الاتصال مُـيَـسَّـر!
السفر سـهـل!
العلاج متطـوّر!
العلم متقـدّم!
ما أروع "تكنولوجيا" القرن الواحد و العشرين!
لا أظنّ البشريّة وصلت إلى مثل هذا المستوى من التـقدم من قبل.
و لا أظنّ أنّ أحداً يكره التّقدّم أو التطوّر.
و لكنّ التطوّر يجب أن يكون في الوسائل و الأدوات و ليس في القِـيَـم!
نعم، يجبُ علينا أن نستعيض بالسيارة عن الحصان، و بالطائرة عن الجمل، و بالباخرة عن السفينة الشراعية.
كما يجبُ علينا أن نطبّق الـنّـظُـم الإداريّة الحديثة في مؤسساتنا، و أن نوفِّـرَ العلاج الحديث في مـسـتـشـفـيـاتـنـا، و أن نـتّـبِـعَ طرق الرّي الحديثة في مزارعنا، و طرق الصناعة الحديثة في مصانعنا.
هذه نماذج للوسائل و الأدوات التي يجب علينا أن نطوّرها كي تسهل حياتنا.
و لكن هناك أمور غير قابلة للتغيير، فتغييرها عبثٌ بها و إفسادٌ لها!
الصّـدق و الكذب - مثلاً!
هل يمكن أن نطوّر مفهومنا عن الصّدقِ و الكذب؟
هل يمكن أن نرضى بالكذبِ بديلاً عن الصّدق؟
أو هل يمكن أن نرضى بالعري بديلاً عن السّـتـر؟
أو هل يمكن أن نرضى بالانحلال الخُـلقي بديلاً عن العـفّـة؟
الـعِـفَّـةُ كانت و لازالت فضيلة في كلّ زمان و مكان!
و الانحلال كان و لازال رذيلةً في كلّ زمان و مكان.
هل يمكن أن نرضى بالأنانيّة بديلاً عن التكافل؟
أو بالتفكّك الأسري بديلاً عن التلاحم؟
أو بالرذيلة بديلاً عن الزواج؟
هناك قِـيَـم و مبادئ يجب الثبات عليها و التّمسّك بها لأنّها صالحة لكلّ زمان و مكان، و إن حاولنا العبث بها باسم التطوير فإننا سنخلق لأنفسنا و مجتمعاتنا هـمّـاً و غـمٍّـاً و اكتئاباً و أمراضاً و مشاكلَ و جرائم.
و الآن....
و نحن في خضم اللحاق بركب الأمم التي سبقتنا "تكنلوجيّاً"، هـل نحن مُـتَـنَـبِّـهـون إلى الفرق بين الأمور الواجب فيها التطوير و التغيير و بين الأمور الواجب فيها الثبات؟!
الروابط المفضلة