مـن تــأمل أحــول الناس وعـرف كيف يـقضون أوقـاتهم ، وكيف يمضـون أعمـارهم ، وخـاصة أيام العيد علم أن أكثر الناس محرمون من نعمة استغلال العمر واغتنام الوقت ..
فالكثير من الناس يقضي أيام الأعياد في حضور الحفلات الغنائية لا حول ولا قوة إلا بالله .. وحضور المسرحيات الهابطة .. والمهرجانات الترفيهية .. أو التسكع في الأسواق .. أما الزيارات العائلية أو صلة الأرحام فيكتفون باتصال تلفوني أو رسالة عن طريق التلفون .. !!!!
سبحان الله وكأنهم ينتظرون انتهاء رمضان بفارغ الصبر لكي يعودوا إلى ما هم عليه من الغفلة ..
هل هكذا يكون شكران النعم .. ؟!!
فإضاعة الأوقات فيما لا فائدة منه وإشغالها بمشاهدة أو حضور المحرمات أو المنكرات وأماكن اللهو وميادين العبث من أعظم التضييع لأمانة الوقت ..
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بتاريخ 15ـ 3 ـ 1420 ورقم 20856 عن حكم إقامة المهرجانات والحفلات التي تتضمن اللهو والغناء والطرب.... وعن حكم حضور هذه الاحتفالات والمهرجانات ومشاهدتها .. ؟
فأجابت : يحرم على المسلم إقامة حفلات أو مهرجانات مشتملة على أمور منكرة كالغناء والموسيقى واختلاط الرجال بالنساء وإحضار السحرة والمشعوذين ....وإذا تقرر أن أقامة هذه الحفلات والمهرجانات محرم فحضورها وبذل الأموال فيها وتشجيعها والدعاية لها كل ذلك محرم أيضاً لأنه من إضاعة المال والأوقات فيما لا يرضي الله سبحانه، ومن التعاون على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
~*~ مقترحات : ~*~
* زيارة الأقارب وصلة الأرحام، فهي سبب دخول الجنة وحصول الرحمة قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه" رواه البخاري ، وللزيارات والرحلات العائلية في العيد شعوراً خاصاً، فشمروا في مضمار الخير عسى أن يكون لكم قدم السبق فيه.
* الرحلات البرية.. ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) وهذه الرحلات ذات طابع ترويحي مميز جداً، وخاصة مع هطول الأمطار واعتدال الأجواء، بعيداً عن الازدحام والاختلاط المفسدين، وأماكن اللهو والمنكرات ..
* زيارة المسجد النبوي الشريف، وأداء العمرة في الحرم المكي، فإن ذلك من أنفع ما استغلت به الأعمار قال صلى الله عليه وسلم" .. والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، ما اجتنبت الكبائر"
* تنتشر الاستراحات الخاصة في كل مكان بعيداً عن أجواء الازدحام والضوضاء وهي تتميز بالترفيه الجيد مع المحافظة على خصوصية العائلة التامة ..
* يمكن للإنسان أن يستغل العيد بتقديم عمل لدينه يشهد له غداً عند الله، أو بالتدرب على مهارة مفيدة حتى يكون عضواً فعالا في أمته ..
ضدان ما اجتمعا لطالب عزة *** شرف النفوس وراحة الأجساد
* هناك من الناس من يعيش معنا هذا العيد دون أن يعيش فرحته وذلك لأن قلبه لم يحمل نور الإسلام بعد، ماذا قدمت لهؤلاء.. وهلا مددتم لهم أيديكم لتشعلوا في ظلام أرواحهم وقلوبهم قنديل الإيمان فيبصروا السعادة الحقيقية ..
وأخيراً ..
لا تنسوا أن لكم أبناء آخرين، وإخوة آخرين، وعائلة أخرى.. يربطون بكم بأواصر هذا الدين فلا تنسوا في غمرة فرحتكم بهذا العيد أن تمدوا أيديكم لهم بالدعاء والصدقة والمعونة.
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/62.htm
الروابط المفضلة