ولذلك يقول أحد الحكماء ...
إذا شئت أن تعرف همة الرجل ورجاحة عقلة وسعة أفقه
فأنظر الى أصدقائه ومقارنيه
وسئل النبي علية الصلاة والسلام عن خير الإخوان فقال ...
( خير أخوانكم الذي يذكركم الله رؤيته ، ويزيد في عملكم قولة )
ويقول عز وجل في كتابة العزيز ...
هذه آية صادقة من كتاب الله تبين فيها الى أي حد
يتأثر الصديق بصديقة والعشير بمعاشيرية
ولا غرابة أذا رأينا الأنسان يعض على أصابعة ندماً
حينما يجني ثمرة صداقته السيئة
التي تعتبر صداقتهم بلاء عظيم
نتيجته الندم والحسرة وسؤ المصير في الدنيا والآخرة
وقد صدق علي رضي الله عنة حين قال ...
( الصديق للصديق كالرقعة في اللثوب ، إن لم تكن منة شانته )
لذلك وجب في الصديق أن يكون متصفاً بخلاصة المحامد الكريمة
يأمر بالبر ، ويدعو الى الخير ويهدي الى الصراط المستقيم
يغفر زلاتك ويستر عوراتك
إن رآك معوجاً قومك ، وإن رآك معتدلاً شجعك
وإن رآك على باطل نصحك ولإن رآك على حق نصرك
إن سألة أعطى وإن دعوته أجاب أجاب
يقدمك على نفسه أن تعارضت المصالح
هذه هي الصداقة المثالية التى ينشدها الإسلام
أما الصداقة التجارية ، فهي قائمة على المنافع والمصالح
ونجدها قصيرة العمر غير دائمة
فصديق المنفعة لا ينظر اليك إلا بقدر ما ينتفع بك
ولا يفكر الا بما يستفيد من ورائك
ولا يبسط لك وجهة إلا إذا بسطت له يديك
يستقبل عدوك بالترحاب مثلما يستقبلك
وما مثل صديق المنفعة إلا كمثل الماء على النار
يظل ساخناً مادامت النار موقدةً
فإن انطفأت عاد فاتراً كما كان
وكثيراً ما نرى أناساً ملتفون حول شخص كريم بشوش سخياً
فيصبحون اصدقائة وإخوانه ويثنون علية
وإذ نزل به سؤ او انقلبت حياته عكس مجراها
انفضوا من حولة ووصفوه بالمهرج والمبذر
وفضل الشدائد على الأنسان أنها
تبين له الخبيث من الطيب والجيد من الردئ
فعند الشدائد يظهر الإخلاص
وقد قال الشافعي رحمة الله أبياتاً رائعةً في الصداقة ً ...
ويقول أحد الحكماء ، الأصدقاء أربعة ...
صديق كالدواء ، يطلب حيناً ويترك حيناً
وصديق كالغداء يحتاج الية في بعض الأوقات
وصديق كالهواء لا يستغنى عنه أبداء
وصديق كالداء لا يحتاج إلية مطلقاً
والصداقة مثلها مثل أي شيء في الحياة وضعت لها الحياة
مبادئ أساسية يتوجب تطبيقها في علاقاتك
ومن خلال ذلك تستطيع ان تميز من خلالها بمسمى
* الصداقة الحقيقية *
ومن أهم هذه المبادئ العظيمة لجعل صداقتك قوية وصحيحة ما يلي :
العطاء ...
هو قانون الصداقة الأول
فكن معطاء مع الآخرين قبل ان تتوقع منهم عطاء لك.
الوفاء بالوعد ...
الصديق الحقيقي لا يخلف الوعد ولا الموعد
المشاركة ...
شاركك صديقك لحظات فرحك وأوقات الحزن في حياتك
فإن الصديق الحقيقي لا ينصح بل يستمع ويتعاطف أولاً
التواصل ...
كل انسان يكون بحاجة الى وجود شخص آخر بقربه يتحدث معه
وبالتواصل تكون قد حققت نوع من الفهم المتبادل بينك وبين صديقك
تقارب رغم الخلاف ...
مهما كان سوء التفاهم بين الأصدقاء الحقيقيون
فهم يظلون بالقرب من بعضهم البعض ولا يتباعدون أبداً
لا للتجمل ...
لا تحتاج مع صديقك للتصنع ، فإذا شعرت بأنك تكون نفسك وأنت مع صديقك
فهذا يعني ان صداقتكما قوية
الثقة ...
من يستر سرك ولا تشك للحظة في أمانته
هو ذاك الصديق الوفي لك
حكم وأمثال قيلت عن الصداقة
* احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة
* أخوك من صَدَقك لا من صدّقك
* إذا صُنْتَ المودة كان باطنها أحسن من ظاهرها
* الصديق إما أن ينفع وإما أن يشفع
* الصديق وقت الضيق
* اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم
* شر البلاد بلاد لا صديق فيه
* صحبة السوء مفسدة للأخلاق
* عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
* فخير ما كسبت إخوان الثقة أنس وعون في الأمور الموبقة
* ما تواصل اثنان فطال تواصلهما إلا لفضلهما أو لفضل أحدهما
* وكل قرين بالمقارن يقتدى
* وقال ابو العتاهيه ...
كفى حزنا بدفنك عير اني *** نفضت تراب قبرك من يديا
وكانت فى حياتك لي عظات *** وانت اليوم اوعظ منك حيا
* وقال الفضل أبن غسان ...
( اذا صحبت فاصحب من ينسى معروفه عندك )
أخيراً ...
أدعو الله ان تكون صداقتنا حقيقة دائمة مبنية على الود والأحترام
والحب في الله ... ودمتم بخير
الروابط المفضلة