حذرت دراسة طبية بريطانية حديثة من مخاطر اقدام الحوامل والمرضعات على الأكل السريع المليء بالدهون المشبعة والسكر والملح من إمكانية انتقال هذا الـإدمان إلى الأجنة ولاحقا بعد الولادة. وبعد بحوث تطبيقية أجريت على الفئران، تبينت صحة هذه النظرية، رغم عدم ضرورة انطباق ما يحصل مع الفئران على الجسد البشري. إلا أن دراسة أميركية نشرت في عام 2005 وتم تطبيقها على 190 ألف عائلة أميركية، وجد الباحثون أن الحوامل اللاتي كسبن وزنا اكثر مما هو موصى به من قبل المؤسسة الأميركية الطبية (11.5 إلى 16 كلغ) تعرض أولادهن بين عمر السنتين و أربع سنوات إلى سمنة مفرطة.

وعودة لتقاصيل الدراسة البريطلنية حيث أقدم البروفيسور في أمور التغذية نيك ستيكلاند من جامعة " UK's Royal Veterinary College " وفريقه الطبي على اختبار نوعين من الحمية على فئران حبلى ومرضعة ، إحداهما صحية ومتوازنة والأخرى مكونة من وجبات مصنعة كالدوناتس والحلويات والبسكويت والمقرمشات أي وجبات تحتوي على نسبة سكر ودهون عالية. وبعدها عند تم تخيير المواليد لانواع متعددة من الأطعمة، وقع خيار الصغار على الأطعمة المشبعة بالدهون بناء على ما تعودوا عليه أثناء فترة الحبل والرضاعة، وكانت تلك الحيوانات عرضة للسمنة المفرطة والأكل الزائد بنسبة أعلى من الآخرين، إذ ارتفعت كميات الوجبات مع التقدم بالسن بشكل زائد عن البقية.

وقال البروفيسور ستيكلاند :"بناء عليه لا يكفي إعداد وجبات متوازنة في المدارس الابتدائية لمنع تعرض أولادنا لمرض السمنة المفرطة، بل يجب أن نبدأ معهم وهم في الأرحام حفاظا على صحتهم". ونصح البروفيسور السيدات الحوامل بعدم السماح لأنفسهم بالإفراط في الأكل تحت حجة أنهن يأكلن نيابة عن شخصين!

وفيما لم تحدد الدراسة بالظبط كيفية انتقال هذه التغييرات إلى الجنين، إلا انه توقع أن حمية الأم المعتمدة على نسبة عالية من الدهون والأملاح والسكر قد تؤثر على نمو مراكز المكافأة في دماغ الجنين والمرتبطة بالتفاعل مع شعور الإكتفاء وحتى التفاعل مع المخدرات. وأضاف "عندما يولد الجنين يرسل الدماغ إشارات إلى انه بحاجة إلى طعام مشبع بتلك المواد التي اعتاد عليها سابقا... إنه نوع من الإدمان بطريقة او بأخرى".