بسم الله الرحمن الرحيم
أخيتي الحبـيـبة ... كفاك ِ حلماً
جلسَت على طرف سجادتها بعد إن أنهت صلاتها ، ورفعت كفيها تغطي بهما وجهها لتحجب دموعها التي كانت تتساقط منهمرة كالسيل ..
لقد عنفتها أمها مراراً لأنها ترفض الشاب الذي تقدم لخطبتها رغم صلاحه الظاهر – ولا نزكي على الله أحداً -
رفضت الإرتباط به لأنها كانت تحلم بأن تكون زوجة لمجاهد ٍ في سبيل الله
لن ألوم الأم على حسرتها لرفض ابنتها ، مما اضطرها لتعنيفها ، لأنها تدرك بعين البصيرة واقع الحال ،
وعلمتها الحياة أن الحلم مباح ..
ولكن التعلق بالسراب والركون للخيال والآمال التي ربما لا تتحقق ..إنما هو تعطيل لعجلة الحياة ..
و لن ألومك أخيتي الحبيبة يا من على البعد استشعر آلامها ، وأرى دموعها ، وأكاد أجلس معها على السجادة باكية معها قبل أن تطويها .
لذلك ...
أوجه رسالتي لك ِ يالحبيبة من قلب ٍ محب ٍ صادق ٍ – ويعلم الله أني على البعد أكن لك ِ أطيب مشاعر الإخاء في الله – وأكتب لك ِ هذه الكلمات ، عسى أن تقع في قلب ِ محب .
أخيتي الحبيبة :
لقد تراءت لخاطري مثلك أحلاماً عظام ، حملت بين طياتها صور رجال أعظم ..
أسماؤهم حُفرت في وجداني قبل ذاكرتي ، أنام وأصحو على حلم مستحيل ، ورؤى لا تقبل التأويل
كم تخيّلت حمزة ، وعليّ ، و ابن الزبير ، والقعقاع ، وصلاح الدين ..و ... و ..
كيف هم ؟ وكيف كانت زوجاتهم ؟
كم تمنيت أن أرى عبدالله بن مسعود ، وأسمع صوته وهو يرتّل القرآن .. وحلمت بأن أحظى بمثله ، من يحيي ليلي ، ويجري دمعي ، و يؤنس وحشتي ، ويروي ظمئي .
وكم أغمضت عيني وأنا أقرأ من كتاب ٍ يحكي سيَر عظماء أمتنا الإسلامية على مر عصورها الزاهرة
وأبات أحلم أني عشت تلك العصور ، وكنت إمرأة لأحدهم
أحلام وأمنيات ، ليس لتحقيقها أمل ..
أكاد أجزم أن حلم كل فتاة منا أن تكون لمجاهد ٍ في سبيل الله ..
وإن تمادت في حلمها أن تكون أماً كذلك لمجاهدٍ في سبيل الله ..
أما حلمنا الأول فليس بيدنا تحقيقه ، لأن الزواج قسمة من رب العزة والجلال .
وأما حلمنا الثاني فبعون الله وقدرته ومشيئته نحاول أن نحققه بتفعيل هذا الحلم ما استطعنا إليه من سبيل ..
قد تظن فتياتنا أن فارس الأحلام لابد أن يحوي جميع الصفات التي تتمناها في الرجل ..
وهذا أمر مستحيل حدوثه ، لأنها ببساطة لا تحوي كل مواصفات فتاة أحلامه هو كذلك .
لذلك لا بد من أن نضع أقل الشروط الواجب توفرها فيمن تقبل به ولا تتنازل بأي حال عنها
أهمها أن يكون رجل صالح يخاف الله في أمور حياته ، ويحافظ على ما افترضه الله عليه من فروض الدين
وهو أدنى ما رضيَـه رسولنا صلى الله عليه وسلم للإعرابي الذي قال له " والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه" قال صلى الله عليه وسلم: " أفلح إن صدق " كما في الحديث الذي رواه مسلم في مسنده تحت رقم 11
فلتنظر كل فتاة لمن يتقدم لخطبتها بعين الموضوعية ، لا بعين الحلم والخيال ..
وليكن طموحها هو تحقيق أحلامها في ذريتها في المستقبل ،
فلعلها تضع نصب عينيها أن تربي رجلاً كامل بناء الشخصية الإسلامية ليكون الرجل الذي لم تناله هي ، وكان قدرها أن مجتمعها لم يربيه لها .
ولتربي بناتها ليكن زوجات فضليات صالحات قانتات مطيعات لأزواجهن حافظات للغيب لهم ومؤتمنات على بيوتهن ، ومخرّجات نماذج مضيئة تحيي الأمة بعد طول رقودها ..
لتكوني يا أخيتي الحبيبة كخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها في احتوائها لزوجها – عليه الصلاة والسلام - ولتكوني مثلها في حسن تبعلها له ، و تفرغها لشئون بيتها و تربيتها لفاطمة- رضي الله عنها- التي أحسنت هي بدورها تبعلها لزوجها علي " أبي تراب " – رضي الله عنه – و التي رضيت به رغم فقره وعاشت شظف العيش معه ، وهي أكمل النساء ، وأجمل الفتيات ، وبنت خير الخلق وسيدهم ونبيهم .
ولتكوني كعائشة – رضي الله عنها – في التبحّر في العلم وفهمه عن زوجها - صلى الله عليه وسلم – فواصلت تبليغ رسالته من بعده – عليه صلوات ربي وسلامه .
وإذا جاءك ِ خاطر يثنيك ِ عن قبول من به أقل شروط القبول بالرجل ، فتذكري أن آسيا زوجة فرعون كانت تحت أعتى وأكفر خلق الله والذي ادعى ربوبيته لقومه ، مع ذلك نالت أعلى مراتب الجنة ..
وجمّلها الله تبارك وتعالى بالصبر ، وحاولت جاهدة دعوة زوجها لعبادة الله وصبرت على ذلك . ولم تتوقف هي عن عبادتها ودعائها لربها ، وقالت : { رب ابن ِ لي عندك بيتاً في الجنة. {
وحتى تنجب أمهات هذا الجيل رجال قدوتهم محمد عليه الصلاة والسلام وحمزة ، وعلي ، وابن مسعود ، وصلاح الدين
علينا أن نرضى بواقعنا ... ونقبل بمن قدّره الله لنا.. من الرجال المشهود لهم بالصلاح ، وحسن الخلق .
كما على الرجال أن يرضوا من فتيات هذا العصر بمن تطمح أن تكون كخديجة وعائشة وفاطمة .. وإن لم تكن تحمل كل صفاتهن .
و لنواصل أحلامنا .. ونأمل تحقيقها في أبنائنا في غـدنا المشرق بإذن الله .
منقول
__________________
وأتمنا مايكون مكركر ... ...لاني سويت بحث ما طلعت بنتائج
...........................
الروابط المفضلة