو بكر جيش أسامة بن زيد في آخر ربيع الأول، وأتى مقتل الأسود في آخر ربيع الأول بعد مخرج أسامة، فكان ذلك أول فتح فتحه أبو بكر وهو المدينة.



............














خروج الأسود العنسي



...........














كان خروجه في آخر حياة النبي r ..


واسمه: عبهلة بن كعب بن غوث-من بلد يقال لها: كهف حنان- في سبعمائة مقاتل ، وكتب إلى عمال النبيr : أيها المتمردون علينا، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا ، ووفروا ما جمعتم ، فنحن أولى به ، وأنتم على ما أنتم عليه، ثم ركب فتوجه إلى نجران فأخذها بعد عشر ليال من مخرجه ثم قصد إلى صنعاء ، فخرج إليه شهر بن باذام فتقاتلا ، فغلبه الأسود فقتله ، وكسر جيشه من الأبناء واحتلّ بلدة صنعاء لخمس وعشرين ليلة من مخرجه ففرّ معاذ بن جبل من هنالك واجتاز بأبي موسى الأشعري، فذهبا إلى حضرموت وانحاز عمال رسول الله rإلى الطاهر، ورجع عمر بن حرام وخالد بن سعيد بن العاص إلى المدينة، واستوثقت اليمن بكمالها للأسود العنسي، وجعل أمره يستطير –يستفحل ويشتد- استطارة الشرارة، وكان جيشه يوم لقي سبعمائة فارس، وأمراؤه قيس بن عبد يغوث و معاوية بن قيس ويزيد بن محرم بن حصن الحارثي ، ويزيد بن الأفكل الأزدي و اشتد ملكه ، واستغلظ أمره ، وارتد خلق من أهل اليمن وعامله المسلمون الذين هناك بالتقية ، وكان خليفته على مذحج عمرو بن معديكرب وأسند أمر الجند إلى قيس بن بن عبد يغوث ، وأسند أمر الأبناء إلى فيروز الديلمي وداذويه وتزوج بإمرأة شهر بن باذام وهي عم فيروز الديلمي ، واسمها زاذ، وكانت امرأة حسناء جميلة، وهي مع ذلك مؤمنة بالله ورسوله محمد r ، ومن الصالحات ، قال سيف بن عمر التميمي: وبعث رسول اللهr كتابه، حين بلغه خبر الأسود العنسي مع رجل يقال له:وبر بن يحسن الديلمي، يأمر المسلمين الذين هناك بمقاتلة الأسود العنسي ومصاوّلته، وقام معاذ بن جبل بهذا الكتاب أتم القيام ، وكان قد تزوج امرأة من السكون يقال لها: رملة ، فحزبت عليه السكون لصبره فيهم وقاموا معه في ذلك ، وبلغوا هذا الكتاب إلى عمال النبي r ، من قدروا عليه من الناس، واتفق اجتماعهم بقيس بن عبد يغوث أمير الجند – وكان قد غضب على الأسود للأسود وتوافق المسلمون على ذلك، وتعاقدوا عليه، فلما أيقن ذلك في الباطن أطلع شيطان الأسود للأسود على شيء من ذلك، فدعا قيس بن مكشوح ، فقال له :يا قيس ما يقول هذا؟ قال: وما يقول؟ قال: يقول: عمدت إلى قيس فأكرمته حتى إذا دخل منك كل مدخل، وصار في العز مثلك، مال ميل عدوك، وحاول ملكك ، وأضمر على الغدر، إنه يقول: يا أسود يا أسود يا سوآه يا سوآه ، فطف به وخذ من قيس أعلاه و إلا سلبك و قطف مسك فقال له قيس وحلف له فكذب: وذي الخمار لأنت أعظم في نفسي و أجل عندي من أن أحدث بك نفسي، فقال له الأسود: ما إخالك تكذب الملك، فقد صدق الملك وعرف الآن إنك تائب عما أطلع عليه منك، ثم خرج قيس من بين يديه فجاء إلى أصحابه فيروز وداذويه، وأخبرهم بما قال له ورد عليه، فقالوا: إنا كنا على حذر، فما الرأي؟ فبينما هم يشتورون-يتشاورون- إذ جاءهم رسوله فأحضرهم بين يديه، فقال: ألم أشرفكم على قومكم؟


قالوا : بلى، قال: فماذا يبلغني عنكم؟فقالوا: أقلنا مرتنا هذه،فقال: لا يبلغني عنكم فأقيلكم، قال: فخرجنا من عنده و لم نكد، وهو في ارتياب من أمرنا ، ونحن على خطر ، فبينما نحن في ذلك إذ جاءتنا كتب من عامر بن شهر، أمير همدان ، وذي ظليم ، وذي كلاح وغيرهم من أمراء اليمن،.................





.............













انتظروا التتمة..

الخنســـــاء
03-08-2005, 02:31 PM
يبذلون لنا الطاعة والنصر ، على مخالفة الاسود، وذلك حين جاءهم كتاب رسول الله r يحثهم على مصاولة الاسود العنسي ، فكتبنا اليهم ان لا يحدثوا شيئاً حتى نبرم الامر ، قال قيس: فدخلت على امراته زاذ، فقلت : يا ابنة عمي قد عرفتِ بلاء هذا الرجل عند قومك ، قتل زوجك ، وطأطأ في قومك القتل ، وفضحالنساء، فهل عندك ممالأة – مؤامرة – عليه ؟ قالت: على أي أمر ؟ قلت: إخراجه ، قالت: أو قتله، قلت: او قتله، قالت: نعم ، والله ما خلق الله شخصاً هو ابغض إلي منه، فكا يقوم لله علي حق و لاينتهي له عن حرمة ، فاذا عزمتم اخبروني فاعلموني بما في هذا الامر ، قال: فأخرج فاذا فيروز وداذويه، ينتظراني يريدون أن يناهضوه ، فما استقر اجتماعه بهما حتى بعث إليه الاسود فدخل في عشرة من قومه ، فقال: ألم أخبرك بالحق وتخبرني بالكتابة؟ إنه يقول: يا سوأه ، إن لم تقطع من قيس يده يقطع رقبتك العليا ، حتى ظن قيس أنه قاتله، فقال: انه ليس من الحق ، أن أهلك وانت رسول الله ، فقتلي احب الي من موتات اموتها كل يوم ، فَرَقَ له وامره بالانصراف ، فخرج الى اصحابه فقال: اعملوا عملكم ، فبينما هم وقوف بالباب يشتورون ، إذ خرج الاسود عليهم و قد جمع له مائة ما بين بقرة و بعير ، فقام وخط خطاً و أقيمت من ورائه ، وقام دونها ، فنحرها، غير محبسة ولا معقلة –أي لم يرقدها و يهيئها كما أمر النبي r ، ما يقتحم الخط منها شيء، فجالت إلى أن زهقت أرواحها ، قال قيس: فما رأيت أمراً كان أعظم منه، ولا يوماً أوحش منه ، ثم قال الاسود : أحق ما بلغني عنك يا فيروز؟ لقد هممت أن أنحرك فألحقك بهذه البهيمة ، وأبدى له الحربة ، فقال له فيروز: اخترتنا لصهرك وفضلتنا على الابناء ، فلو لم تكن نبياً ما بعنا نصيبنا منك بشيء ، فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر الآخرة والدنيا ؟ فلا تقبل علينا أمثال ما يبلغك ، فأنا بحيث تحب ، فرضي عنه و أمره بقسم لحوم تلك الانعام ففرقها فيروز في اهل صنعاء ، ثم اسرع اللحاق به ، فاذا رجل يحرضه على فيروز و يسعى اليه فيه ، واستمع له فيروز ، فاذا الاسود يقول: انا قاتله غداً و اصحابه ، فاغد عليّ به ، ثم التفت فاذا فيروز ، فقال: مه ، فاخبره فيروز بما صنع من قسم ذلك اللحم ، فدخل الاسود داره، ورجع فيروز الى اصحابه فاعلمهم بما سمع و بما قال وقيل له، فاجتمع رايهم على ان عاودوا المراة في امره ، فدخل احدهم – وهو فيروز- اليها فقالت: إنه ليس من الدار بيت إلا والحرس يحيطون به غير هذا البيت ، فإن ظهره إلى مكان كذا و كذا من الطريق، فإذا أمسيتهم فانقلبوا عليه من دون الحرس وليس من دون قتله شيء ، واني ساضع في البيت سراجاً وسلاحاً فلما خرج من عندها تلقاه الاسود فقال له: ما ادخلك على أهلي ؟ ووجأ رأسه – أمسكها وشد منها - ، وكان الاسود شديداً ، فصاحت المرأة فادهشته عنه – منعته وابعدته- ، ولولا ذلك لقتله ، وقالت: ابن عمي جاءني زائراً

فقال اسكتي لا أبا لك، لقد وهبته لك، فخرج على أصحابه فقال: النجاء النجاء ، واخبرهم الخبر ، فحاروا ماذا يصنعون ؟ فبعثت المرأة إليهم تقول لهم: لا تنثنوا عما كنتم عازمين عليه ، فدخل عليها فيروز الديلمي فاستثبت منها الخبر ، ودخلوا الى ذلك البيت فنقبوا من داخله بطائن ليهون عليهم النقب من خارج ، ثم جلس عندها جهرة كالزائر ، فدخل الاسود فقال: وما هذا؟ فقالت: انه اخي من الرضاعة ، وهو ابن عمي ،فنهره و أخرجه، فرجع الى اصحابه ، فلما كان الليل نقبوا ذلك البيت فدخلوا فوجدوا فيه سراجاً تحت جفنة فتقدم اليه فيروز الديلمي والاسود نائم على فراش من حرير ، قد غرق راسه في جسده، وهو سكران يغط، والمرأة جالسة عنده، فلما قام فيروز على الباب أجلسه شيطانه فتكلم على لسانه – وهو نائم مع ذلك يغط – فقال: مالي ومالك يا فيروز؟ فخشي إن رجع يهلك وتهلك المرأة ، فعاجله وخالطه وهو مثل الجمل فأخذ رأسه فدق عنقه ووضع ركبتيه في ظهره حتى قتله ، ثم قام ليخرج الى أصحابه ليخبرهم ، فأخذت المرأة بذيله وقالت: أين تذهب عن حرمتك . فظنت أنها لم تقتله ، فقال: أخرج لأعلمهم بقتله، فدخلوا عليه ليحتزوا رأسه، فحركه شيطانه فاضطرب، فلم يضبطوا أمره حتى جلس اثنان على ظهره، وأخذت المرأة بشعره، وجعل يبربر بلسانه – أي خلط في كلامه – فاحتزّ الآخر رقبته ، فخار كأشد خوار ثور سمع قط، فابتدر الحرس إلى المقصورة، فقالوا : ماهذا؟ ما هذا؟ فقالت المرأة: النبي يوحى إليه ، فرجعوا، وجلس قيس وداذويه وفيروز يأتمرون كيف يعلمون أشياعهم، فاتفقوا على أنه إذا كان الصباح ينادون بشعارهم الذي بينهم وبين المسلمين ، فلما كان الصباح قام أحدهم، وهو قيس على سور الحصن فنادى بشعارهم ، فاجتمع المسلمون والكافرون حول الحصن، فنادى قيس، ويقال: وبر بن يحسن بالآذان: أشهد أن محمد رسول الله ، وأن عبهلة كذاب ، وألقى إليهم رأسه فانهزم أصحابه و تبعهم الناس يأخذونهم ويرصدونهم في كل طريق يأسرونهم ، وظهر الإسلام وأهله ، وتراجع نواب رسول الله r إلى أعمالهم وتنازع أولئك الثلاثة في الإمارة ، ثم اتفقوا على معاذ بن جبل يصلي بالناس ، وكتبوا بالخبر إلى رسول الله r ، وقد أطلعه الله على الخبر من ليلته ، كما قال سيف بن عمر التميمي عن أبي القاسم الشنوي عن العلاء بن زيد عن ابن عمر: أتى الخبر إلى النبي r من السماء الليلة التي قتل فيها العنسي ليبشرنا، فقال: قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين ، قيل: ومن؟قال:فيروز فيروز، وقد قيل: إن مدة ملكه منذ ظهر إلى أن قتل ثلاثة أشهر ، ويقال: أربعة أشهر، فالله أعلم.



وقال سيف بن عمر عن المستنير عن عروة عن الضحاك عن فيروز : قال: قتلنت الاسود، وعاد أمرنا في صنعاء كما كان إلا أنا ارسلنا معاذ بن جبل فتراضينا عليه، فكان يصلي بنا في صنعا، فوالله ماصلى بنا الا ثلاثة ايام حتى اتانا الخبر بوفاة رسول الله r ، فانتقضت الامور، وانكرنا كثيرا مما كنا نعرف، واضطربت الارض. وقد قدمنا ان خبر العنسي جاء الى الصديق في اواخر ربيع الاول بعد ما جهز جيش اسامة، وقيل: بل جاءت البشارة الى المدينة صبيحة توفي رسول الله r والاول اشهر والله اعلم.

والمقصود أنه لم يجئهم فيما يتعلق بمصالحهم واجتماع كلمتهم وتاليف ما بينهم والتمسك بدين الاسلام الا الصديق رضي الله عنه .





هذا واستغفر الله وأتوب إليه ..

و سيكون استئناف السلسلة بعد

الإجازة.. إن شاء الله... أذا سمحوا المشرفات



وذلك لبعض الظروف الملحّة..

الخنســـــاء
03-08-2005, 02:35 PM
المعاني السامية
Lunar
شمس
*دمعه فرح*
الفتاة الوردية

جزاكن الله خيراً

الخنســـــاء
31-08-2005, 08:28 AM
قتال أهل الردة






لما توفي رسول الله اشتد الأمر على المسلمين لارتداد العرب وخافوا الإغارة على المدينة بعد أن سير أبو بكر جيش أسامة إذ قد استفحل أمر مُسيلمة و طُليحة واجتمع على طُليحة عوام طيء و أسد ، وارتدت غطفان تبعاً لعينة ابن حصن فانه قال لنبي من الحليفين-يعني أسداً و غطفان- أحب إلينا من نبي من قريش، وقد مات محمد و طليحة حي فاتبعه وتبعته غطفان وكان عيينة من المؤلفة قلوبهم، ومن الأعراب الجفاة.






وقدمت رسل النبي r من اليمامة و أسد وغيرهما ودفعوا كتبهم لأبي بكر، و أخبروه الخبر عن مسيلمة ، وطليحة ، فعزم أبو بكر على قتالهم واستعد لصد هجمات المغيرين إلى أن يأتي جيش أسامة ، والآن نذكر ما كان من أمر طليحة الذي ادعى النبوة.








طليحة الأسدي






طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بم خزيمة كان كاهناً فأسلم ثم ارتد وادعى النبوة في حياة رسول الله ، وظهر في بني أسد واتبعه أفار يق من العرب و نزل سَمِيراء بطريق مكة، فوجه إليه النبي r ضرار ابن الأزور عاملاً على بني اسد، وامرهم بالقيام على من ارتد فضعف امر طليحة حتى لم يبق الا اخذه فضربه به بسيف فلم يصنع فيه شيئاً، فاعتقد الناس ان السلاح لا يؤثر فيه فكثر جمعه، ومات النبي r وهم على ذلك ، واكثر منن تبعه من اسد ، وغطفان ، وطيء ، وفزارة وغيرهم ، وفر ضرار ومن معه إلى المدينة ، وكان طليحة يدعي أن جبريل ياتيه ، وكان يسجع للناس الاكاذيب ، وكان يامرهم بترك السجود في الصلاة يقول: إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم ، وتقبيح ادباركم شيئاً فاذكروا الله قياماً فإن الرغوة فوق الصريح ،و أنفذ طليحة وفوده إلى أبي بكر في الموادعة على الصلاة وترك الزكاة ، فأبي أبو بكر وكان لطيحة أخ يدعى جِبَال جعله على فريق من أتباعه ، ولما عرض الوفد على أبي بكر ترك الزكاة قال: والله لو منعوني عقالاً لجاهدتهم عليه.








الإغارة على المدينة








توقع أبو بكر الإغارة على المدينة فجعل بعد سير الوفد على أنقاب – جمع نقب وهو الطريق الضيق في الجبل –المدينة عليّاً وطلحة ، والزبير ، وابن مسعود ، والزم اهل المدينة بحضور المسجد خوف الإغارة من العدو لقربهم ، فما لبثوا إلا ثلاثاً حتى طرقوا المدينة ليلاً ، وخلفوا بعضهم بذي حسّى خرج إليهم أصحاب طليحة بقِرب قد نفخوها وفيها الحبال فدهدهوها على الارض فنفرب ابل المسلمين وهم عليها ورجعت بهم لى المدينة ، ولم يصرع مسلم ، وظن الكفار بالمسلمين الوهن ثم انضم إلى رجال طليحة غيرهم من اصحابه، وبات ابو بكر بالمدينة يعبيء الجيش ثم خرج ليلاً يمشي وعلى ميمنته النعمان بن مقرن وعلى مسيرته عبد الله بن مقرن وعلى الساقة سويد بن مقرن ، فما طلع الفجر الا وهم والعدو على صعيد واحد ، فقاتلهم المسلمون حتى ولوا مدبرين، واقتفى اثرهم ابو بكر حتى نزل بذي القصة ، وكان ذلك اول الفتح فوضع بها الحامية وعليها النعمان بن مقرن ، وحلف ابو بكر ليقتلن من المشركين بمن قتلوا من المسلمين وزيادة وازداد المسلمون قوة وثباتاً.


كانت هذه الموقعة صغيرة ، ولكن كان للنصر الذي احرزه ابوبكر شان كبير ، ووقع عظيم في النفوس ، وقد كان المرتدون يتحدثون فيما بينهم بقلة عدد المسلمين فلو انهم انهزموا لكان الخطب فادحاً، وعلى اثر هذا الانتصار طرقت المدينة الصدقات فانتعش المسلمون وقويت عزيمتهم وكان اول من جاء بالصدقات الى الخليفة وفود بني تميم وبني طيء.

شروق الامل...
31-08-2005, 08:57 AM
جزيتي خيرا وبورك فيكِ

جعل الله كل حرف كتبتيه في ميزان حسناتك

:)

الخنســـــاء
01-09-2005, 09:46 PM
عودة أسامة




سنة 11 هـ (سبتمبر سنة 632م)








و أخيراً عاد أسامة من غزوته ، وأصبحت المدينة في مأمن من الخطر ، ووزع أبو بكر الغنائم على الناس ، وقد نال أبو بكر ما اراد من ارسال اسامة واعتقد العرب بقوة المسلمين ، ثم ان ابا بكر استفاد من الفرصة التي سنحت له بطرد المرتدين من ذي القصة الى الرَّبذَة واستخلف اسامة على المدينة وقال له ولجنده استريحوا واريحوا ظهوركم ثم خرج في الذين خرج معهم الى ذي القصة وهو قوة صغيرة ، فقال له المسلمون: ننشدك الله يا خليفة رسول الله الا تعرض نفسك فانك ان تصب لم يكن للناس نظام ، ومقامك أشد على العدو فابعث رجلاً فإن أصيب أمّرت آخر، فقال : لا والله لا أفعل و لأواسينكم بنفسي .








سار أبو بكر إلى ذي حسى، وذيب القصة حتى نزل بالأبرق فاقتتلوا فهزم الحارث ، وعوف ، وأخذ الحطيئة أسيراً، فطارت عبس ، وبنو بكر و أقام أبو بكر على الأبرق أياماً، وغلب على بني ذبيان و بلادهم وحماها لدواب المسلمين وصدقاتهم ، ولما انهزمت عبس وذبيان رجعوا الى طليحة وهو ببزاخة وكان رحل من سَمِيرَاء إليها ، فأقام عليها ، وعاد أبو بكر إلى المدينة.








إرسال البعوث إلى المرتدين




شعبان سنة 11هـ (تشرين الأول أكتوبر سنة 632م)










لما استراح أسامة وجنده وكان قد جاءتهم صدقات كثيرة تفضل عنهم نظم أبو بكر البعوث ، وعقد الألوية فعقد أحد عشراء لواء ، وفيما يلي أسماء القواد ووجهتم :










1- خالد بن الوليد : سار إلى طليحة بن خويلد الاسدي فاذا فرغ منه سار الى مالك بن نويرة بالبطاح ان اقام له.




2- عكرمة بن ابي جهل: الى مسيلمة .




3- المهاجر بن ابي امية : الى جنود العنسي ومعوتة الابناء على قيس بن المكشوح ثم يمضي الى كندة بحضرموت.




4- خالد بن سعيد: الى مشارف الشام.




5- عمرو بن العاص : الى قُضاعة ووديعة .




6- حذيفة بن مِحْصَن الغلفاني: إلى اهل دَبَا .




7- عرفجة بن هرثمة : إلى مَهَرة.




8- شرحبيل بن حسنة: في أثر عكرمة بن ابي جهل فاذا فرغ من اليمامة لحق بخيله الى قضاعة.






9- معن بن حاجز: الى بني سليم ومن معهم من هوازِن.




10- سويد بن مقرِّن: الى تهامة باليمن.




11- العلاء بن الحضرمي: الى البحرين.








هؤلاء هم القادة الذي اختارهم ابو بكر لقتال اهل الردة ، وعقد لكل واحد منهم لواء ومن هذا يتبين أنهم ارسلوا الى جميع العرب الذين كانوا قد ارتدوا، فما اصعب مهمة ابي بكر ومهمة قوادة الذين كلفوا باخضاع المرتدين واعادتهم الى لواء الاسلام ، ولم يبق بالمدينة غير قوة صغيرة ، وبقي ابو بكر في المدينة ولم يبعث عمر بن الخطاب ، وعلي بن ابي طالب ، والزبير مع كفايتهم الحربية ، بل أبقاهم معه لاستشارتهم.

حنايا الأمل
01-09-2005, 10:50 PM
جزاكِ الله خيراغاليتي..
في ميزان حسناتكِ...
وبورك فيكِ.. :)

الخنســـــاء
03-09-2005, 01:40 AM
فصلت الأمراء من ذي القصة ونزلوا على قصدهم فلحق بكل أمير جنده وقد عهد إليهم عهده وكتب إلى مبعث إليه من جميع المرتدين .

وهذا نص الكتاب الذي أرسله أبو بكر إلى المرتدين من العرب

وأعطى كل أمير نسخة منه:


بسم الله الرحمن الرحيم ..



من أبي بكر خليفة رسول الله r إلى من بلغه كتابي هذا من عامة وخاصة ، أقام على إسلامه أو رجع عنه ، سلام على من اتبع الهدى ولم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة والعمى ، فاني احمد إليكم الله الذي لا اله إلا هو ، واشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، وان محمدا عبده ورسوله ، نقر بما جاء به ونكفر من أبى ونجاهده.



أما بعد ، فان الله تعالى أرسل محمدا بالحق من عنده إلى خلقه بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، فهدى الله بالحق من أجاب إليه وضرب رسول الله r بإذنه من أدبر عنه حتى صار إلى الإسلام طوعا أو كرها ، ثم توفى الله رسوله r وقد نفذ أمر الله ونصح لامته وقضى الذي عليه ، وكان الله قد بين له ذلك و لأهل الإسلام في الكتاب الذي انزل : (( إنك ميت وإنهم ميتون )) - الزمر :30 - وقال : ((وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون )) – الأنبياء :34 – وقال للمؤمنين : (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين )) – آل عمران: 144- ، من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله وحده لا شريك له فان الله له بالمرصاد ، حي قيوم لا يموت و لا تأخذه سنة ولا نوم ، حافظ لأمره ، منتقم من عدوه يجزيه ، واني أوصيكم بتقوى الله وحظكم ونصيبكم من الله ، وما جاءكم به نبيكم r وان تهتدوا بهداه ، وان تعتصموا بدين الله فان كل من لم يهده الله ضال وكل من لم يعافه مبتلى ، وكل من لم يعنه الله مخذول ، فمن هداه الله كان مهتدياً ومن أضله كان ضالاً ، قال تعالى : (( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا )) –الكهف : 17- ولم يقبل منه في الآخره صرف و لا عدل ، وقد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه بعد أن أقر بالإسلام وعمل به اغترارا بالله وجهالة بأمره و إجابة للشيطان ، قال تعالى : (( واذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا)) – الكهف:50- وقال: ((إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) –فاطر:6- واني بعثت إليكم –فلانا- في جيش من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان و أمرته أن لا يقاتل أحدا ولا يقتله حتى يدعوه الى داعية الله فمن استجاب له واقر وكف وعمل صالحا قبل منه و أعانه عليه ، ومن أبى أمرت أن يقاتله على ذلك ثم لا يبقي على احد منهم قدر عليه و ان يحرقهم بالنار ويقتلهم كل قتلة ، وان يسبئ الناس و الذراري و لا يقبل من احد إلا الإسلام ، فمن اتبعه فهو خير له ومن تركه فلن يعجز الله ، وقد امرت رسولي ان يقرا كتابي في كل مجمع لكم ، والداعية الآذان ، فإذا أذن المسلمون فأذنوا كفوا عنهم و إن لم يأذنوا عاجلوهم وان أذنوا اسألوهم ما عليهم فان أبوا عاجلوهم و إن اقروا اقبلوا منهم و احملوهم على ما ينبغي لهم .



هذا إعلان عام للمرتدين و قد أمرهم بالخضوع والعودة إلى الإسلام حالا بمجرد الدعوة و إلا كان كل أمير في حل من قتل من أبى و حرقه واستعمال الشدة معه وسبي الذراري - جمع ذرية وهم ولد الرجل - و النساء .



وأعطى لكل قائد عهدا بوصية بما يجب عليه أن يتبعه ويسلكه للقيام بالمهمة التي عهد إليه بها وهذا نص العهد :



بسم الله الرحمن الرحيم ..



هذا عهد من أبي بكر خليفة رسول الله r - لفلان- حين بعثه لقتال من رجع عن الإسلام وعهد إليه أن يتقي الله ما استطاع في أمره كله ، سره وعلانيته ، وأمره بالجد في أمر الله من تولى عنه ورجع عن الإسلام إلى أماني الشيطان بعد أن يعذر إليهم فيدعوهم بداعية الإسلام ، فان أجابوه امسك عنهم وان لم يجيبوه شنّ غارته عليهم حتى يقروا له ثم ينبئهم بالذي عليهم و الذي لهم فيأخذ ما عليهم و يعطيهم الذي لهم لا ينظرهم و لا يرد المسلمين عن قتال عدوهم ، فمن أجاب إلى أمر الله عز وجل قبل ذلك منه وأعانه عليه بالمعروف ، إنما يقاتل بالمعروف وإنما يقاتل من كفر بالله على الإقرار بما جاء من عند الله فإذا أجاب الدعوة لم يكن عليه سبيل وكان الله حسيبه بعد فيما استتر به ، ومن لم يجب داعية الله قتل و قوتل حيث كان وحيث بلغ مراغمه لا يقبل من احد شيئا أعطاه إلا الإسلام ، فمن أجابه واقر قبل منه وعلمه ، ومن أبى قاتله ، فان أظهره الله عليه قتل منهم كل قتلة بالسلاح و النيران ، ثم قسم ما أفاء الله عليه إلا الخمس فانه يبلغناه ، و أن يمنع أصحابه العجلة و الفساد ، وان لا يدخل فيهم حشوا حتى يعرفهم ويعلم ما هم لئلا يكونوا عيونا ولئلا يؤتى المسلمون من قبلهم ، وان يقتصد بالمسلمين و يرفق بهم في السير و المنزل و يتفقدهم و لا يعجل بعضهم عن بعض ويستوصي بالمسلمين في حسن الصحبة و لين القول.

..الغدير..
04-09-2005, 01:30 AM
ما شاء الله عليكي .. الله يعطيك العافية على هذا المجهود الطيب.. وإن شاء الله يكون في ميزان حسناتك..

وإذا احتجت مساعدة..أنا مستعدة..