قد نرى أثناء تصفحنا وقراءتنا لكثير من المواضيع المتعلقة بالمسجد الأقصى تسمية خاطئة
ليست لها دليل على صحتها وهي

( الحرم القدسي الشريف)




بل أن الحكم الشرعي عدم جواز هذه التسمية ، وكما أسلفنا سابقا في حلقات التعريف بالمسجد الأقصى

فهو ليس المسجد ذو القبة الرصاصية(المسجد القِبْلي)


ولا قبة الصخرة


بل جميع ما هو داخل السور






أي ما يُطلق عليه خطاً
(الحرم القدسي الشريف)




لأن كلمة الحرم لا يصح أن تُطلق على المسجد الأقصى المبارك



لأنه ليس حرَمًا ولا تسري عليه أحكام الحرَم ولا حرم في الإسلام إلا مكة والمدينة فقط



لأن كلمة الحرم في ذاتها يُبنى عليها أحكام فقهية معينة

  • لا يجوز الصيد في الحرم
  • لا يجوز قطع الأشجار في الحرم
  • لا يجوز التقاط اللقطة (المال والحوائج الصغيرة الضائعة)إلا للبحث عن أصحابها

وهذه الأحكام غير مطبقة في المسجد الأقصى المبارك







أصل التسمية



شاعت هذه التسمية عند عامة الناس منذ العصر الأيوبي المتأخر والعصر المملوكي
وامتدّ إلى يومنا هذا حتى أنه كان قد اُسْتِحدثَ في تلك العصور منصب سُمِّيَ (ناظر الحرمين)



ويُقصد بالحرمين المسجد الأقصى بالقدس ، والمسجد الإبراهيمي في الخليل حيث يُطلق عليه الحرم الإبراهيمي

ومن المؤسف أن هذه التسمية الخاطئة شائعة حتى بين بعض كبار العلماء في عصرنا الحالي

دون العلم بخطرها الشديد على حقيقة الأقصى المبارك ولا على المسجد الإبراهيمي

المشكلة والخطر في هذه التسمية تتعدى الخلل الفقهي أو اللغوي إلى الخطر على ماهية المسجد الأقصى نفسه

ذلك أن إطلاق لفظ الحرم القدسي الشريف على المساحة الكاملة للمسجد الأقصى

توحي بأن هذا( الحرم ) يختلف تماما عن المسجد الأقصى المبارك الذي تم تقزيمه إلى مجرد مساحة صغيرة

هي المسجد القِبْلي ..!! وصار المسلمون في أغلبهم يظنون أن المسجد الأقصى شيء والحرم القدسي شيء آخر







على المسلمين أن يدركوا الخطر الشديد في هذه التسمية

حيث أن سلطات الاحتلال استفادت من هذا الخلل في فهم ماهية الأقصى المبارك وكينونته في أذهان المسلمين



لتقسم الأقصى المبارك إلى ثلاثة أماكن (المسجد الأقصى) ويقصدون به الجامع القِبْلي فقط


و(مسجد قبة الصخرة) كما هي معروفة


و(ساحات جبل المعبد) التي هي في الحقيقة باقي مساحة المسجد الأقصى المبارك




حدث أن اقتحمت قوات الاحتلال مرة ساحات المسجد الأقصى المبارك








فاستضافت قناة الجزيرة متحدثا باسم الشرطة الصهيونية الذي حاول أن يهدئ الخواطر


فإذا به يقول: "قوات الشرطة لم تقتحم المسجد الأقصى ،بل اقتحمت ساحات جبل المعبد

ولم يدخل شرطي واحد إلى داخل المسجد الأقصى"

من هذه القصة يبدو جلِيًّا أن ما كان يقصده هذا الصهيوني المُحتل أنه كان يفرق بوضوح بين الساحات والمسجد
اعتمادًا على لفظة الحرم القدسيّ التي تختلف عن لفظة المسجد الأقصى



أتمنى أن أكون قد وُفِّقت في توضيح الخطأ في تسمية المسجد الأقصى بـ الحرم القدسي

عرض بوربوينت لتوضيح الصورة

من هنا




المادة المكتوبة
من كتاب المسجد الأقصى المبارك
للدكتور عبد الله معروف..بتصرف