انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: لأهل الأدب والنقد أعطوني انطباعاتكم هادي قصة من مبتدء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الموقع
    جدة
    الردود
    148
    الجنس
    ذكر

    لأهل الأدب والنقد أعطوني انطباعاتكم هادي قصة من مبتدء

    في ذلك اليوم الجميل ذي الهواء العليل ، خرج ذلك الشاب الذي في العقد الثاني من عمره إلى دار العبادة ، تحديدا كان متجها إلى المسجد ..
    لم يمضِ الكثير من الوقت حتى كان هذا الشاب يضع رجله اليمنى على عتبة باب المسجد دافعا بلطف ذلك الباب الخشبي الكبير في حجمه ، العظيم في شأنه ..


    دخل ذلك الشاب اليافع فكبر وصلى تحيةً للمسجد ، صلى بسكينة ووقار شديدين وكأنما على رأسه طير !

    بعدما فرغ من الصلاة اتجه إلى ذلك الكتاب المهيب ، حمله بقلبه الذي كان مملوءًا بحبه قبل أن يحمله بيده التي كانت متشوقة إلى لمسه وتقليب صفحاته ..
    أخذ ذلك الكتاب العظيم المقدس وأرضى شوق يده بتقليب صفحاته وأرضى شوق قلبه بقراءة آياته..
    لم يحدد أي جزء يود أن يقرأ ..
    وهو يقلب صفحات هذا الكتاب العظيم وجد أمامه هذه العِبارات:
    {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس * إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون}

    اقتحمت رأسه أفكار متعددة حول معنى ومغزى هذه الآيات الكريمات !
    أراد أن يعرف ما ترمي إليه هذه الآيات في أقرب فرصة تقابله !


    ما زالت هذه الآيات تسحره !

    المسجد ينتظر المصلين متصبرًا بهذا الشاب ، لا أحد في هذا المكان العظيم سواه ..
    لم يتذوق هذا الشاب عذاب الانتظار مثلما تذوقه الساعة !
    لقد تجرعه ولم يتذوقه فقط !
    لكم تشوق لمقابلة أحد رجال الدين ليسأله عن معنى هذه الآيات !
    ظل يكررها ويركز على الجزء الغامض الذي لم يفهمه فيها !
    { ...وتلك الأيام نداولها بين الناس... }
    معناها واضح وجلي وضوح القمر ليلة تمامه !
    لكنه مع ذلك لم يستوعبه ، وشعر بأن هذه الآيات الكريمة تخبئ سرا من الأسرار التي لن يكشفها إلا الزمان ..
    أراد أن يقوم ويتنفل بجسده ويتنقل بروحه عسى أن ينسيه التنفل والتنقل هذه الأفكار والأسئلة المتلاطمة في عقله كتلاطم الموج في البحر ..
    ومع ذلك لم يستطع الفكاك منها !
    لم يستطع الصلاة بخشوع كعادته !
    ألم الفضول مؤلم ،، وألم الانتظار مؤلم أيضا !
    لم يكن وقت انتظار المسجد للمصلين وتصبره بهذا الحائر طويلا !
    فسرعان ما أتى المصلون ابتداءً بدخول أحد العلماء الأجلاء ..
    ولكن مقارنة بانتظار المسجد كان انتظار (عبد الرحمن) لهذا العالِم مثل انتظار المصاب في الحرب الذي لا أمل في شفائه للموت !
    لكم هو مؤلم هذا الانتظار وفي ظلمة هذا الليل !
    لم يتوانَ هذا الشاب أو يتكاسل لحظة ، بل انطلق إلى العالم فور دخوله وإنهائه تحية مسجده ..
    كان جواب العالم وبعد كل هذا الانتظار الذي انتظره عبد الرحمن مثلما توقع تماما !


    ولكنه لم يكن يراه شافيا أو مجيبا على هذا الغموض الذي يكتنف هذه الآية الواضحة !
    في كل زاوية من زوايا هذا البناء ، وعند كل عمود من أعمدته ترى ضوءًا خافتا متراقصا يلجأ إليه القراء والقارئون ..
    يا لهذه الشموع !!

    لو أخذت إحداها وتجولت في كافة شوارع هذا البلد الأوروبي المزدهر سترى الأوروبيون يجوبون الشوارع جيئة وذهابا ، لم تكن هذه الدولة الشامخة لتمتلئ بالأغراب والأعراب ومختلف الأعراق إلى لكونها مركز حضارة في ذلك العصر !
    مهما مددت بصرك ومهما تجولت به ومهما رددته تجد هنا وهناك كل أنواع العلوم والفنون !
    إنها قرطبة ! وتلك شاطبة !
    يا لها من أندلس !
    ---

    ظل عبد الرحمن –وهو لم يبرح مكانه في المسجد- يجول ببصر عقله في شوارع قرطبة ..
    لم يجد السر الدفين الذي تخبئه وتدفنه هذه الآية ..
    وليته لا يجده أبدا !
    فلكم هو مؤلم !
    ---
    كان عبد الرحمن يجوب شوارع قرطبة دائما عند آخر الليل متجها إلى عشقه !
    متجهًا إلى المسجد يقرأ القرآن ويتنفل و يصلي انتظارا لدخول وقت صلاة الفجر ليصليها مع كافة أبناء وآباء هذه المنطقة أو هذا الحي ، لترى كافة أنواع الترابط الاجتماعي والديني والمودة وحسن الجوار ..
    وكان لكما تجول في شوارع هذه المنطقة ذهابا إلى المسجد ليلا لم يكن يجد شمعة مضاءة مطلقا إلا من أضاء شمعته وأضاء قلبه معها ليصلي ويقرأ القرآن ويتدارس مع نفسه العلوم النافعة !
    هذه كانت حال الناس في كل الأندلس !
    حتى جاء اليوم الذي أمسى فيه هذا الشاب شيخا هرِمًا ..
    أصبح يمشي ليلا وهو يرى الشموع مضاءة والقلوب مظلمة !
    هذا يُغني ، وهؤلاء يعزفون ، وهذه تضحك ، وأولئك يسكرون !!
    يا لانقلاب الحال !!
    لكم هو مؤلم هذا المنظر !
    ---
    لم يشعر عبد الرحمن بنفسه إلا عندما أيقظه صوت قارئي القرآن في المسجد !!
    لقد أعياه التخيل وكثرة التفكير في هذه الآية ولم يستطع مقاومة إغراء غمض جفنيه بعد كل هذا الجهد الذهني ..
    استعاذ بالله من الشيطان الرجيم بعد أن رأى هذه الرؤيا المفزعة ..
    قام وتوضأ ثم عاد إلى المسجد بعد هذه الغفوة متوترا ينتظر صلاة الفجر ..

    صلى عبد الرحمن فجر ذلك اليوم وظل يفكر بعد ذلك في هذا اللغز حينا من الزمن ..
    حتى أتاه الذي سمي الإنسان بسببه إنسانا !
    أتاه النسيان لينسى هذه الآية واللغز الذي وراءها !!
    ---
    وفي إحدى الليالي ،، وتخصيصا في إحدى آخر لياليه ..
    وفي تلك الليلة الموعودة ،، تجمع أحفاده وأولاده حوله وهو طريح الفراش ..
    تذكر فجأة ذلك اليوم الغريب وهو يرى لحظات حياته الجميلة والكئيبة أمامه سائلا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ..
    تذكر ذلك اليوم الذي قرأ فيه آية واضحة المعنى لكنها تحمل سرا خلف هذا المعنى ..
    قد يقال أن تذكره لهذه الآية بعد أكثر من سبعين سنة كان إلهاما !
    ولكن هناك في العقل ما لا يُنسى وإن نسي فترة فإنه لا يزال محفورا في الذهن بحاجة إلى من ينفض الغبار عنه ويخرجه إلى النور !
    حدثته نفسه بإخبار أحفاده عن هذا اللغز علَّهم يرون له إجابة مستقبلا ..
    أخبر هذا المُحْتضِر أبناءه وأحفاده بهذا اللغز ، بل أراد إخبارهم فلم تخرج من بين شفتيه سوى كلمات متقطعة متألمة تجاهد لتخرج وكأنما الروح تخرج معها ،، قال:
    يا له من غموض !
    أي سر هذا ؟!!!
    {... وتلك الأيام نداولها بين الناس ...}
    لم يستطع إكمال الآية حتى شهق شهقة مرتفعة الصوت مرعبة كأنها آخر سكرات الموت ،، وفعلا كان
    وقتئذ ملك الموت عند رأسه يقول:
    يا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى رضوان من الله ورحمة منه ..
    لم يكن أحد ليتمنى أن يكشف السر فعلا !

    ولكنه سيكشف لا محالة !

    ولم تكشفه سوى الأيام ،، وكما كان متوقع ،، الزمن هو الشخص الوحيد القادر على كشف الأسرار..

    انكشف سر هذه الآية وبقيت بلا سر عندما خرج آخر ملوك الأندلس مطرودا باكيا ذليلا مطرقا رأسه مبلل الوجنتين ينظر خلفه إلى مكان ملكه المسلوب ،، يرى الأندلس التي كانت مزدهرة يوما ما يُلعب بها وتسفك دماء أهلها وتذبح النساء ويشرد الأطفال ويهان الشيوخ والعلماء ومحاكم التفتيش هنا وهناك تحيي واقع مأساة ،، مأساة لم يستطع أحد التعبير عن حجمها و عِظمها ..

    فاكتفى أبو البقاء الرندي بقول تلك القصيدة الطاعنة واختتمها ببيت قد يُسيل عبرةً وقد يقشعر بدنًا وقد يؤثر في قلبٍ وقد يبقى دون أن ترى له مجيبا ،، يُسمع فلا يُفهم ،، يُقرأ فلا يعتبر به ..
    قال أبو البقاء الرندي في قصيدته المؤلمة (رثاء في الأندلس) ما قيل من الأبيات ..
    قال حال الأندلس والأمة الإسلامية خلال تلك الحقبة من الزمن في أبيات لا تتجاوز الأربعين بيتا ،، أبيات مؤلمة ، فلنقرأها كاملة دون أي نقص ولنستشعر كلماتها ومعانيها ،، عسى أن تكون لكلماتها صدى في نفوسنا المتحجرة التي تعيش زمانا يستحق الرثاء بحق فاقرأ ما قاله أبو البقاء ،،
    قال أبو البقاء رحمه الله:


    لِكُلِّ شَيءٍ إذا ما تمَّ نُقصَانُ -------- فلا يغرُّ بطِيب العَيشِ إنسانُ
    هيَ الأمورُ كما شاهدتُها دُولٌ -------- من سره زمنٌ ساءتهُ أزمانُ
    وَهَذِهِ الدَّارُ لا تبقِي على أحدٍ -------- ولا يدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شانُ
    أين المُلُوكُ ذوي التُيجانِ مِن يمنٍ -------- وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
    وأين ما شادهُ شدادُ في إرمٍ -------- وأين ما ساسهُ في الفُرسِ ساسانُ
    وأين ما حازه قارون من نهبٍ -------- وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
    أتى على الكل أمرٍ لا مرد لهُ حتى-------- قضوا فكأن القوم ما كانُوا
    وصار ما كان من ملك و من ملكٍ كما -------- حكى عن خيال الطيف وسنانُ
    كأنما الصعب لم يسهل له سببٌ -------- يوماً ولا ملك الدنيا سليمانُ
    فجائع الدنيا أنواعٌ منوعةٌ -------- وللزمان مسراتٌ وأحزانُ
    وللحوادث سلوانُ يسهلها -------- وما لما حل بالإسلام سلوانُ
    دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء لهُ -------- هوى له أحدٌ وانهد شهلانُ
    أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتُ -------- حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ
    فاسأل بلنسية ما شأن مرسية -------- وأين شاطبة أم أين جيانُ
    وأين قرطبةُ دار العلوم فكم -------- من عالم قد سما فيها له شأنُ
    وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ -------- ونهرها العذب فياض وملآنُ
    قواعد كن أركان البلاد فما -------- عسى البقاء إذا لم تبق أركانُ
    تبكي الحنفيةُ البيضاءُ من أسفٍ-------- كما بكى لفراقِ الإلف هيمانُ
    على ديارِ من الإسلامِ خاليةٌ -------- قد أقفرت ولها بالكفر عمرانُ
    حيث المساجدُ صارت كنائس -------- مافيهنَّ إلاّ نواقيسٌ وصلبانُ
    حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ -------- حتى المنابرُ تبكي وهي عيدانُ
    يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ -------- إن كنت في سنةٍ فالدهرُ يقظانُ
    وماشياً مرحاً يلهيه موطنهُ -------- أبعد حِمصٍ تغرُّ المرءُ أوطانُ
    تلك المُصيبةُ أنست ما تقدمها -------- ومالها من طوالِ الدهرِ نسيانُ
    يا راكبين عتاق الخيل ضامرة -------- كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
    وحاملين سيوف الهند مرهفةً-------- كأنها في ظلام النقع نيرانُ
    وَرَاتِعِين وراء البحر في دَعَةٍ -------- لَهُم بأوطانهم عزٌ وسلطانُ
    أعندكم نبأٌ من أهلِ أندلُسٍ -------- فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ
    كم يستغيثُ بنا المُستضعفُونَ وهم -------- قتلى وأسرى فما يهتزَّ إنسانُ
    ماذا التقاطع في الإسلام بينكُمُ -------- وأَنتُمُ يَا عبادَ اللهِ إِخوَانُ؟!
    ألا نفوس أبياتٌ لها هِممٌ -------- أَمَا عَلى الخيرِ أَنصَارٌ وَأَعوَانُ
    يَا مَن لِذِلَّهِ قومٍ بعدَ عِزِّهمُ -------- أَحَالَ حالَهُمُ كُفرٌ وطُغيانُ
    بالأَمسِ كَانُوا مُلُوكاً في مَنَازِلهم -------- واليَومَ هُم في بلاَدِ الكُفرِ عُبدَانُ
    فَلَو تَرَاهُم حَيَارى لا دَليلَ لهَمُ -------- عَلَيهمُ مِن ثِيَابِ الذُّلِ أَلوَانُ
    وَلَو رَأَيتَ بُكَاهُم عِندَ بَيعِهُمُ -------- لهَاَلَكَ الأَمرُ واستَهوَتك أَحَزانُ
    يا رب أم وطفل حيل بينهما -------- كَمَا تَفَرَّقُ أَروَاحٌ وَأَبدَانُ
    وطفلةٍ مِثلِ حُسنِ الشّمسِ إِذا -------- طَلَعَت كَأَنمَّا هِيَ يَاقُوتٌ وَمَرجَانُ
    يَقُودُهَا العِلجُ لِلمَكرُوهِ مُكرَهَةً -------- وَالعَينُ باَكِيَهٌ والقَلبُ حَيراَنُ


    ثم يقول في بيته الأخير :
    لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ -------- إِن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ


    اقرأ القصيدة كاملة حتى تعرف ما حدث تماما كما شاهده (أبو البقاء الرندي)
    ثم سأقول لك:
    فهل في القلب إسلام وإيمان ؟؟
    لو كان ذلك لما بقينا على ضعفنا ساعة من نهار !
    ولم تمت الحضارة في الأندلس ،، ولم يمت القلب من الكمد ،، ولم تمت الحضارة الإسلامية جمعاء إلا لأن الرؤيا التي رآها عبد الرحمن –عندما غفا في المسجد- قد تحققت ...
    فيا ليت حضارتنا وعزتنا تعود ...
    ---
    .. تمت ..
    .. . ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الموقع
    جدة
    الردود
    148
    الجنس
    ذكر

    coffee معقولة

    ولا عضو قدر ينتقد هذي القصة
    الرسالة لشخص مبتدئ في تأليف القصص ويريد النقد البناء
    لكي يستفيد من الانتقادات الموجهه له ويتلافاها في القصص الأخرى


    أرجو الاهتمام...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الموقع
    المغرب الحبيب
    الردود
    264
    الجنس
    أنثى
    مشكورة اخي عالموضوع.. اعد عنوانه فاول القائمة كي يتمكن القراء من الدخول..
    ولا تنسى الزوار الذين لايستطيعون الاجابة.. المهم انا لااستطيع نقذك وانما اقول لك
    موضوعك لاباس به ..يمكنك الاستمرار ..اتمنى لك التوفيق..

مواضيع مشابهه

  1. الإجازة وخلاص خلصت ........ والدوام جااااااء..... وانا أبغى انطباعاتكم
    بواسطة شمووخ همّه في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 22
    اخر موضوع: 09-09-2005, 04:28 PM
  2. النقد الهادف والنقد الهادم .....
    بواسطة أسيرة الغربة في الملتقى الحواري
    الردود: 18
    اخر موضوع: 23-03-2003, 06:48 PM
  3. الردود: 6
    اخر موضوع: 02-04-2001, 11:15 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ