الحلم الذي أصبح حقيقه0000 الجزء الأول00
في إحدى اليالي الحالمة والجو المنعش العليل000 جلست الأسرة الصغيرة في فناء المنزل 000 يتجاذب أفرادها أطراف الحديث00 نظرت ميّ إلى القمر المضيء وحوله النجوم اللآمعات00 ألتفتت حولها فرأت إخوتها يتقافزون ويلعبون هنا وهناك000 حولت بصرها نحو والدتها 00 أخذت تتأملها لفترة وجيزة وكأنها أرادت أن تقول لها شيئاً000 أشاحت ببصرها نحو والدها ولكنها لم تفصح عما يدور في خلدها000 وكيف لها ذلك وهي لا تستطيع000
فميّ فتاة معاقة لاتقدر على المشي أو الكلام000 لكن لها عينان جميلتان وقلباً حياً نقياً صافياً تعفو وتصفح عمن أساء إليها000 لها والدان كريمان لايفضلان إخوتها عليها ولا يعاملانها كمعاقة فهما يمازحانها ويلاعبانها ويحدثانهاكما يفعلان مع بقية أبنائهما 000 لذلك لم تحس بالنقص أو العجز000 إلى أن أتى ذلك اليوم الذي كبرت فيه وكبرت معها همومها وآلامها وتجددت أحزانها0000 فوالدتها لم تعد تستطيع الوفاء بمتطلباتها فقد أصبحت طاعنة في السن تحتاج إلى من يرعاها000 كذا كان حال والدها0000أما إخوتها فقد كبروا وتزوجوا ورزقوا بالبنين والبنات000 أما هي فلا زالت رهينة لمقعدها المتحرك وأسيرة لحزنها الذي طغى على وجهها الجميل000 فتلك العينان قد ُملأتا بالدموع وذلك القلب يتمنى العودة للطفولة حيث كانت سعيدة000
ومرت الأيام تلو الأيام 000 وفي ليلة سوداء حالكة الظلمة000 اجتمع إخوتها بأبويهم دون علمها000 وقرروا بعد جدال طويل أن يودعوا أختهم دار المعاقين000 تفطر قلب والديها حزناً عليها ولكن ما هنالك بد فالكبر قد أخذ منهما مأخذه 000
وفي اليوم التالي دخل أخوها الأكبر إلى غرفتها 000 وجدها تصلي 00 انتظر قليلاً ثم أخبرها بما اتفقوا عليه بشأنها بدون مقدمات أو بدايات000 نزل الخبر عليها كالصاعقة 000 نظرت إلى والديها بعينين معاتبتين مملوءتين بالدموع بعد أن يئست من جدوى الإعتراض وعدم القبول000 ولسان حالها يقول( أهنت عليكما) 000
لم تتمالك الأم نفسها فانفجرت بالبكاء 000 أما الأب فقد عجز عن الوقوف على قدميه وأخذ ينظر إليها بكل أسى000
لقد خرجت ميّ من منزل والديها إلى مكان لم تألفه وإلى أشخاص لا تعرفهم00000000
يتبع00000
******************************
ملاحظه: من أراد نقل أحد موضوعاتي أو ردودي فلا بد له من ذكر المصدر وجزاكم الله خيرا0
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة