لأنه مهم جدا هذا الخبر الصحي نقلته لكم من أحد الصحف ...
سرطان المعدة الذي يبدأ خلسةً
اعداد الدكتور أنور نعمة الحياة - 21/08/08//
- والدي يقترب من السبعين، كان يعاني من حرقة في المعدة لازمته سنوات كثيرة ويتناول من أجل تهدئتها شراب «مالوكس». منذ أسابيع أدخلناه المستشفى اثر نوبة رئوية حادة تمت السيطرة عليها بالأدوية. الصورة الشعاعية للصدر لم تكن مطمئنـة، إذ كشفت النقاب عن وجود انتشارات ورمية وبعد أخذ الخزعة تبين أن أصل تلك الانتشارات هو سرطان المعدة، وعند إجراء فحوص أخرى اتضح أن الورم منتشر الى غدة البروستاتة أيضاً. الآن والدي يخضع للمعالجة الكيماوية، ولكن وضعه الصحي يسير نحو الأسوأ...
- أشكو من القرحة في المعدة من زمن طويل ولم تشف على رغم الأدوية التي تناولتها. استشرت طبيباً متخصصاً في الأمراض الهضمية فأجرى لي تنظيراً للمعدة ورفع خزعة من جدارها، وبعد فحصها في المختبر وجد أنني أحمل الجرثومة الحلزونية، فوصف لي دوائين للقضاء على الجرثومة المذكورة لأنها، كما يقول الطبيب قد تسبب سرطان المعدة...
يعتبر سرطان المعدة واحد من الأورام الخبيثة الشائعة إذ يحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم، وهو يعشق الرجال أكثر من النساء بدءاً من سن الأربعين من العمر، وترتفع وتيرة حصوله بعد العقد السابع من العمر. وهو يميل الى الحدوث في بعض الدول أكثر من غيرها ومن بينها اليابان التي يكثر أهلها من أكل الأطعمة المالحة والمدخنة.
المعضلة الكبرى في سرطان المعدة انه مرض صامت يبدأ خلسة ويتطور خفية وفي غالبية الأحوال لا يكشف عنه إلا بعد فوات الأوان، وسبب هذا يرجع الى عدم وجود العوارض والعلامات الوصفية المبكرة، وحتى لو وجدت هذه فهي مثيرة للالتباس. وغالباً ما تركن بالمعالجات العرضية التي يأخذها المرضى بوصفة أو من دون وصفة، على رغم وجود ورم خبيث ينمو في الكواليس.
هناك عوامل خطر تشجع على الإصابة بسرطان المعدة، والعلماء يجمعون على العوامل الآتية:
1- العمر، يزداد حدوث سرطان المعدة كلما توغل الشخص في خريف العمر، وغالبية الإصابات تشاهد عقب الخمسين، أما العمر الوسطي الذي يرصد الورم فيه هو 72 سنة.
2- الجنس، ان سرطان المعدة أكثر حدوثاً عند الرجال في معظم أنحاء العلم.
3- الاستهلاك المستمر للملح والأغذية الحاوية على نسب عالية من الملح، فهذا الأخير يملك فعلاً كامناً لإثارة العملية الخبيثة التي تطلق العنان للسرطان، خصوصاً عندما يوجد الملح مع عوامل أخرى مسرطنة مثل النيترات والمركبات الناتجة عن عملية الشي والتدخين.
4- البخل في تناول الفواكه الخضروات، وفي هذا الإطار أفادت دراسات أجريت في بعض الدول بأن الأشخاص الذين يقلون في أكل الفواكه والخضروات هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة بمعدل ثلاث مرات، مقارنة بالذين يأكلونها كفاية.
5- الزمرة الدموية، الأشخاص الذين يملكون زمرة دم (A+) هم أكثر عرضة من غيرهم لزيارة سرطان المعدة، أما عن السبب فلا يعرف العلماء لماذا؟ هناك من يطرح فكرة وجود طفرة وراثية في بعض الجينات عند أصحاب هذه الزمرة تؤهب للسرطان.
6- السوابق العائلية، ان وجود إصابة عائلية بسرطان المعدة عند الأقرباء من الدرجة الأولى (أب، أم، أخ، أخت) ترفع من خطر التعرض لمثل هذا الورم.
7- التهاب المعدة الضموري.
8- المشروبات الكحولية.
9- الحالة الاجتماعية، الطبقات الفقيرة أكثر إصابة بسرطان المعدة.
10- فقر الدم الخبيث.
11- القرحة المعدية المعندة على الشفاء.
12- العدوى بالجرثومة الحلزونية، وهذه تسبب التهاباً في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة وترفع من خطر سرطان المعدة ستة أضعاف.
كيف يتظاهر سرطان المعدة؟ في البداية يكون السرطان سطحياً يطاول الغشاء المخاطي المبطن للمعدة، وفي هذا المرحلة يكون أخرس، أو انه قد يثير بعض العوارض الهضمية البسيطة التي لا يأخذها المصاب على محمل الجد ومنها :
- حس الثقل في المعدة أو أعلى البطن.
- الحرقة نتيجة الارتداد المعدي – المريئي.
- التلبك في الهضم.
- القرف من أكل اللحم.
وعندما يتغلغل السرطان في جدران المعدة، عندها قد تظهر اختلاطات معينة مثل النزف والتقيؤ الدموي وانثقاب جدار المعدة. قد تلوح في الأفق علامات تشكك في الإصابة بسرطان المعدة من بينها:
- تقيؤ الدم.
- الخروج الزفتي اللون.
- فقدان الشهية على الطعام.
- تدهور الوزن والصحة العامة.
عند الاشتباه بسرطان المعدة لا بد من إجراء التحريات اللازمة لتشخيص السرطان أو نفي وجوده، وفي حال التأكد من التشخيص تتخذ الإجراءات التي تسمح في معرفة الدرجة التي وصل اليها الورم وهل توجد له انتشارات أو لا، وعلى هذا الصعيد هناك خمس درجات للورم:
الدرجة صفر، وفيها يكون السرطان محبوساً في الغشاء المخاطي للمعدة ولم يتعداه قط. واكتشاف السرطان في هذه المرحلة يعطي نتائج شفائية كاملة.
الدرجة 1، وهنا يصل الورم الى الطبقة الأولى لغشاء المعدة ولكنه لم يهاجم بعد الطبقة العضلية.
الدرجة 2، وفيها ينال الورم إما العقد اللمفاوية المحيطة بالمعدة أو أنه يغزو الطبقة العضلية الرئيسة.
الدرجة 3، وفيها يكون الورم منتشراً في الطبقة العضلية والعقد اللمفاوية، ولكنه لم يحط رحاله بعد في أعضاء أخرى، أو أنه وصل الى أحد الأعضاء من دون ان يطاول العقد اللمفاوية.
الدرجة 4، وهنا يقطع الورم جدار المعدة الى العقد اللمفاوية والى الأعضاء.
يتم علاج سرطان المعدة وفقاً للمرحلة التي وصل إليها الورم، وان التشخيص الباكر مهم جداً لدرء شر هذا الورم الذي يقتل سنوياً حوالى 800 ألف شخص. أما الوقاية فهي حجر الأساس لتفادي التعرض لهذا المرض الخطير. ان أسس الوقاية من سرطان المعدة تشمل:
> إزاحة ما يمكن إزاحته من عوامل الخطر التي تشجع على الإصابة بسرطان المعدة مثل تجنب الملح والأطعمة المملحة، وتفادي المشروبات الروحية، والحذر من الطبقات المحروقة على اللحم الأحمر، وعلاج القرحة المعدية وفقر الدم الخبيث وعدوى الجرثومة الحلزونية.
> تناول ما يكفي من الفواكه والخضروات، هناك الكثير من الأبحاث التي أشارت الى أهمية هذه الأغذية في الوقاية من السرطان، خصوصاً سرطان المعدة، وعلى هذا الصعيد أوضح باحثون من المركز الوطني للسرطان ومعهد الأبحاث في مدينة كاشيوا اليابانية أن أنواعاً معينة من الخضار والفواكه أكثر فائدة من غيرها، فعلى سبيل المثال تراجعت الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 52 في المئة عند أولئك الذين لم يقربوا الخضروات البيضاء مثل الخيار والملفوف، مقارنة بآخرين. في المقابل، ان تناول الخضروات الصفراء والبرتقالية لمرة واحدة أسبوعياً تقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 35 في المئة. طبعاً لا بد هنا من التشديد على الخضروات التي تنتمي الى الفصيلة الزنبقية مثل الثوم والبصل، لما لها من أهمية في الوقاية من سرطان المعدة، فالثوم يقوم في إبطال مفعول عدد من المركبات المسرطنة، أكثر من هذا فهو يقف حجر عثرة أمام نمو وتكاثر الجرثومة الحلزونية التي تشعل فتيل سرطان المعدة، أما البصل فيحارب الجرثومة الحلزونية المشبوهة بواسطة المركبات الكبريتية الغني بها. وحسب الباحثين فإنه يكفي الشخص أن يتناول فصاً من الثوم أو بصلة صغيرة في اليوم لكي يعزز من ترسانته الدفاعية ضد السرطان اللعين.
> ختاماً كشفت دراسة إسبانية نشرت سابقاً الى فاعلية زيت الزيتون البكر في الحماية من سرطان المعدة، أما السر فيكمن في غناه بمركبات البولي فينول التي تمنع العدوى بالجرثومة الحلزونية...
الروابط المفضلة