المآسي الــ [ 3 ] !
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم ..
سلام الله ورحمته وبركاته على ] الأحبة : )
.
.
موضوعي مؤلم ..
وحديثي موجع !
كنت ســ أتحدث عنه قبل سنة من الآن .. لكنني فضلت [ الصمت !
والآن .. أقصد اليوم ..
شهدت المأساة الأخيرة .. وليتها تكون الأخيرة ..
.
.
.
.
لم أتوقع أن أكون أنا شاهدة عيان .. على تلكَ المآسي الثلاث ..
لأني كنت أظن .. كما أظن .. [ أن ذلك من المحال في مجتمعنا !
فــ تابعوا معي .. المآسي الثلاث ..
وســ أذكرها حسب [ الترتيب الزمني .. وبالمختصر المفيد ..
مع [ تغيير أسماء أصحابها ..
وأرجو منكم ملاحظة الحل الوحيد الذي اتفق عليه أصحاب المآسي الثلاث ..
ورأوا فيه راحتهم ..
و اعذروني على أسلوبي ، فلم أعتد على هذا الأمر ..
وأرجو أن يصل إليكم ما أريد ..
< علماً بأن هذه القصص إما رأيتها بأم عيني أو أن أصحابها أخبروني بها .. ولا أكثر من ذلك >
<
>
<
>
المأساة الأولى .. [ سلمى و أختها الكبيرة عائشة ]
سلمى هذه كانت إحدى زميلاتي في المدرسة ..
كنت أنا و هي حينها في الصف السادس أو السابع كما أذكر ..
وحدث أن جاورتها يوماً في رحلة مدرسية .. تحدثنا مطولاً ..
و باحت لي يومها بسرّ بشع ..
لقد أخبرتني أن أباها [ شارب للخمر ، سكّير ] ..
حينها صُدمت ..
فجعلت تخبرني أن أباها يطلب منها أن تحضر له وتسكبه له ..
فأخبرتها أن عليها أن لا تفعل ..
قالت لي لا أستطيع .. سيضربني .. فقد حاولت و فعل ..
فنظرت لها بحزن .. فحاولت أن تهون علي .. ولا أدري إن صدقت فيما قالت ..
لكنها زعمت أنه تضيف دواءً إلى الخمر .. يجعل والدها يتقيئ الخمر بعد شُربه ..
قالت لي .. أنه لا يهون علي أن يكون الخمر في بطنه و أن أكون أنا ساقيته ..
.. كان ذلك عجيباً .. أن تتناقش طفلتان في هذا الموضوع ، وبهذه الشفافية .. لكن هذا ما حدث ..
.
.
بعد عدة سنوات ..
حدث وجلست معها .. ولا أذكر أين ..
وبين طيات حديثنا اكتشفت أنها حاولت الانتحار عدة مرات ..
و استخدمت في ذلك المنظفات و سم الفئران أو ما شابه ..
فــ أخبرتها [ بحرمة الأمر ] ..
فــ قالت أنها تعرف .. ولكنها ] تعبت !
/
على الجانب الآخر ..
تعرفت على عائشة .. في ذات الوقت الذي تعرفت فيه على سلمى ..
رغم أن عائشة هي الأخت الأكبر .. لكنها رسبت لعدة سنوات ..
لذا كانت إحدى زميلاتي كأختها ..
لم أقترب كثيراً منها ..
لكن .. كانت تحدث مواقف نراها جميعاً ..
فــ عائشة هذه كانت تتعلق ببعض مدرساتها بطريقة صعبة ..
حتى أن المعلمة هذه إن لم تأتها أو تجاهلتها ذات مرة ..
أحضرت موساً حاداً وبدأت تجرح نفسها في ساعدها ..
حتى أن بنات الصف كان يصيبهن الذعر من منظر الدماء ..
فيسرعن و يستدعين تلكَ المعلمة .. فتأتي ..
والبقية لا أعرفها لأني لم أكن في ذات الصف ..
لكن كل ما لاحظته أنها كانت دائماً ما تنقش أسماء معلماتها على يديها ..
وذلك بتقطيع يديها بالموس ..
وقد سألتها ذات مرة عن ذلك .. فأجابت [ عادي ] .. !!
/
من جهة أخرى .. فسلمى وعائشة .. ليستا على وفاق ..
فسلمى تشعر بالعار من عائشة ..
وقد وصل بينهما حد الخصام .. أنهما لم تتكلما لسنتين .. على الرغم من أنهما في نفس البيت !
أسأل الله أن يُفرج همهما ويهديهما ..
:
:
تساؤل ..
كيف .. نتجت فتاتان كسلمى وعائشة في مجتمع مسلم ..؟
هل السبب في [ الأسرة .. ؟ .. أم !
ولماذا حاولتا الانتحار و أذية نفسيهما ؟
هل [ تعبتا ] ؟ أم [ رأتا الحياة سيئة لا تستحق البقاء ..؟
كيف يحدث ذلك .. وهما بهذه السن الصغيرة ؟
أليس من المفروض أن تكون مشكلتهما دافعة [ لاقترابهما أكثر من بعضهما ؟
من الجاني ؟
أسألة تطرح نفسها ..
<
>
<
>
المأساة الثانية [ مأساة فاتن ]
فاتن إحدى فتيات صفي .. أول ما عرفتها .. لم أحبها ..
ولكن بمرور الأيام .. بدأت أشفق عليها .. لأنها مُضطهدة من الجميع ..
فلا تكاد تنطق بكلمة إلا وتنقلب حرب عليها في الصف .. هي غير مقبولة بالمرة ..
المهم .. السبب الثاني لإشفاقي عليها .. هي وفاة والدها وهي صغيرة ..
أذكر أني علمت أنه توفي .. وهي في الصف الثاني الابتدائي ..
فاضطرت والدتها أن تربيها هي وإخوانها الثلاث ..
علماً بأنهم أجانب على البلد .. أي ظروفهم صعبة بمعنى الكلمة ..
لكن الله يسر لهم وفتح عليهم الآن .. فالحمد لله ..
المهم ..
ذات صباح .. قبل سنة من الآن .. كنت أجلس مع فاتن في الصف ..
و قادنا الحديث .. إلى مناقشة المعاكسات ..
ثم .. ولا أذكر ما قالته و جعلني أشك في شيء و كان هذا بداية الخيط ..
فضغطت عليها و سألتها ..
فحاولت تبرأت نفسها وقالت : هذا ليس ذنبي ..
وبعد قليل سردت القصة سرداً ..
فعلمت منها أن شقيقها الأكبر اعتدى عليها عدة مرات منذ كانت في الصف الثالث الإعدادي ..
صُدمت ! وإن شئت قلت صُعقت ..
وباستمرار الحديث .. اكتشفت أن أمها تعرف بالموضوع !
فــ صدمت للمرة الثانية ..
قدمت لها بضع نصائح وأوصيتها على نفسها ..
لكن .. نفسيتي بقيت مدمرة لأسبوع كامل ..
و تواصلت معها .. وكنت أسألها باستمرار عن حالها ..
وبإمكاني القول أني اطمأننت قليلاً عليها ..
لكنها .. [ تتمنى أن تموت .. وتقول دوماً الحياة سيئة ..
وكثيراً ما كررت أمامي كلماتها " رح أنتحر "
و الآن .. توسعت مداركها قليلاً ..
لكني بت أخشى عليها كثيراً ..
فــ تعرفها على عالم النت قريباً .. جعلها مندفعة بشدة ..
وفضولها وحبها للاكتشاف .. جعلها تخوض غمار بحر لا تدرك عمقه ..
فــ أسأل الله أن يحفظها ..
:
:
هذه فاتن ..
وجه آخر [ للمأساة !
والسبب .. [ لا أب ] و [ أخ منحرف ] و [ أم غافلة ] ..
فـــ يا ويح الحال ..
والنتيجة .. [ فتاة غريبة الأطوار ] و [ تتمنى الموت ] و [ مضطهدة وغير مقبولة ] و [ مستقبل مجهول !!
<
>
<
>
المأساة الثالثة ، مأساة اليوم .. [ نُهى ] ..
نهى .. إحدى زميلات الصف ..
قدمت حديثاً للمدرسة ..
لا أعرفها كثيراً ..
لكنني فهمت أنها تكره البيت جداً ، لأن أمها تؤذيها بكلامها ..
علماً بأن هذه الفتاة كانت متفوقة جداً في السنوات السابقة ,,
لكن مستواها انخفض بشدة ..
ولهذا توبخها أمها ..
حتى أنها بكت ذات يوم كثيراً وقالت لا .. لا لا أريد العودة للبيت ..
فحاولنا تهدئتها ، ولا أدري ما حدث بعد ذلك ..
وقد حادثت نهى ذات يوم .. وأخبرتني أنها تخاف ..
تخاف أني يفهمها الناس خطأً .. ويسيئوا الظن بها ..
وكما يبدو فهي تعاني من خوف داخلي من شيء تخفيه ..
وربما لا يكون كذلك ، ويكون هذا الخوف زُرع فيها بواسطة أسرتها ..
.
.
لكن اليوم بالذات ..
حاولت نُهى الانتحار ..
فتناولت .. شيئاً لا أعرف ماهيته .. وأتت المدرسة ..
و يبدو أنها كانت تفضل أن تموت في المدرسة على أن تموت في البيت ..
و لولا لطف الله لماتت .. إلا أنه وكما يبدو لي لم تأخذ جرعة كبيرة وكافية من ذلك الشيء ..
لكنها .. و بعد حصتين بدأت في التوجع .. وأصيبت بمغص شديد ..
وبقيت خارج الصف .. قرب الحمام لثلاث حصص .. تتقيأ .. ثم تهدأ .. تتقيأ ثم تهدأ .. تتقيأ ثم تهدأ ..
و لم تكن تستطيع الحركة بسبب وجع بطنها ..
و ظلت متعبة .. حتى عدنا لبيوتنا ..
ولا أدري ما بها الآن .. أو كيف حالها ..
( قد يتساءل أحد كيف عرفت .. ولماذا لم تذهب نهى للمستشفى ،
أولاً الفتاة لم تخبر أحداً إلا إحدى صديقاتي .. وطلبت منها أن تُخفي الأمر ..
لكنني استنتجت الأمر استنتاجاً ، وسألت .. ففهمت أن هذا ما حدث ، ورفضت
نهى الذهاب للمستشفى خوفاً من أن يُعرف الخبر وينتشر ، ويوبخها والداها )
أسأل الله أن يهديها ..
:
:
هل تكون هكذا نتيجة أسرة [ لا تستطيع حل مشاكل ابنتها بطرق سلمية ] ؟
ولماذا رأت نهى في هذا الطريق راحتها ؟
وكيف ســ تكون نهى حين تكبر ؟
هل تستطيع نهى تجاوز الأزمة وحدها ؟
وكيف تحولت نهى من [ الأولى على صفها ] إلى [ فتاة تحاول الانتحار ] ؟
وما سر [ أزمة الخوف ] لديها ؟
.
.
.
.
.
بعد هذا كله ..
لنرى ما هو الانتحار ؟
الانتحار : هو تعدي الإنسان على نفسه ،
أي أن يقتل الإنسان نفسه متعمداً ، وهذا العمل كبيرة من كبائر الذنوب ،
وقتل النفس ليس حلاً للخروج من المشاكل التي يبثها الشيطان ،
و لو لم يكن بعد الموت بعث ولا حساب لهانت كثير من النفوس على أصحابها ،
ولكن بعد الموت حساب وعتاب ،
وقبر وظلمة ، وصراط وزلة ،
ثم إما نار وإما جنة ،
ولهذا جاء تحريم الانتحار بكل وسائله من قتل الإنسان نفسه ،
أو إتلاف عضو من أعضائه أو إفساده أو إضعافه بأي شكل من الأشكال ،
أو قتل الإنسان نفسه بمأكول أو مشروب .
لهذا جاء التحذير عن الانتحار بقول ربنا جلت قدرته وتقدست أسماؤه حيث قال : { ولا تقتلوا أنفسكم إن
الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً } ،
وقال تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } .
وقال تعالى : " ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق . . . إلى قوله تعالى : " ومن يفعل ذلك يلق
أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً " ،
وكذلك جاء التحذير في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث روى أبو هريرة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم
خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن شرب سماً ، فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ،
ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " [ رواه مسلم ] .
.
.
أسباب الانتحار :
3% من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية كالأكتئاب والفصام والأدمان.
و65% يرجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام
والأمراض الجسمية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ .
.
.
ملاحظات على الانتحار :
الذين يحاولون الانتحار ثلاثة أضعاف المنتحرين فعلا.
محاولات الانتحار أكثر بين الإناث.
الانتحار الفعلي أكثر بين الذكور.
أكثر وسائل الانتحار استخداما عند الإناث الأدوية والحرق وعند الذكور الأسلحة النارية.
تقل نسبة الانتحار بين المتزوجين ومن لهم أطفال.
خمس المنتحرين يتركون رسائل وعلامات تشير إلى انتحارهم.
.
.
نبض
بــ الاستعانة بـ موقع صيد الفوائد و ويكبيديا ..
الروابط المفضلة