وأرسُمك عصفوراً مكسور الجناح .. أرسمك عيوناً تبكي وأرواحاً تموت .. أخط ملامح وجهك دروب مظلمة متعرجة لا نهـاية لها ... وأعود أشطبك .. أمحي ملامحك وأمزق كل جزء منها .. فأفكر وأفكر ويطول صمتي .. فأخنقه بقلمي ثم أعود لأرسمك بأجمل الحلل .. وأعود أرسم وجهك البالي من جـديد ، وأخطه قلب جريح .... بلا مشاعر *

قالت يوماً : " من ننتظره حتماً سيأتي .. هذا ما أظنّه " ..
و قالت : " للانتظار لذة لا تُجنى ثمرتها إلا عند اللقاء "
وها أنا ذا على أملٍ ..
أقلّب وُريقاتك ويتعمّقُ الشوق فيّ ويتوالد الفقد ..
ولا أملكُ إلا حرفك يصِف وحشتي :
" للغياب مرارة لا يتذوقها سوى المنتظرون ! "
" أمنيات تختنق تحت وطأة الانتظار "
" تسافر .. تغيب .. أما كنت تعلم بأنك في حنايا القلب أسير ؟ "
" تعال وسجّل حضورك لا تخنق القلب الكسير "
" تغيب .. وتحرق أوراق عمري في انتظارٍ مرير .. "
" عُد ببعض لِقاء ...امنح القلب قليلاً من رحيق "
أنا يا روح أنتظر .. " على وعد "
فمتى تأتين ؟

لَم أكُن أدري ..
بأنكِ يوماً كنتِ " بُكاء الروح " .

فلا التذكارُ يرْحمُني فأنسى
ولا الأشواقُ تترُكني لنومي
فراقُ أحبّتي كم هزّ وَجدي
وحتى لقائهم سأظلُّ أبكي *

قالت - التي أحبّها - :
دائماً هناك شخص ما يزرع الأمل في أرواحنا المتعبة .. يمنحنا بيدٍ لا تملّ العطاء .. يسقينا من نبض دمه لنستطيع البقاء .
دائما هناك شخص ما يشعر بوجعنا دون أن نراه يتفقد أحوالنا دون أن ندرك ذلك يدعو لنا دون أن يطلب منا مقابل .
دائما هناك شخص ما يحلم لنا بالكثير من السعادة والكثير الكثير من الأمان ويظل لنا جزء كبير من أمنياته .
دائماً هناك شخص ما أنت محور حياته وشاغل تفكيره ونبض فؤاده وإكسير حياته .
- ابحث عنه لأنك ربـما لا تـراه -

.....

من ذا يزرع عناقيد فرحٍ في وجنتيك و يكتب رسائل بهجةٍ إلى عينيك ؟ من يرسم بساتين وردٍ في مقلتيك ويُطلق ذاك السجين من قبضتيك ويسكب العطر فواحاً بين يديك ؟ من ؟ من يستطيع أن يسرق بعض سرور وقليل من بسمات وكثير من أمنيات ويهديها إليك ؟ من ؟
من يشتري حزنك ، ويقطف زهر بكائك ويبتاع لك ثوباً يملؤه البياض ، ويُلبسك عقداً من فل وإسورةً من ورد ، ويسكنك عينيه ويُسمعك أغنياتٍ من نبض فؤاده ،من أيا زهرة تقاوم الذبول ؟ *

تَقولُ حبيبتي الغائِبة : " بعضُ الأمنياتِ لا تُزهر .. "

" توجَّع فيَّ الانتظار دهراً حتى ثار بركان النبض اشتياقاً .. ولا صدى ! "
" ما كنت أحسب أن تهزمني سيوف الغياب لتترك القلب ذبيح حنينٍ يُكابر! "
" هكذا كان صدى خطوات الراحلين ... إزميلٌ قاتــل ! "

" فجأةً .. يختبىء من ظلالٍ ظلتْ تلاحقهُ كـ أشباح ليل .. يمزقُ أوراقَ هويتهِ المعتادة كـ مستنداتٍ مزورة قد تدينهُ .. يرتشفُ قهوةَ النسيان مع كل ساعةِ صداع تمرُّ كعقارب ذكرى لينعتقْ من ذاته ويرتب حقائب سفرٍ طويل كموتٍ مباغت.. و باهت ! "

قالتها التي أفتشُّ عنها في عُيونِ الناس ..
قالتها يوماً .. واقترفتها !