كراكيب البيت احد اهم اسباب الخلافات الزوجية,قرأت هذا الموضوع الطريف وحبيت تقرأوه معايا
أحببت أن أستغل سفر زوجي وجدتها فرصة لأرتب الغرفة و أجعلها له مفاجأة رجوعه بالسلامة إن شاء الله .
فاستيقظت بالأمس مبكرة و أنا عازمة على القيام بالمهمة السرية الصعبة و طلبت من إبنتي أن تمد لي يد المساعدة ،
وقفت في منتصف الغرفة متحيرة من أين أبدأ – من الأدراج و محتوياتها أم من الكراتين الراكدة تحت السرير ، أم أبدأ بالشنط و الأكياس الكائنة فوق الدولاب ، و من صعوبة أخذ القرار كدت اقوم بصلاة إستخارة لعلها تفيدني في ذلك الموقف الصعب .
المهم إنتهى الأمر بأن أبدأ بالأدراج التي في متناول يدي ، ورأيت ان أخرج كل محتوياتهم و أجلس على الأرض لأفرزها – و كان ذلك .
و بدأت أتفحص المحتويات لأعيد المهم و أرمي الباقي –
هذه هي أوراقي الخاصة و أوراق زوجي و أولادي الرسمية و تفحصتها و بدأت في إعادتها واحدة تلو الأخرى و انتهى الدرج الأول بإعادته كما هو إلى مكانه ، و قلت في نفسي : ( ما تزعليش أكيد حترمي حاجات من باقي الأدراج ) .
ثم أخرجت محتوياتهم كالأول – و بدأت عملية الفرز – هذه شهادة رامي إبني الأكبر في صف أول روضة – و هذه أول كلمة خطتها يداه – و هذه صورته في أول يوم له بالمدرسة – يااااه ما أجمل تلك الأقصوصة لقد كتبها لي في عيد الأم سنة 1986 – و ما أروع هذه - - و تلك - - و يا جمال أول كراسة خط عربي له
هذه علبة فاضية و لكنها مليئة بالذكريات و عبق و عبير أيام جميلة – إنها علبة داخلها زجاجة فارغة ( إرميها يا ماجي ) و لكن عقلي الباطن قال ( مستحيل ) إنها ما بقى من أول زجاجة عطر أهداها لي زوجي الغالي – و الله ما أرميها ما حييت – و انتقلت إلى أقصوصة خطها لي زوجي قبل سفره من زمن يوصيني فيها بنفسي و الأولاد
( معقولة أرميها – دي حتى مش واخدة مكان كبير ) – ثم مددت يدي إلى قلم فارغ داخل كيس بلاستيك مهتريء مكتوب عليه ( القلم الذي وقعنا به عقد الزواج ) و مثله عدة أقلام داخل رابطة صغيرة لا تزيد عن نصف كيلو
( بسيطة ) هذا قلم إمتحان الثانوية العامة ، و هذا قلم البكالوريوس ، وهذا قلم أبي رحمه الله , و أما هذا فإنه غالي على نفسي فقد أهدته لي أختي عند تخرجي .
فقلت أحدث نفسي ( لا و الله لا أتخلص منهم ما حييت – ما تزعليش نفسك يا ماجي أكيد حترمي حاجات من باقي الغرفة ) .
ثم مددت يدي إلى تحت السرير لأجر شنطة ، فناديت إبنتي لتنفض عنها التراب ، ثم فتحتها و قالت : كل دي شكولاتة يا ماما ؟؟ و مدت يدها لتأخذ الشكولاتة – فصرخت بها : لا لا لا – لا تأكليها –
ليه يا ماما ؟ - فقلت لها : إن تلك الشكولاتة مضى عليها سنوات و سنوات – تلك هي علب الملبس و البونبونيرات لكل أفراح العائلة و الأصدقاء و ملصق مع كل علبة كارت الفرح –
و مدت يدها فقالت : و ما هذا ؟ شكلها ليس بعلبة لفرح – فقلت لها : أيوة يا آية إنها من سبوع إبنة خالتك بعد ميلادها و ضحكت آية لأنه مكتوب عليها ( أنا جيت نورت البيت
ثم قفزت فجأة من الفرحة و لم أصدق عيني – و قد كنت نسيت تلك الأقصوصة ، إنها بطاقة دعوة لفرح أبي و أمي عام 1956 – و سألتني آية : معقولة يا ماما دة كارت فرح ستو و جدو ؟؟
إنت حلوة أوي يا ما ما علشان شيلتي الحاجات الحلوة دي كلها . و إيه دول يا ماما ؟؟
و كاد قلبي يقف من الفرحة عندما تفحصت أجندتين صغيرتين كل واحدة منهم في حجم كف اليد و بهما مذكرات والدي لعامي 1948 و 1947 – إنهما ثروة – و مضت علينا أنا و آية أكثر من ساعة و نحن نقرأ ما فيهما و نضحك على أحداث مضى عليها 60 سنة و كيف كان أبي يشتري كبدة و كلاوي ب 3 قروش لتأكل العائلة بأكملها . و إن شاء الله سأدرج لكم في موضوع منفصل صفحات من مذكرات أبي لتعيشوا معنا حلاوة الزمن الماضي .
و لم أشعر أنا و آية بالوقت و نحن نعيش مع كراكيبي حتى سمعنا آذان المغرب ، و قد أمضينا 6 ساعات لن ننساهم ،
تأملت كل الكراكيب و قد كنت أظنها كذلك ، و لكني إكتشفت إنها ثروة غالية من الذكريات الجميلة ، و أعدت كل شيء لمكانه و لكن شعوري كان قد إختلف ، فلم أعد أشعر أن الغرفة مزدحمة ، و وجدتها في عيني أجمل الغرف بما تحمل من كراكيب رائعة .
و لتحيا الكراكيب .
الروابط المفضلة